ادعموا من ينظر للمستقبل

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

الفشل أو الإخفاق، أو عدم النجاح في مهمة دراسية أو عمل، أو نحوها، مفردات متعددة توضح أن كلمة الفشل غير دقيقة، وأنها تستخدم في غير محلها، وبالتالي توظف بشكل تدميري. وقد اتضح أن الإخفاقات ما هي إلا مرحلة ضرورية في مسيرة الاختراع والابتكار والإبداع، ومع الأسف عندما نخاف من كلمة الفشل، فإن أسلم طريقة هي التوقف، التردد، التباطؤ، وغيرها من الإجراءات التي نتخذها لتجنب أن يقال: فاشل، أو أخفق. وطبيعي أن ترى موظفاً مجتهداً متحمساً، بعد فترة من العمل، يصاب بالكسل، والتراجع، فهو آثر السلامة، لأنه شعر بأن قوالب الفشل، وكلمات التأنيب تنهال عليه، في كل فكرة أو مبادرة يقدمها، حيث وجد أن سهام النقد القاسي تستهدف حماسه، ومهنيته، وتصيبه في أهم جانب وظيفي، وهو الاستعداد، والإنجاز.
 وحالة الانزواء تعلمها البعض، وهو ما زال على مقاعد الدراسة، لأنها أسلم طريقة لتجنب النقد المدمر، أو تجنب لفت الانتباه الذي يسبب توتراً، لأننا إذا أصبحنا محل نظر دائم، أو استمرأنا تقديم الحلول والمبتكرات، وكانت غير مكتملة، أو تحتاج للمزيد من البحث والدراسة، فإننا سنكون هدفاً سهلاً للحط من قيمة الفكرة، ومن طريقتنا في الابتكار، وسنظهر وكأننا أغبياء. لذا يحضر مبدأ طلب السلامة، مبدأ عدم إثارة الآخرين من خلال أفكارنا التي نحاول من خلالها إضفاء آليات وطرق جديدة لمسيرة العمل. 
مبدأ السلامة يحضر عندما تشعر بأن زملاءك ينظرون إلى الجزء الفارغ من الكوب، ينظرون للجوانب الضعيفة في مقترحك أو مبادرتك، ولا يناقشون الإيجابيات، وفي اللحظة نفسها لا تجد مديرك أو رئيسك المباشر بقربك يحميك ويتفهم مبادرتك، أو على الأقل يقدر تفانيك وحرصك على التطوير والابتكار.
 في كتابها الذي حمل عنوان «العمل الجماعي من أجل الابتكار» قالت الدكتورة إيمي سي أدموندسون، أستاذة الإدارة في كلية هارفارد للأعمال: «يتعلَّم كلُّ طفل في مرحلةٍ ما أن الإخفاق أمر سيئ، وأن تجنُّب اللوم استراتيجية ناجحة، وما أن نصبح بالغين عاملين، يصبح تجنُّبُ الفشل والإخفاق عادةً شبه متأصِّلة فينا. ربما تحافظ هذه الاستجابة الذاتية الوقائية على سمعتنا، إلا أنها تضرُّ الشركات التي نعمل لديها».
هي رسالة للمديرين ورؤساء العمل، انتبهوا للموظفين الشغوفين بالأفكار، الذين يقدمون بشكل مستمر مبادرات، ادعموهم، وشجعوهم، بل استثمروا فيهم، فهم الذين ينظرون للمستقبل.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ye23jp4y

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"