واحدة من أدوات المستقبل

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

أعتقد أن من المجالات الحيوية والتي تحتاج إليها كل هيئة ومؤسسة، سواء في القطاع العام أو الخاص، هي مهارة توليد الأفكار، وهذا يعني إيجاد قسم أو إدارة متخصصة، تقوم بهذه المهمة، وتنميها في بيئة العمل. للوهلة الأولى قد يعتقد البعض أن الاهتمام بالأفكار مدعاة للضحك أو التندر، لكن مع أنه مجال قديم وقائم، إلا أنه أيضاً صاعد وينمو، أو يثبت أقدامه بقوة في مجالات العمل والحياة الاجتماعية بشكل مستمر وواضح.
دون شك أننا بتناول هذا الجانب بموضوعية وحيادية، والتأمل بدقة في مهام وأدوار ونتائج التفكير الإبداعي الإنتاجي، التفكير في المستقبل والحلول، سنصل إلى نقطة جوهرية وواضحة، تتعلق بتطور المهارة، وتنامي الإنتاج؛ بل جودة هذا الإنتاج.
لتأسيس بيئة وظيفية مهمتها إنتاج الأفكار الإبداعية المفيدة لبيئة العمل، وتطويره؛ بل وتحقيق السبق على المنافسين، نحتاج إلى جملة من الأدوات، وأيضاً التغلب على بعض الصعوبات، وهي صعوبات بدهية وطبيعية، تماماً كما تواجهنا بعض الصعوبات، في أي مجال جديد. ولعل من تلك الصعوبات ما ذكرته رائدة الإنتاج الصناعي للأفكار، ناديا شنتزلر، في كتابها الذي حمل عنوان «ماكينة الأفكار: كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعياً؟»؛ حيث قالت: «الأفكار موضوع عاطفي للغاية، فلا يمكنك أن تبقي الأفكار بعيداً عن العواطف، فبمجرد أن تبدأ في التعامل مع الأفكار، فهي إما أن تعجبك وإما ألا تعجبك. غير أن البعد يعد مكوناً فاصلاً لنجاح مشروع لتوليد الأفكار، فمن جانب، يحتاج المشروع إلى أشخاص منخرطين في العملية ويلعبون دوراً في تشكيلها، ولكن على الجانب الآخر هناك حاجة إلى وجود أشخاص يراقبون المشروع عن بُعد، لضمان جودة الأفكار، وهذا التوزيع للنفوذ مهم، وإلا تعرضت لخطر أن ينخرط الجميع بشدة في العملية، ويحاصرون بالأفكار لحد يعجزهم عن الحكم على ما إن كانت فكرة ما تستحق أم لا».
فكرة تأسيس قسم، أو إدارة وظيفتها التفكير الإبداعي، لإيجاد الحلول؛ بل العمل بعقلية مستقبلية تنشد التطور والنمو، هي مهمة حيوية، خاصة في هذا العصر، الذي يتسم بالمنافسة الشديدة، لأننا دون التركيز، وتوظيف العقول وتفريغها، لتقديم الحلول وأن نقرأ بشكل صحيح واقع العمل وتطوره، فإن هذا يعني أداء مهام الوظيفة بتقليدية واعتيادية؛ لذا وضع الهيكل الإداري المناسب، الذي من مهامه تنمية الأفكار، وتطويرها، وجمعها، وملاءمتها مع مخرجات العمل وتقدمه، خطوة في الاتجاه الصحيح نحو التطور والاستعداد للمستقبل.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p85b9sa

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"