«رحل النهار» ومسرح الشارقة الوطني

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

لا تخف على عرض مسرحي مخرجه محترف، ومؤلفه مجرّب، وممثلوه مهنيون في أدائهم وفي ثقافتهم المسرحية. ببساطة، هذا ما توافر لمسرحية «رحل النهار» التي حظيت بجائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في نسختها العاشرة، بعدما نافست المسرحية على الفوز، واستحقته في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان المسرح العربي في الدار البيضاء.
المعادلة واضحة ومهنية. محمد العامري «مهندس» العرض مخرج وراءه تاريخ وتراث مسرحي مثقف في الساحة الإماراتية والخليجية والعربية، وهي ليست المرة الأولى التي تذهب فيها استحقاقات الفوز إلى العامري، بل كان في طليعة المخرجين الذين يُحسب لهم حسابات نقدية وجمالية وثقافية. مسرحي يمسك خيوط عرضه المسرحي من البدايات وحتى النهايات بثقافة امتيازية حين يحوّل النصّ إلى عرض مكتمل البناء والرؤية الفنية والجمالية.
هذا هو محمد العامري باختصار شديد، الاسم العلم في المسرح الإماراتي، وتحديداً في فرقة مسرح الشارقة الوطني هو وقرينه وموازيه الاحترافي الآخر إسماعيل عبدالله، مؤلف «رحل النهار»، وقبلها مؤلف العديد من المسرحيات ذات الروح العربية الإماراتية.
إلى هنا، أرى أنه من الواجب الثقافي والصحفي أيضاً أن نشير إلى الصرح المسرحي التاريخي الذي وُلِدَ في ظلاله وفوق منصّاته هذا المسرح الإماراتي المتفوّق، وأقصد بهذا الصرح «مسرح الشارقة الوطني» الذي يعود في تأسيسه وبدايات عمله إلى منتصف سبعينات القرن العشرين، وكما لو أن مسرح الشارقة الوطني قد وُلِدَ مكتملاً، وبسرعة استقطب خيرة شباب وشابات المسرح في الإمارات، وظهرت أسماء مسرحية مرتبطة روحياً ونفسياً بمسرح الشارقة الوطني مثل عبدالمناعي، وسالم الحتاوي، لا بل سيجذب مسرح الشارقة الوطني إلى رحابه وإلى منصّاته مسرحيين عرباً كباراً في وزن د. جواد الأسدي مثلاً صاحب تجربة «مقهى بوحمدة» في ثمانينات القرن العشرين. أما بصمة الشيخ أحمد بن محمد بن سلطان القاسمي فهي مفصل تاريخي في سيرة مسرح الشارقة الوطني حين دفع بالمسرح إلى الأمام، أي إلى المستقبل المسرحي والثقافي الذي كان يحلم به الشيخ أحمد.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3r2xay

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"