بعض قطاعات الأعمال الأمريكية وتايوان

21:47 مساء
قراءة 3 دقائق

د. محمد الصياد *

ستكون الحرب بين الصين وتايوان جيدة للغاية لقطاع الأعمال الخاص ب America Frontier Fund واختصاره (AFF)، وذلك فقاً لحديث أدلى به أحد الحضور في ندوة مالية تقنية استضافتها مكاتب مانهاتن لبنك سيليكون فالي يوم الأربعاء الموافق الأول من شباط/فبراير 2023.

هذا ما نقله المشارك في الندوة، جاك بولسون رئيس مجموعة المراقبة «Tech Inquiry»، عن أحد المشاركين فيها، الذي قدم نفسه باسم «توم» كمشارك نيابةً عن جوردان بلاشك، رئيس صندوق «America Frontier Fund» ومدير العمليات في الصندوق.

بعد حلقة النقاش، تحدث توم مع مجموعة من الحاضرين الآخرين عن استثمار صندوق «America Frontier Fund» في ما تسمى «نقاط الاختناق» (Choke points)، وهي القطاعات التي سترتفع قيمتها جراء أزمة جيوسياسية متقلبة، ومنها على سبيل المثال رقائق الكمبيوتر والمعادن الأرضية النادرة. وقد اتضح أن ما قصده توم في حديثه، بحسب مقطع صوتي نشره جاك بولسون، أن الأمر يتعلق بحرب في المحيط الهادئ ستكون هائلة بالنسبة لربحية صندوق «America Frontier Fund».

وقد أكد ذلك الشخص (توم): «إذا تحقق ما نتمناه (اندلاع الحرب بين الصين وتايوان)، فإن بعض استثماراتنا ستتضاعف 10 مرات بين عشية وضحاها. لذلك لا أريد مشاركتكم اسم المصدر، لكن المثال الوحيد الذي قدمته كان عنصراً مهماً، بمعنى أن القيمة الاجمالية للسوق (الذي تتربص به استثمارات الصندوق في حال تحققت نبوءة الحرب)، وهي رقائق الكمبيوتر والمعادن الأرضية النادرة)، هي 200 مليون دولار، لكن القطاعين المعنيين، يشكلان عنصراً حاسماً في سقف القيمة السوقية الذي قد يبلغ 50 مليار دولار. وهذا هو المقصود بنقطة الاختناق». وبالتالي، فإن «أياً من هاتين السلعتين (الرقائق والمعادن الأرضية النادرة)، اذا ما اقتصر انتاجهما على الصين فقط، على سبيل المثال، وكان هناك حدث معين (يقصد الحرب) في المحيط الهادئ، فسيتضاعف سعر سوقي السلعتين 10 أضعاف بين عشية وضحاها».

لسوف يزول الغموض أو اللبس المحيط ربما بتصريح توم، ما إن نعرف أن صندوق America Frontier Fund، هو في حقيقة الأمر مؤسسة استثمار تكنولوجي يشارك مؤسسها ومديرها التنفيذي في كل من مجلس السياسة الخارجية بوزارة الخارجية الأمريكية والمجلس الاستشاري للاستخبارات للرئيس جو بايدن! وكما جاء في موقع الصندوق على الانترنت، تم تأسيس الصندوق في عام 2021 بهدف بناء الشركات والمنصات والقدرات التي ستحقق عوائد مرة واحدة في الجيل للمستثمرين، مع ضمان القدرة التنافسية الاقتصادية طويلة الأجل للولايات المتحدة وحلفائها، وذلك بدعم من الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، إريك شميدت، الذي يثير قربه من حكومة بايدن شكوكاً متزايدة في طبيعة عمل الصندوق، وكذلك الملياردير الأمريكي من أصل ألماني بيتر ثيل، المستثمر المغامر والناشط السياسي وأحد مؤسسي PayPal وPalantir Technologies وFounders Fund. وقد دعا الاثنان، شميدت وثيل، اللذان تربطهما مصالح تجارية مع أجهزة الأمن القومي ووزارة الدفاع الأمريكية، إلى اتخاذ موقف أكثر عدائية تجاه الصين. فقد كرس شميدت معظم حياته المهنية بعد غوغل، لإثارة التوترات المناهضة للصين؛ أولاً في لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي، التي ترَأسها، واليوم من خلال فريقه البحثي الجديد، «مشروع الدراسات التنافسية الخاصة»، والذي يصور الصين بانتظام على أنها تهديد مباشر للولايات المتحدة. في العام الماضي (2022)، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الصندوق القومي التكنولوجي التقى مع المشرعين الأمريكيين لطلب ضخ مليار دولار في حساباته. وحالياً يقود صندوق «AFF» شبكة متحالفة من المستثمرين برعاية البيت الأبيض ممن يسمون بالرباعي، وهو تحالف (AUKUS) أنشأته أمريكا في عام 2021 ويضم، بالإضافة لأمريكا، كل من أستراليا والهند واليابان، ويهدف لمواجهة الصين.

الأكيد أن «AFGF»، لن يكون الصندوق الاستثماري الوحيد الذي سيحقق عوائد هائلة في جميع محافظه الاستثمارية في حالة حدوث أزمة عالمية مزعزعة للاستقرار في المحيط الهادئ، أي الحرب. لكن صندوق «America Frontier Fund» على عكس معظم شركات الاستثمار الأخرى، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمستويات العليا لمصادر القوة الأمريكية، وبالأشخاص الذين سيتخذون القرارات المتعلقة بهذه الحرب. على سبيل المثال، فإن جيلمان لوي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي الحالي ل«AFF»، يشغل منصب رئيس هيئة الاستخبارات الوطنية، ويقدم المشورة لبايدن من خلال مجلسه الاستشاري للاستخبارات، وقد تم اختياره في مجلس سياسة الشؤون الخارجية بوزارة الخارجية من قبل وزير الخارجية أنطوني بلينكين في عام 2022. وكان جيلمان لوي قد أدار سابقاً شركة In-Q-Tel، المعروفة سابقاً باسم Peleus وIn-Q-It، وهي شركة أمريكية، مقرها أرلينغتون بولاية فيرجينيا، غير هادفة للتربح من رأسمالها الاستثماري، بحسب نظام تأسيسها. إنما يقال إنها ذراع رأس المال الاستثماري لوكالة المخابرات المركزية. أي إن شركة «AFF» تستفيد بشكل كبير من الأزمة الجيوسياسية المقصودة، وهي التي يقدم رئيسها التنفيذي المشورة لإدارة بايدن بشأن الأزمات الجيوسياسية.

* خبير اقتصادي بحريني

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2atsrad2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"