عادي

مخاوف بشأن الأصول تلقي بثقلها على صفقة إنقاذ «فيرست ريبابلك»

12:04 مساء
قراءة 3 دقائق
قالت خمسة مصادر مطلعة على مناقشات صفقات الاستحواذ على البنوك الأمريكية المنهارة إن جهود بعض البنوك الأمريكية الإقليمية لزيادة رأس المال وتهدئة المخاوف بشأن صحتها، تتعارض مع مخاوف المشترين والمستثمرين المحتملين بشأن خسائر تلوح في الأفق في أصولهم.
وأضافت المصادر: «إن فيرست ريبابلك بنك وباك ويست بانكورب هما من بين البنوك التي تحدثت مع نظرائها وشركات الاستثمار حول الصفقات المحتملة في أعقاب استيلاء المنظمين الأمريكيين على بنكي سيليكون فالي وسيغنتشر هذا الشهر وسط سحب الودائع من قبل المودعين».
وتراجعت أسهم «فيرست ريبابلك» بنسبة 80% منذ 8 مارس/ آذار، عندما بدأت الأزمة، بينما انخفضت أسهم «باك ويست» بنسبة 65%.
وامتنعت «فيرست ريبابليك» عن التعليق. ولم ترد «باك ويست» على الفور على طلب للتعليق.
وقالت المصادر الخمسة، التي تعمل في أو مع البنوك الكبرى وشركات الأسهم الخاصة، وتفحص مثل هذه الصفقات، لـ «رويترز» إنها قررت عدم المشاركة في الوقت الحالي خشية تعرضها لخسائر في محافظ الاستثمار ودفاتر القروض.
وتتكون محافظ الاستثمار التي أوقفت فيها البنوك الإقليمية ودائع عملائها بشكل أساسي، سندات الخزانة وغيرها من الأوراق المالية، مثل سندات الرهن العقاري. فهي تساوي أقل مما تقدره البنوك في دفاترها، بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة. كما أن بعض دفاتر القروض لهذه البنوك غارقة في الماء، بسبب المعدلات المرتفعة والمخاوف من التباطؤ الاقتصادي.
وقالت المصادر إنها كانت مترددة في المشاركة في هذه الصفقات، دون دعم حكومي للخسائر أو نظرة مستقبلية أكثر ملاءمة لأسعار الفائدة.
ولم تستطع «رويترز» تحديد ما إذا كان مقدمو الطلبات قد طلبوا من أي من المنظمين المصرفيين دعم خسائر المحفظة، وما إذا كانوا سيفعلون ذلك.
وأخبرت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC)، التي تؤمن الودائع وتدير الحراسة، البنوك التي تدرس العروض في مزادات بنك وادي السيليكون وبنك سيغنتشر أنها تفكر في الاحتفاظ ببعض الأصول الموجودة في المقرضين الفاشلين. ومع ذلك، عادة ما يتم حجز هذا الدعم للبنوك التي تستحوذ عليها مؤسسة التأمين الفيدرالية (FDIC). ولم يرد متحدث باسم مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية (FDIC) على طلب للتعليق.
وقدرت وكالة «موديز» أن «الخسائر غير المحققة في المحفظة الاستثمارية لشركة فيرست ريبابلك تمثل 37.7% من النقد والأوراق المالية التي خصصتها لامتصاص الخسائر. وحذرت من أنه «سيكون من الصعب أيضاً بيع بعض قروض الرهن العقاري السكنية دون خسارة».
وقالت موديز: «إن تبلور الخسائر، إذا حدث، سيؤثر ماديًا على ربحية البنك ورأس ماله».
وقدر أحد المديرين التنفيذيين المصرفيين الذين درسوا صفقة مع «فيرست ريبابلك» أن «وضع علامة على دفتر الرهن العقاري للبنك الذي يتخذ من كاليفورنيا مقراً له في السوق في عملية استحواذ، من شأنه أن يؤدي إلى ضربة كبيرة للمشتري».
وقال: «إن الحكومة سيتعين عليها تسهيل مثل هذه الصفقة»، مشيراً إلى أن بإمكانها القيام بذلك من خلال توفير بعض الفسحة لنسب الرافعة المالية للمشتري التي تحدد مستويات ديون البنك، أو تدعمها بطرق أخرى.
ومن بين التعقيدات الأخرى في إبرام صفقة مع البنوك الإقليمية، عدم اليقين بشأن آفاق أسعار الفائدة، حسبما قال محامٍ يعمل في المعاملات التي تشمل البنوك.
وسيقرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء، ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة أكثر في معركته ضد التضخم. وقال المحامي: «إن أولئك الذين يدرسون الصفقات ويحاولون تقييم القيمة المستقبلية للبنوك الإقليمية، يأملون في توضيح مدى قوة البنك المركزي في رفع أسعار الفائدة أكثر».
ومن غير الواضح إلى متى يمكن لبعض البنوك الإقليمية أن تتعثر دون صفقة. ويقول محللون مصرفيون: «إنه في حين أن دعائم السيولة الجديدة التي أنشأتها وزارة الخزانة الأمريكية والمنظمون يوم الأحد الماضي، تبقي البنوك الإقليمية واقفة على قدميها، فإن الأزمة أوقفت ربحيتها وجعلت من الصعب الاستمرار في العمل كالمعتاد».
وكتب محللو بنك «أوف أمريكا» في مذكرة بحثية، الجمعة، أن «الودائع البالغة 30 مليار دولار التي نقلها أقران فيرست ريبابليك الرئيسيون تضامناً مع البنك المتعثر، ساعدت في استقرار قاعدة تمويله، لكنها لم تفعل شيئاً يذكر في ما يتعلق بأرباحها بالنظر إلى مغادرة بعض عملائها».
وكتب المحللون: «بخلاف العلامة المحاسبية، فإن القيمة النهائية التي سيكون المشتري المحتمل على استعداد لدفعها ستتأثر أيضًا بتقييمهم للانخفاض المحتمل في امتياز عميل فيرست ريبابلك». (رويترز)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5276wwnv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"