عادي

العمر المديد

21:30 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

ما زال موضوع العمر المديد لدى البشر، يثير انقسامات لدى الباحثين، مع سؤال يشغل خصوصاً تفكير هؤلاء، وهو هل مدة وجودنا محدودة بيولوجياً؟، أم يمكن أن يعمر الإنسان إلى ما لا نهاية؟

وفي نهاية القرن الـ 18 كان المؤرخ الطبيعي الفرنسي جورج دو بوفون، يعتبر أن شخصاً في صحة جيدة، لم يتعرض لأية حادثة، ولم يعان من أي مرض في حياته، يمكن أن يعمّر حتى سن 100 عام كحد أقصى.

وقلة قليلة من الناس كانت تبلغ عمر الـ 100 حينها، لكن مع تحسن ظروف الحياة والتقدم الطبي، استبعدت تدريجاً الفرضيات في شأن الحدود القصوى للحياة البشرية.

وفي عام 1995 اجتيزت عتبة جديدة، عندما احتفلت الفرنسية جان كالمان بعيد ميلادها الـ 20 بعد المئة، وبعدما توفيت سنة 1997 عن 122 عاماً لا تزال كالمان الإنسان الذي عاش أطول عمر في تاريخ البشرية بين الأشخاص الذين جرى التحقق من عمرهم في السجلات المدنية.

وبشكل عام فمنذ عام 1950 ارتفع عدد الأشخاص في سن الـ 100 وما فوق 10 مرات كل 10 سنوات، ليبلغ 27500 شخص بنهاية 2021، وفق المعهد الوطني للدراسات السكنية. وقد يصبح عدد هؤلاء الأشخاص، وأكثريتهم من النساء، أعلى بسبع مرات في عام 2060.

ويترافق هذا الازدياد مع ظهور مصطلح «المعمرين الفائقين» منذ ثمانينات القرن الماضي، وهم الأشخاص فـــي ســن الـ 110 سنوات وما فوق، ما يطرح تساؤلات حول الحدود القصوى لعمــر البشر المحتمل بيولوجياً.

غيــر أن الموضوع يثير انقساماً لــدى الباحثين، فمن جهة هناك من يدافع عن فكرة مفادها بأن أمد الحياة محدود بعوامل بيولوجية.

وفي مقالة نشرتها مجلة «نيتشر» في عام 2016 أظهر علماء وراثة عدم حصول تحسين في أمد الحياة لدى البشر، منذ نهاية تسعينات القرن الماضي، وبالاستناد إلى بيانات سكانية، لاحظ الباحثون أنه منذ وفاة جان كالمان، تراجع الحد الأقصى لعمر البشر، على الرغم أن عدد المسنين في العالم يزداد.

وقال المتخصص في علم السكان، جان ماري روبين، إن الباحثين خلصوا إلى أن حياة البشر لها مدة قصوى طبيعياً، وأن العمر المديد له حدود تناهز 115 عاماً، لكنه أشار إلى أن هذه الفرضية يطعن بها عدد كبير من علماء السكان.

ومن هنا تدعم دراسة نشرت نتائجها عام 2018 في مجلة «ساينس» فكرة أن معدل الوفيات يزداد مع التقدم في السن، لكنه يتباطأ اعتباراً من سن الـ 85 عاماً، ويصل إلى سقف أعلى عند الـ 50 أو الـ 60 في المئة سنوياً بحدود سن السابعة بعد المئة.

(أندبندنت)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdfwhat4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"