الطفل وسباعيّة التفكير العلمي

00:04 صباحا
الصورة
صحيفة الخليج

ما هي أهمية الخطأ في تربية التفكير العلمي لدى الأطفال؟ اللغة العربية ماكرة التنبؤ، حدّدت أن الخطأ هو ما يحدث عفوياً من دون سوء نية، أمّا الخطيئة فتُقترف عمداً وقصداً. الشرح الساخر الحكيم جرى على لسان الفيزيائي الدانماركي نيلز بوهر: «المتخصص هو الشخص الذي ارتكب كل الأخطاء الممكنة في مجال محدود».
ذلك يستدعي تشجيع الصغير على التجارب. في موروثنا: «اسأل مجرِّباً ولا تسأل طبيباً». على الطفل أن يختبر وإذا لم يفلح فإن عليه تغيير الوسائل والأدوات. الخطأ فرصة للتعلّم. 
خبراء التربية يوصون «بتحفيز حبّ الاطلاع لدى الطفل إزاء العالم»، نعم العالم فلا نحصر دائرة اهتمامه وخياله في اللعبة التي بين يديه. مهمّ أن نشجّعه على دراسة الأشياء التي تحيط به، وعلى فهم كيف تعمل، ولأي شيء تصلح. نسمح له بالتعامل معها وإجراء التجارب عليها لإدراك الآليات التي تحرّكها. كل ذلك في نطاق الأشياء غير الخطرة.
نقتطف من الموقع الفرنسي «أن تكونوا آباء»، هذه السباعية القيّمة: «تعزيز تعلّم حل المشكلات في الحالات الآنية الواقعية المباشرة، ودعم قدرة الطفل على الملاحظة والتحليل لما يجري في محيطه، وتطوير قدرته على التفكير وتشجيعه على بناء أفكار أعمق وأعقد، ومساعدته على الاستنتاج وإعداد الاستراتيجيات وتقديم الحلول، وتقوية علاقة الطفل بمحيطه، ومساعدته على بناء طريقة تعلّمه الخاصة، وتطوير نظرته إلى الفضاءات وعلاقته بالمحيط المادي (الأشكال والأجزاء والكل..)». يبقى أن على الأبوين أن يوجدا الأرضية المناسبة لإنجاح هذه السباعية بفضل استخدام التفكير العلمي في الحياة اليومية في التعامل مع الطفل، والحرص على المنطق في حل المشكلات في الحالات المعقدة.
عندما نفكّر بطريقة علمية ندرك أن كل ما في الكون، من أصغر صغير إلى أكبر كبير، علوم في علوم. الثلاجة والغسالة والتلفزيون، والهاتف الأرضي والجوال، ودورة الحياة في الحديقة، والقمر والشمس والنجوم، وبخار القدر والسحاب والمطر.. هل سمعت أغنية «ذا سيكل أوف لايف» (دورة الحياة) في الرسوم المتحركة «لاين كينج؟»
لزوم ما يلزم: النتيجة التذكيرية: كل ما في الكون يدعو إلى التفكير العلمي، إلاّ أن الذهن يسهو ويغفل: «وكأيّن من آية في السماوات والأرض يمرّون عليها وهم عنها معرضون» (يوسف 105).
abuzzabaed@gmail.com

عن الكاتب: