مستهدفات التوطين

00:43 صباحا
قراءة دقيقتين

مر العام 2022 وانتهت فصول الشد والجذب بين وزارة الموارد البشرية والتوطين وبين شركات ومؤسسات القطاع الخاص، فقد كان التمهيد والمحفزات شديدة الإغراء هما الديدن في ممارسة الوزارة لجذب القطاع الخاص لتطبيق خطط الحكومة في استيعاب نسبة 2% مقابل كل50 موظفاً، وفي الوظائف المهارية بالذات، ثم مع الشهر الأخير من العام كان الوعيد والتهديد بتطبيق العقوبات المعلن عنها في حال عدم التطبيق.
وقبل نهاية العام أُعلن عن شركة مخالفة تلاعبت بالقانون لتحقيق مكاسب التوظيف دون تطبيق معطياته ثم إحالة أحد المديرين للنيابة العامة، ثم كان الصمت شبه التام. ومع دخول العام الجديد 2023، خرجت علينا الوزارة بقرارات كان منها رفع غرامة على الشركات المخالفة لمستهدفات التوطين خلال العام الماضي إلى 7000 درهم بدلاً من 6000 درهم، مع إلزامها بتحقيق نسبة توطين 4% من الوظائف المهارية خلال العام الجاري.
وأشارت إلى أن 7000 شركة وظفت مواطنين للمرة الأولى في تاريخها خلال العام الماضي، مع توقع استحداث24 ألف فرصة عمل جديدة للمواطنين في مختلف القطاعات العام الجاري، مع التأكيد على أن ما تحقق في قطاع التوطين خلال العام الماضي شيء غير مسبوق، فقد حققت 8897 شركة نسبة نمو التوطين المستهدفة، مع العلم بأن الشركات المستهدفة حسب الوزارة عددها13 ألف شركة، أي أنه وحسب الأرقام المعلنة من قبل الوزارة فإن 4103 شركات من الشركات المستهدفة لم تعمل على تحقيق نسب التوطين المستهدفة.
الوزارة بلا شك تعمل بجد واجتهاد ورؤية وصبر شديد وجلد، وتتحمل ما لا يمكن تحمله، والمجتمع يقدر ما تقوم به الوزارة خصوصاً المواطنين الباحثين عن عمل وأسرهم وذويهم، لكن هناك أمور تحتاج إلى وقفة وتبصر، وتفتح عين التساؤل أمامنا، فالوزارة مثلاً كرمت الشركات التي تجاوزت نسبة التوطين المستهدفة بشكل كبير وأعلنت عن أسمائها للرأي العام، فلماذا لا تعلن عن أسماء الشركات التي لم تحقق المستهدف من نسب التوطين وتجاهلت خطط الدولة، فالهدف من هذا الإعلان هو التأكيد على الشركات أن الوزارة جادة وتعمل بحزم على تطبيق القانون.
القطاع الخاص مطالب بالكثير من المساهمة في دعم عملية التوطين حتى بدون حوافز تشجعه وتجذبه للقيام بذلك، فما تقدمه الدولة من تسهيلات وخدمات يفوق بكثير ما تقدمه تلك الشركات بالمقابل لهذا الوطن وتحقيق مستهدفاته الوطنية والاجتماعية والتنموية.
من المؤكد أن الوزارة تعمل جاهــدة وبكل إخلاص لكن «الحزم» مطلوب خصـــــوصاً في ما يمس خطط الوطن وأهدافه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycytpc67

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"