عادي

دراسة جديدة تكشف سر بناء الأهرامات

19:26 مساء
قراءة 3 دقائق

كشفت دراسة جديدة لعالم الجغرافيا الطبيعية، هادر شيشة، من جامعة إيكس مرسيليا في فرنسا، عن إمكانية بناء أهرامات الجيزة بمصر في ظل وجود رافد متفرع من نهر النيل لم يعد موجوداً اليوم، والذي سمح بنقل المواد اللازمة لعملية البناء.

من جانبه، أوضح مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية ومدير عام آثار الهرم سابقاً الدكتور حسين عبد البصير، أبرز ملامح هذه الدراسة التي كشفت الكثير من أسرار بناء الأهرامات، موضحاً أنها أشارت إلى استخدام المصريين القدماء المجاري المائية من النيل إلى منطقة الهرم لنقل الأحجار، وهذه المجاري كانت موجودة أيام الدولة القديمة عصر الأسرة الرابعة في عهد الملك خوفو، ثم جفت بعد ذلك.

وأضاف عبد البصير، عبر «سكاي نيوز عربية»، أنها توضح أيضاً أن الأحجار الخاصة بالكساء الخارجي للهرم كان يتم جلبها من منطقة طرة شرق النيل، أما الأحجار الخاصة بالبناء فكانت من الصخر الطبيعي الموجود عند هضبة الجيزة، كما تشير إلى جلب النحاس من المناجم في سيناء، والذي استعمل في تصنيع أدوات كانت تستخدم في الأعمال الإنشائية بالهرم، وهو ما وجد أيضاً في مركب خوفو الموجود قرب هرم خوفو الكبير، ما يعني اتساق الآراء مع بعضها، فضلاً عن كون المحجر الذي بنيت منه الأهرامات الثلاثة كان جنوبي الهرم الثالث (هرم الملك منكاورع).

وتابع أن الدراسة تتوافق مع بردية وادي الجرف التي اكتشفت سنة 2013 قرب السويس عند البحر الأحمر، وتحكي عن شخص اسمه «مِرر»، وكان مفتشاً يأتي بصحبة مجموعة من العمال ويجلبون الأحجار من منطقة طرة الشمالية والجنوبية، لافتاً إلى أنه في عام 1990، اكتشفت مقبرة لبناة الأهرامات بالجيزة على يد الدكتور زاهي حواس وفريق العمل الخاص به، وهي الدليل المادي على أن المصريين القدماء هم بناة الأهرامات.

ويضيف عبد البصير أن عالم الآثار الأمريكي مارك لينر، اكتشف بعد ذلك منطقة الإعاشة الخاصة بالعمال والطعام والإقامة، والتي كان العمال يقتاتون منها خلال العمل في هذا البناء، أيضاً الطريق الصاعد الذي نسميه مدخل مينا هاوس يعد أحد المسارات التي استخدمت لنقل الأحجار لبناء الأهرامات، وهو يستخدم حالياً مكاناً لدخول منطقة الهرم.

ويواصل الدكتور عبد البصير، توضيح ما تضمنته الدراسة، حيث أشارت إلى استخدم الحجر الجيري في الكساء الخارجي للأهرامات، وبالنسبة للهرم منكاورع تمت صناعة هذا الكساء من الغرانيت الذي جلب من أسوان، أما خوفو وخفرع فقد استخدم في الكساء الحجر الجيري الذي جلب من المحاجر الملكية بمنطقة طرة.

وتابع: «لدينا دليل مادي هو مقبرة بناء الأهرام ودليل نصي هو بردية وادي الجرف، ما يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن المصريين القدماء هم بناة الأهرامات.. ولم يعد هناك داعٍ لأي من النظريات الأخرى حول بناء الأهرامات مثل الادعاء بقيام فضائيين بذلك وغيرها».

وحول أسباب بناء الأهرامات، يؤكد الدكتور حسين عبد البصير أن بناء الأهرامات كان مرتبطاً بالعبادة الشمسية، فخلق الكون بمصر القديمة كانت له نظريات أشهرها نظرية عين شمس أو هليوبوليس، والتي تفترض أن الكون عبارة عن ماء بزغت منه الأرض قمةً مثلثة تمثل «الأرض الناهضة»، كما ارتبطت فكرة الهرم بسقوط أشعة الشمس على الأرض والتي يعطي ضوئها شكلاً هرمياً ومنه أخذ المصريون القدماء فكرة الهرم.

ولفت إلى أنه في العصور الإسلامية انتزع الكساء الخارجي للأهرامات ما عدا جزء بسيط في قمة الهرم منكاورع، حيث تم استخدامها في بناء المنشآت الإسلامية مثل قلعة صلاح الدين وبهاء الدين قراقوش وغيرها.

وأوضح عبد البصير أن محمد علي باشا كان ينوي هدم الأهرامات الثلاثة وبناء القناطر الخيرية بأحجارها، إلا أن مهندساً فرنسياً نصحه بعدم الهدم، ولم يقتنع بالعدول عن هذه الفكرة إلا بعدما علم أن الفارق بين هدم الأهرام واستخدام حجارتها، وقطع حجارة جديدة من المحاجر كان عشرين مليماً فقط، ما أنقذ الأهرامات وأبو الهول من الهدم والتخريب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2nh5vcnz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"