حلول لا صعبة ولا ممتنعة

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

ألا ترى أن العثرات والعراقيل التي تحول دون التكامل العربي، عبر العمل المشترك، لا تقوم على منطق واقعي مقنع؟ الاقتناع يحول دونه قول أبي الطيب: «ولم أرَ في عيوب الناس شيئاً.. كنقص القادرين على التمامِ». هذا يعني أن الحلول يجب أن تكون في العلوم الاجتماعية، أي أنها ثقافية وأنثروبولوجية، قبل أن تكون سياسية. عندما يتعذر الوصول إلى صدور القرارات المناسبة التي لا شك في جدواها، فالعقبات جذورها في الثقافة وطريقة التفكير. هنا، يستحسن التروّي واللجوء إلى البيت الشهير: «إذا لم تستطعْ شيئاً فدعهُ.. وجاوزْه إلى ما تستطيعُ».
الدروب الفرعية هي الأخرى تؤدي إلى بلوغ الغاية. لا حاجة إلى الطرق السريعة ذات المسارات المتعددة، خصوصاً عندما تكون مؤسسات البنى التحتية والأشغال العامة، تتوكأ على العصا وللتخلف فيها مآرب أخرى. ببساطة، تحتاج التمهيدات الأولى لتنسيق عمل تنموي مشترك، إلى تقعيد. من المستحب إيجاد تقارب في طرائق التفكير، والأفضل أن يتحقق ذلك بفضل نظام تربوي تعليمي واحد، أو في الأقل مناهج متطابقة متماثلة متناظرة متجاوبة، كأنها مرايا متعاكسة. حينئذ سنرى اثنين وعشرين جدولاً تصبّ كلها في مصبّ واحد.
التسلسل المنطقي مهم، فتوافق المناهج، سيمدّ تلقائياً جسور تعاون بين الجامعات. ستنشأ مراكز بحث علمي نظرية وتطبيقية، وتقوم صروح للبحث العلمي خارج الجامعات. الحلم جائز: «ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ». إذا صار البحث العلمي يحفل بالمدن الفاضلة، فسوف تتوهج الغيرة والحنين إلى الأوطان، في أذهان العقول المهاجرة، وستكون مراكز القرار العربية قد أدركت أهمية الاستثمار في البحث العلمي. لدى العرب قدرات مالية خيالية، تستطيع على مراحل إعادة أسراب من الطيور المهاجرة إلى أوكارها، لتمكين أوطانها من اللحاق بمواكب العلوم والتقانة، قبل فوات الأوان، فالعالم مقبل لا محالة على نظام عالمي جديد، لا ريب فيه، وسيكون مختلفاً تماماً. بالحد الأدنى من الذكاء البيولوجي، لا يصعب على المتفكر أن يدرك أن ما يجري على الساحة الدولية ليس بالهزل. للأسف، الحضارة الغربية في أوروبا زلّت بها إلى المآزق قدمُها. من سخريات التاريخ أن الحضارات الكبرى، حين تحين مرحلة انحدارها، تصير عشواء ليلاً، خفشاء نهاراً، ولات حين خلاص أو مناص.
لزوم ما يلزم: النتيجة التنبيهية: التغيير الإيجابي ضروري فوري، تأمّلوا الإشارات والتنبيهات، حتى منظمة الأمم المتحدة، بدأت تشهد عودة الوعي. أفيقوا خفاف الظل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8hfj9v

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"