عادي
خلال كلمته في افتتاح أعمال القمة بعنوان «10سنوات من التحولات»

محمد القرقاوي: على الحكومات تبنّي الاستباقية والمهارات الاستشرافية

21:45 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: «الخليج»

أكد محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن القمة تنطلق من الرؤية السديدة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبرعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، منصةً لمناقشة الفرص والتحديات، ولاستشراف حكومات المستقبل.

وحدد القرقاوي، خلال جلسة «10 سنوات من التحولات»، افتتحت فعاليات اليوم الأول من القمة، خمس تحولات كبرى يشهدها العقد المقبل، ستغير مستقبل العالم نتيجة التطور التكنولوجي.

وقال «يشكل التغير المناخي التحول الأول، إذ من المتوقع أن يسبب أزمة لاجئين تصل إلى أكثر من مليار لاجئ مناخي، بحلول عام 2050، ستكبد العالم نحو 23 تريليون دولار، ولأهمية ملف المناخ، أعلنت دولة الإمارات 2023 «عام الاستدامة».. كما ستستضيف الدولة مؤتمر «COP28» لتؤدي دوراً أكبر في التصدّي لهذه القضية العالمية».

وأضاف «التحول الثاني سيكون في الخريطة الاقتصادية الجديدة، حيث سيشهد العالم تحول مركز الثقل الاقتصادي العالمي، إذ نحن نتجه نحو خريطة اقتصادية جديدة، ستكون لدينا تكتلات بثقل اقتصادي ونفوذ عالمي. تقسم العالم إلى أنظمة مالية واقتصادية مختلفة، ستجبر الحكومات على خيارات اقتصادية وتكنولوجية وجيوسياسية حاسمة، فيما سيشكل النمو السكاني التحول الثالث، إذ ستتركّز المدن الكبرى الجديدة في الدول النامية في آسيا وإفريقيا وبنسبة 86% وهو تحدٍ صعب لهذه الدول.. ومصدر قوة للحكومات إن أحسنت استغلال مواردها البشرية».

تحدي توفير الكفاءات والمهارات لوظائف المستقبل

وقال القرقاوي «التحول الرابع سيكون جذرياً في مفهوم الأمية والمهارات، فالأمي سيكون الشخص الذي لا يستطيع التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي. وفي العقد القادم، عشرات الملايين من الوظائف ستكون شاغرة لغياب المهارات المناسبة لدى الأفراد، حيث لن تكون مسألة البطالة بالنسبة للحكومات متمثلة في تحدي خلق الوظائف فقط، بل في توفير الكفاءات المناسبة والمهارات التقنية التي تؤهل الأفراد لوظائف المستقبل».

وحدد التحول الخامس في الذكاء الاصطناعي الذي سيحدد موقع الحكومات ومستقبلها، إما استباقية تتبنّى تقنيات الذكاء الاصطناعي أو تعيش في العصر الحجري؛ مشيراً إلى أن المعدّل العالمي لجاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي يقل عن 50%. مشدداً على أن تبنّي الحكومات لهذه التقنيات أصبح حتمياً لا اختيارياً، حيث خسرت الكثير من الحكومات معركة الثقة لمصلحة الشركات، بسبب تأخرها في تبنّي التقنيات المناسبة.

تغير الواقع والتوقعات

وأكد القرقاوي، أن العالم يشهد إنتاجاً من البيانات الذي ارتفع بنسبة 5,000% مقارنة بالعقد السابق، وهي تؤدي دوراً حيوياً في تشكيل السياسة والاقتصاد، والخدمات التي تقدمها الحكومات.

مشيراً إلى أنه «دوماً ما يؤكد أن مَنْ يملك البيانات يملك المستقبل. ومنذ بداية رحلة القمة في عام 2013 وحتى اليوم، تغير واقعنا وتغيرت توقعاتنا وتغير فهمنا للمستقبل، شهدنا أحداثاً ربما لم يكن ليتوقعها العالم، غيّرت المشهد العالمي في مختلف المجالات، وشهدنا تطورات متسارعة، بل أسرع ممّا كنا نتخيل، شهدنا معدلات تاريخية في ارتفاع درجات الحرارة، وكوارث طبيعية كلّفت البشرية خسائر بقيمة 3 تريليونات دولار. وشهدنا تفشي جائحة «كورونا» التي كبّدت العالم ملايين الأرواح وخسائر اقتصادية تفوق 12 تريليون دولار. ومع الأسف نشهد اليوم حرباً روسية أوكرانية، قد تكلف العالم خسائر تقدر ب 2.8 تريليون دولار.. ومازال التخوف من حربٍ نووية في تزايد، كذلك نشهد اليوم أعلى معدلات للتضخم منذ عقود وأعلى أسعار للغذاء لم نشهدها منذ من 60 عاماً».

الهجرة إلى العالم الرقمي والافتراضي

وتابع القرقاوي «في السنوات العشر الماضية تزايدت التطورات التكنولوجية، حيث شهدنا أكبر هجرة للشعوب من العالم الواقعي إلى الرقمي والافتراضي، حيث هاجر 4 مليارات من العالم الواقعي إلى عالم رقمي وافتراضي، إذ يوجد أكثر من نصف سكان الأرض على منصات التواصل. كما أن ثورة الذكاء الاصطناعي وظهور تطبيقات جديدة ستعطي كل شخص مهارات لم يكن يتوقع يوماً أن يمتلكها وستؤثر في قطاعات كثيرة».

وأضاف أن على الحكومات تبنّي الاستباقية والمهارات الاستشرافية وانتهاز الفرص لمواكبة التطورات المتسارعة.

وختم كلمته «كنت أقول سابقاً نحن في الثانية الأولى من الدقيقة الأولى من الساعة الأولى من اليوم الأول من السنة الأولى من التطور التكنولوجي.. الآن أستطيع أن أقول اليوم إننا انتقلنا إلى الثانية الثانية من الدقيقة الأولى من الساعة الأولى من اليوم الأول من التطور التكنولوجي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/34wjuvxa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"