عملة أمريكا الجنوبية.. واليورو

21:34 مساء
قراءة دقيقتين

أثارت البرازيل والأرجنتين بعض الجدل عقب الإعلان عن توجهات لتوحيد العملة بينهما، ولأنه من غير المرجح التخلي عن البيزو والريال في وقت قريب يتبادر سؤال: إذن ما هي الخطة الموضوعة؟

في خطاب مشترك قال الرئيس البرازيلي الجديد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والزعيم الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، إنهما يرغبان في دفع المناقشات إلى الأمام بشأن عملة مشتركة لأمريكا الجنوبية لاستخدامها في التعاملات المالية والتجارية.

وأثار ذلك تعليقات بأنها ربما تكون على غرار العملة الموحدة للاتحاد الأوربي «اليورو»، على الرغم من أن المسؤولين قللوا حينها من هذه المقارنة، بينما يرى المحللون أن توحيد العملة بالكامل أمر بعيد المنال.

وحينها قال لولا إن المحادثات المبكرة تركز على إنشاء وحدة قيمة مشتركة للتجارة الثنائية لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

وقال السكرتير التنفيذي في وزارة المالية البرازيلية، غابرييل جاليبولو، ل«رويترز»، إن «وحدة الحساب الإقليمية» ستأتي إلى جانب ائتمان موسع لدعم الصادرات إلى الأرجنتين عبر البنوك العاملة في البلاد.

وذكر أن حكومة البرازيل ستقدم ضمانات للبنوك التي تساعد في توفير التمويل، بينما يتعين على الأرجنتين، وهي مصدر رئيسي للحبوب، تقديم ضمانات عبر نوع من الأصول الملموسة كالحبوب أو الغاز أو النفط.

وبموجب الخطة سيبقى الريال البرازيلي والبيزو الأرجنتيني في الوجود، بينما يستهدف العرض الجديد التجارة بشكل ضيق. وإذا تم أخذ اليورو كمثال فهذا يختلف تماماً عنه، حيث يتم استخدام اليورو في جميع أنواع التعاملات داخل الكتلة الأوروبية.

فالوحدة المقترحة سيتم استخدامها في غرف المقاصة لتنفيذ المدفوعات التجارية بين البلدين، ما يسهم بشكل جزئي في تقليل الاعتماد على الدولار، وهذا أمر مهم بالنسبة للأرجنتين التي تواجه احتياطيات منخفضة من العملات الأجنبية تلت سنوات من أزمات الدين.

وخير من فسّر هذا المقترح الجديد هم خبراء في مجال الاقتصاد قالوا إن هذه العملة لن يتم تداولها داخل البرازيل أو الأرجنتين؛ بل ستكون على وجه التحديد، مشتركة في التبادلات التجارية.

قال السكرتير التنفيذي في وزارة المالية البرازيلية، جاليبولو، إن كيفية تقييم العملة الجديدة لا يزال محل نقاش، لكن الحكومة البرازيلية تنظر إلى العملات المستقرة كمرجع محتمل.

وظهرت مؤخراً العملات الرقمية المستقرة المرتبطة بأصول مثل الذهب أو العملات الرئيسية مثل اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأمريكي، حيث يسعى من يصدّرونها إلى توسيع استخدامات العملات الرقمية التي تتسم بشكل عام، بأنها غير خاضعة للوائح التنظيمية ومتقلبة.

وقال جاليبولو: «من الواضح أن الريال سيكون الكفة الراجحة؛ لأنه أكثر العملات التي تتوفر سيولتها في السوق الدولية».

في أواخر الثمانينات ناقشت البرازيل والأرجنتين فكرة عملة مشتركة للتجارة تسمى «غاوتشو» والتي ماتت في مهدها، بسبب الصعوبات التي واجهت تنفيذها.

وفي عام 2019 روج الرئيس البرازيلي السابق، جايير بولسونارو، لخطط توحيد العملة النقدية التي لم تتحقق أبداً.

ومع ذلك لدى الفريق الاقتصادي لحكومة البرازيل، الآن، قناعة تامة بأن العرض الذي يركز على التجارة والتمويل المعزز ثنائية يمكن أن تساعد الدولة على استعادة التجارة مع الأرجنتين، بعد أن خسرت مكانتها التجارية أمام الصين في السنوات الأخيرة.

(سي إن بي سي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4cyknmka

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"