دبي: هشام مدخنة
في مقابلة مع شبكة «أفييشن ويك» Aviation Week Network المتخصصة في قطاع الطيران، قال رئيس طيران الإمارات تيم كلارك: «لكي تنجح السعودية في مشروعها الجديد، يجب أن تفعل مثلما فعلت دبي عندما أسست طيران الإمارات في عام 1985».
جاءت تعليقات كلارك، الحائز على جائزة الإنجاز مدى الحياة لعام 2023 في حفل «أير ترانسبورت ورلد» ATW، بعد إعلان السعودية مؤخراً تأسيس شركة «طيران الرياض» تلبية لطموحات المملكة في توسيع صناعة الطيران والسياحة بشكل كبير، وتكون الشركة الجديدة جزءاً من رؤية السعودية 2030 لإنشاء مركز طيران عالمي مماثل لذلك الذي تحقق بالفعل في دبي مع «طيران الإمارات».
تجربة دبي
ونوّه كلارك برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، فيما يتعلق بقطاع الطيران، وفهمه العميق للمكان الذي يعتقد أن دبي بحاجة لبلوغه ولأهمية الوصول الجوي، بوصفه الطريقة الرئيسية لزيارة دبي. على عكس أوروبا، حيث تُخدم المحاور بالسكك الحديدية.
وأضاف: «لقد شعرنا بالإطراء الشديد عندما قال ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، أريد طيران الإمارات، ليس بعد 38 عاماً، ولكن بعد سبع سنوات».
ولفت كلارك، الذي قال في عام 2019 إنه سيتقاعد لكنه أرجأ ذلك بسبب الوباء، إنه لا يزال لديه الكثير من الأفكار حول المنتجات الجديدة لقطاع الطيران. وبأن هناك إمكانية لمضاعفة حجم المركز الذي تأسست عليه طيران الإمارات في دبي خلال السنوات العشر القادمة، مع مزيد من السعة الإضافية التي ستحتاج إلى البناء في مكان ما أبعد جنوب الإمارة.
قوة تنافسية
وفي رده على سؤال، هل ترى «طيران الرياض» منافساً قوياً قادماً ل«طيران الإمارات»؟ قال كلارك: «أتمنى التوفيق للشركة ولرئيسها وصديقي العزيز توني دوغلاس. وأنصحهم، فيما إذا كانوا يطمحون لإنشاء مركز ضخم على غرار دبي، بالتركيز على تلبية احتياجات المملكة أولاً بدلاً من تعقيدات المحور الفائق غير المعروف إلى حد كبير. فهم يتحدثون عن جذب 100 مليون زائر في المستقبل سنوياً، والأمر يتطلب الكثير من العمل الشاق». وأكمل قائلاً: «تسعى المملكة العربية السعودية، إذا ما استمرت بهذا النهج وإنفاق ضخم بقيمة تريليون دولار، لتغيير مكانها من حيث كانت إلى حيث تعتقد أنها يجب أن تكون. وهناك جوانب عديدة لهذا التحول».
عودة السفر
ويرى رئيس «طيران الإمارات» أن الطلب على السفر الجوي بعد الجائحة مستمر في النمو بشكل عام، كما حدث بعد الأزمات العالمية السابقة. وقال: «لقد تجاوزنا النقطة التي لن يسافر فيها الناس بسبب الميزانيات وما إلى ذلك، وهناك اهتمام حقيقي بالسفر والاستكشاف والتجارة، ولن يتغير أبداً مهما كلف الأمر». وتابع كلارك: «لقد مررنا بذلك، ويمكننا رؤية أي شيء وفعل كل شيء في مجال السفر في عالم متصل كهذا. الجو العام يغريك بالتنقل سواء أعجبك ذلك أم لا، لذلك أعتقد أن القطاع من المرجح أن يستمر بقوة».
لكن في المقابل، حذّر كلارك من أن القدرة المتزايدة على تلبية هذا الطلب المتزايد تكون أكثر تكلفة في صناعة أصبحت الآن أكثر خطورة من الناحية المالية ومثقلة بالديون. في إشارة إلى تغير حساب العرض بشكل كبير، والارتفاع المستمر في الأسعار بسبب نمو التضخم والفائدة بشكل ملحوظ، فضلاً عن ارتفاع أسعار الوقود عالمياً.
