عادي
استمرار الإدانات.. ودعوات لنشر التسامح والتعايش ونبذ التطرف

«حكماء المسلمين»: إحراق المصحف بالسويد جريمة كراهية

16:57 مساء
قراءة 3 دقائق
1

توالت ردود الفعل العربية والدولية المستنكرة لإقدام سياسي مناهض للهجرة من اليمين المتطرف، على إحراق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في استوكهولم. وأجمعت بيانات التنديد على أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي، ونبذ الكراهية والتطرف.

ودان مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بشدة، ما أقدم عليه أحد المتطرفين في السويد من حرق لنسخة من القرآن الكريم. وأكد مجلس حكماء المسلمين أن الإقدام المنبوذ على حرق نسخة من المصحف الشريف، هو استفزاز واضح لمشاعر ما يقرب من ملياري مسلم حول العالم، موضحاً أن التاريخ سيسجل هذه الجريمة النكراء في صفحات الكراهية والتطرف. وأعرب مجلس حكماء المسلمين عن رفضه لهذا السلوك الإجرامي الذي يتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، ويبرهن على عنصرية بغيضة تترفّع عنها كافة الحضارات الإنسانية، مؤكداً أن مثل هذه الانتهاكات تعد وقوداً لخطاب التطرف والإرهاب، وتنال من جهود نشر قيم السلام والتعايش الإنساني، داعياً إلى ضرورة وقف بثِّ خطاب الكراهية وإثارة الفتن، واحترام معتقدات الآخرين، وعدم الإساءة للمقدسات الدينية.

الأزهر يطالب بالتحقيق 

وجدد الأزهر الشريف في بيان أصدره مساء السبت، تأكيده أن هذه الأفعال المتطرفة لن تنال من حرمة المصحف الشريف في قلب إنسان متحضر، وسوف يظل في عليائه كتاباً هادياً للإنسانية جمعاء، وموجهاً لها لقيم الخير والحق والجمال، لا تنال من قدسيته أحقاد الضالين، ولا تصرفات باعثي التعصب والحقد والنفوس المريضة، من أصحاب السجلات السوداء في تاريخ التعصب والكراهية.

وطالب الأزهر المجتمع الإنساني والمؤسسات الدولية وحكماء العالم، بالوقوف في وجه محاولات العبث بالمقدسات الدينية، وإدانة هذه الأفعال، ووضع حد لفوضى مصطلح «حرية التعبير»، وإساءة استخدامه في ما يتعلق باستفزاز المسلمين وعدم احترام مقدساتهم، وفتح تحقيق عاجل حول تكرار هذه الحوادث، مشدداً على أن السماح بتكرار هذه الاستفزازات تحت شعار «حرية التعبير»، يعيق جهود تعزيز السلام وحوار الأديان والتواصل بين الشرق والغرب، وبين العالم الإسلامي والعالم الغربي.
وأعربت سلطنة عُمان، عن استنكارها الشديد لإقدام متطرفين في السويد على إحراق نسخة من المصحف الشريف، وإدانتها البالغة لمثل هذه الأعمال الاستفزازية لمشاعر المسلمين ومقدساتهم وما تمثله من تحريض على العنف والكراهية.
وأكدت الخارجية العمانية، ضرورة تكاتف الجهود الدولية لترسيخ قيم التسامح والتعايش والاحترام وتجريم جميع الأعمال التي تروّج لفكر التطرف والبغضاء وتسيء للأديان والمعتقدات.

من جهته، قال أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس إن المجلس العالمي للتسامح والسلام بكافة أعضائه وشركائه يدين بشدة هذا العمل المتطرف معتبرا أن مثل هذه التصرفات الجاهلة تدعو الى العنصرية وتحرض على التفرقة والكراهية بين البشر، وهو ما يعمل المجلس مع أكثر من 95 دولة على محاربته والعمل على تعزيز ثقافة التسامح، وبناء جسور المحبة والاتصال بين الشعوب والثقافات.«التعاون»: استفزاز للمسلمين

ودان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، سماح السلطات السويدية بقيام أحد المتطرفين بإحراق المصحف الشريف في العاصمة السويدية استوكهولم، والتي من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم واستفزازهم.

وأكد الحجرف موقف مجلس التعاون الثابت والداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي ونبذ الكراهية والتطرّف، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل المسؤوليات لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة.

ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بأشدّ العبارات، إحراق ‫المصحف الشريف. وقال في تغريدة على «تويتر»، إن مثل هذه الأفعال المتطرفة والشاذة يجب أن تكون محل إدانة واستنكار من الجميع وبالذات في ‫السويد، مؤكداً أن حرية التعبير يجب ألا تكون شماعة للمتطرفين لإشعال نار الكراهية بين اتباع الديانات المختلفة.

وشدد البرلمان العربي على رفضه التام لمثل هذه الأفعال المشينة التي تعد خروجاً على كل القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على ضرورة الالتزام باحترام مقدسات الشعوب وعقائدها وأديانها. وطالب البرلمان العربي، في بيان، المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته وتجريم هذه الأفعال المرفوضة جملة وتفصيلاً، والتي تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وتستفز المسلمين وتؤجج مشاعر الكراهية والعنف، وتستهدف زعزعة الأمن والاستقرار. وأحرق سويدي متشدد يدعى راسموس بالودان زعيم حزب هارد لاين اليميني المتطرف الدنماركي، نسخة من المصحف الشريف خلال تظاهرة أمام السفارة التركية في استوكهولم. كما سبق ونظم بالودان، الذي يحمل الجنسية السويدية أيضاً، عدداً من التظاهرات أحرق خلالها نسخاً من المصحف الشريف في وقت سابق.

واستنكر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، أمس الأحد، ما وصفه بأنه «عمل غير محترم للغاية»، معبراً عن «تعاطفه» مع المسلمين بعد موجة إدانات في العالم الإسلامي.

 (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p82swvw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"