إيجابيات وسلبيات التقنية

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

التقنية بإيجابياتها وبأشكالها المختلفة، سهّلت كثيراً من الأمور، فبتنا نتعامل مع كل متطلباتنا، ونحن جالسون على أرائكنا..هذه الحداثة مشكور على توصيلها إلينا كل من عمل وسعى، لننعم بحياة مريحة..
لكن في المقابل، باتت بعض أشكالها عبئاً وهمّاً.. وخطراً أيضاً، فثمّة أبناء من الجنسين، وبأعمار مختلفة، صارت هذه التقنيات، سلوكاً يومياً تحوّل إدماناً، منها ألعاب الفيديو، بتشكيل مجموعات تتنافس في الفوز، منعزلين كليّاً عن أسرهم، من أجل فوز وهمي لا يضيف إلى رصيدهم شيئاً، ولا يحققون فائدة تذكر لمجتمعهم.
هذا الإدمان، مرض انتشر في مجتمعاتنا، وطال الشباب والبنات والأطفال والكبار، وأصاب عدداً كبيراً بتلك العدوى.
صنّفت منظمة الصحة العالمية، أخيراً، «الإدمان على ألعاب الفيديو»، بأنه نوع جديد من الأمراض، ليصبح مرضاً رسمياً معترفاً به قريباً في العالم، وهذا التصنيف يؤكد الضرر الكبير الذي يتسبب به الإدمان للصحة، فضلاً عن أضراره على الأطفال، وسلوكهم وفكرهم، خاصة الذين يقضون ساعات طويلة يومياً مع تلك الألعاب؛ بل إنهم يتواصلون مع آخرين من دول عدة، وهذا يمكن أن يدخلهم في متاهات فكرية، فينحرفون سلوكياً، عبر تعرضهم لمشاهد العنف والتصرف العدواني. فضلاً عن أن هذه الألعاب والتواصلات التقنية، ترافقهم في يقظتهم ونومهم.
يردد بعضهم، أن قضاء الوقت على ألعاب الفيديو، من ضمن الهوايات، ويستمتع الإنسان بوقته، وتحتمل تلك الآراء الصواب، ولكن وصول الأمر إلى الإدمان، يحوله سلوكاً سلبياً ومرضاً، ويستوجب العلاج بقناعة حقيقية من المدمن نفسه، ثمّ تدخّل الطبيب النفسي أو أحد المقرّبين. أعراض المرض واحدة لدى جميع المدمنين، تتمثل في عدم التحكم بعدد ساعات اللعب، أو عدد المرات، فضلاً عن الانغماس الكبير أثناء اللعب، ونسيان الأنشطة والمهمات الأخرى، ليؤثر ذلك في الدراسة والعمل والحياة الاجتماعية؛ فتصبح همومه مرتبطة بمغامراته، وعدد «الإنجازات» التي حققها، وأغلبيتها تتميّز بالعنف والقتال والحرب. 
المسؤولية الكبرى، تبقى على عاتقي الوالدين، فلا بدّ من تعويد الطفل على قضاء وقت محدد مع الأجهزة من حواسيب وهواتف نقّالة.. وغيرها، لكي لا يصل إلى الإدمان، أما الشباب، فعليهم استثمار أوقاتهم في هوايات أخرى تعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم، ولعلّ أهمّها وأفضلها القراءة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3yrjph5m

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"