عادي

الصحة قبل كل شيء

22:43 مساء
قراءة دقيقتين
3

د. منى تهلك

إذا لم نكن جميعنا فإن معظمنا يدرك أن الرعاية الصحية القوية المتمثلة في إيجاد العلاج المناسب، فضلاً عن البيئة الطبية العلاجية السليمة، تعد واحداً من أهم المتطلبات البشرية في مختلف أرجاء العالم؛ لذا يمكن قياس الرفاه والتميز الذي يعيشه أي مجتمع بشري، من خلال مستوى الخدمات الصحية التي تقدّم له، حيث تعد من أهم عوامل قياس السعادة وجودة الحياة.

والرعاية الصحية هاجس عالمي بكل ما تعنيه الكلمة، وتعد واحدة من أهم البديهيات في التقدّم والازدهار والنمو الطبيعي للمجتمعات. ولا يمكن تخيل مجتمع بشري يحظى بسعادة وتطور وتقدّم، بينما معظم أفراده يعانون المرض، بسبب عدم توفر الرعاية الطبية. وبات من نافلة القول إن الرعاية الصحية ركن أساسي ورئيسي في النمو الحضاري، والتطور البشري، ومع هذا فإننا ندرك أن هناك كثيراً من المجتمعات البشرية في مختلف أرجاء العالم، تعيش في مستوى متدنٍ جداً في مجال الرعاية الصحية، ولا تجد التوعية اللازمة التي قد تسهم في تجنيبها بعض الأوبئة والأمراض. تقول منظمة الصحة العالمية: «يعاني نحو 150 مليون إنسان كل عام في العالم، كوارث مالية، ويقع 100 مليون شخص في دائرة الفقر بسبب الإنفاق على الرعاية الصحية».

وتجد مثل هذه المجتمعات في حال من التوقف، فلا طموحات، ولا حماس للمستقبل، ولا عملية تعليم قوية، ولا مبتكرات أو مخترعات، وكأنها في محطة تنتظر قطاراً ما لنقلها إلى مكان آخر.

الإنسان عندما يكون مصاباً في صحته وسلامته، لن يفكر في أي جوانب أخرى، وسينصب التفكير على إيجاد العلاج، والسعي إلى الصحة، ومن هنا ندرك أن الصحة هي الأولوية التامة لدى كل إنسان. وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «بقي العالم يتجادل من يقود الآخر، هل تقود السياسة الاقتصاد؟ أم الاقتصاد يقود السياسة؟ من العربة ومن الحصان؟ واكتشفنا في زمن كورونا أن الحصان وعربته، تحملهما الصحة وتقودهما مرغمين حيث تريد».

الخلاصة التي نصل إليها هي أن الصحة تاج وغاية تجب المحافظة عليها، من خلال السلوكيات الصحية والوعي والمعرفة، وتجنّب كل ما يسبب المرض والوهن. وفضلاً عن هذا نحمد المولى عز وجل، على هذه البلاد ونعمة الإمارات وشيوخها، لما نراه من تميز وحضور للرعاية الصحية ومظلتها القوية.

استشاري أمراض نساء وولادة

مدير تنفيذي مستشفى لطيفة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yeymp9fy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"