التعلم خارج الفصل الدراسي

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

مرجان فريدوني*

تسبّبت جائحة «كوفيد-19» في تعطيل التقدم في مواجهة القضايا الملحّة على مستوى العالم، وأصبح من الضروري العمل على مضاعفة الجهود والعودة إلى المسار الصحيح للمضي في مسيرة التنمية المستدامة، ولا بد أن يكون الشباب جزءاً من هذه العملية، وفي اليوم الدولي للتعليم نتساءل كيف نمكّن الشباب عبر التعليم ونهيئهم لتولي القيادة ومعالجة القضايا التي تعنينا وتعنيهم حاضراً ومستقبلاً؟.

يجب أن يكون الشباب دائماً جزءاً من الحل؛ فقضايا المستقبل قضاياهم، وإمكاناتهم هائلة، ولكن لا يمكن الاستفادة من هذه الإمكانات إلا إن مُنحوا الفرص والأدوات المناسبة عبر التعليم، وتهيأت لهم البيئة المواتية والمحفزة لتحقيق الإنجازات.

لا يزال ضمان تمتع كل طفل بحق التعليم يستلزم المزيد من العمل على مستوى العالم، إلا أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نحظى بنظام تعليمي يقدّم نموذجاً يحتذى؛ لأن تعليم أولادنا وبناتنا ليس حقاً فحسب، بل أولوية أساسية في كل خطط الدولة وطموحات قيادتها، مع التزام صارم برفع مستوى جودة التعليم باستمرار.

وفي برنامج إكسبو للمدارس في «إكسبو 2020 دبي»، الذي استقطب أكثر من مليون زيارة لطلبة المدارس، وفي مدينة إكسبو دبي، وجدنا أن التعلم يتطلب إثارة فضول الطلاب ودهشتهم، وأن التعلم خارج الفصل الدراسي له دورٌ مهم في ترسيخ المعلومات، وتحفيز العقول للتفكير وتعزيز الإلهام، وبالتالي المساهمة في إعداد قادة المستقبل المتسلحين بالعلم والمعرفة، والقادرين على إيجاد حلول للتحديات.

يتفق المعلمون على أن التعلم خارج الفصل الدراسي يحسّن التطور الشخصي والاجتماعي والنفسي للتلاميذ، ويظهر تقرير صادر عن اليونسكو أن الحدود الفاصلة بين التعلم في الفصل والأنشطة اللاصفية داخل المدارس أو خارجها تتلاشى.. نحن بحاجة إلى التفكير بالتعليم على أنه عملية تجري في المدرسة وخارجها عبر المعلمين ووسائل تعلم عديدة أخرى.

إذا أردنا للتعليم أن يكون ذا أثر عميق وحقيقي، فيتوجب ألّا يقتصر تركيزنا على ما يتعلمه الطلبة فقط، بل أن يمتدّ ليشمل أين وكيف يتعلمون، وبيّنت تجربتنا في برنامج إكسبو للمدارس بوضوح فوائد التعلم خارج الفصل الدراسي - للطلاب والمعلمين على حد سواء - عبر جملة من المبادرات المتنوعة التي خططنا لها ونفذناها بالتعاون مع المدارس والجهات والهيئات التعليمية.

عند استطلاع آراء الطلبة الذين خاضوا تجربة الرحلات المدرسية في أجنحة الفرص والتنقل والاستدامة في «إكسبو 2020 دبي» أفاد معظمهم بأنهم شعروا بالقدرة على تحويل الكثير مما تعلموه إلى شيء واقعي، من إجراء البحوث حول ندرة المياه، مروراً بالعيش بشكل أكثر استدامة.

إن اليوم الدولي للتعليم يمثل فرصة لتسليط الضوء على مثل هذه التجارب الجذابة والمحفزة، وللتذكير بالحاجة الملحة لتسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة؛ لأنه لا يمكن تحقيق النتائج المرجوة وتأمين مستقبل أفضل للأجيال المقبلة من دون تمكين الشباب من توسيع آفاقهم وإلهامهم، وإطلاق العنان لإبداعاتهم.

* رئيس التعليم والثقافة ورئيس الموارد البشرية في مدينة إكسبو دبي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p95csjb

عن الكاتب

رئيس التعليم والثقافة ورئيس الموارد البشرية في مدينة إكسبو دبي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"