رغيد جطل
زار أبو نواس رجلاً بخيلاً يسمى أبا هند في وقت الغداء وانتظر منه أن يقدم له شيئاً يسد به جوعه، فلم يطعمه شيئاً وتركه جائعاً، فأنشد أبو نواس شعراً يقول فيه:
أبو هند نزلت عليه يوماً
فغداني برائحة الطعام
وقدم بيننا لحماً سميناً
أكلناه على طبق الكلام
فكان كمن سقى الظمآن ظلاً
وكنت كمن تغدى في المنام
أهدى الخليفة المتوكل، الشاعرَ البحتري فرساً نفق في اليوم نفسه فقال البحتري مخاطباً الخليفة المتوكل:
أهديتَني أُعجوبةً
بين الخلائقِ نادرةْ
فرسًا كأنّ هبوبَها
مثلُ الرياحِ الطائرةْ
في ليلةٍ قَطَعَ المسافةَ
من هُنا للآخرةْ
دخل أعرابي على الخليفة المأمون وأنشأ يقول:
رأيتُ في النومِ أني مالكٌ فرساً
ولي وصيفٌ وفي كفِّي دنانيرُ
فقال قومٌ لهم عِلمٌ ومعرفةٌ
رأيتَ خيراً وللأحلامِ تفسيرُ
اُقصُص منامك في قصرِ الأميرِ تَجِد
تحقيقَ ذاك؛ وللفأل تباشيرُ
فقال المأمون:
أضغاثُ أحلامٍ وما نَحن بتأويل الأحلام بعالمين؛ فصرفَه دون أن يُعطيَه شيئاً.
[email protected]
