عادي

الغابات الجبلية

22:12 مساء
قراءة 3 دقائق
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

في مطلع القرن الحادي والعشرين، بدأ التهديد الحقيقي للغابات الجبلية، وتحديداً حين بدأت تتطور إمكانيات الإنسان الصناعية والزراعية، إضافة إلى الضغط الشديد على الأراضي السهلية، وحماية بعضها في محميات طبيعية.

وتسارعت وتيرة فقدان الغابات في المناطق الجبلية في جميع أنحاء العالم، مدفوعة بأنواع مختلفة من الأنشطة البشرية، مثل الزراعة وقطع الأشجار، فضلًا عن حرائق الغابات.

وفي هذا السياق، حذرت دراسة جديدة من تسارع معدل تلاشي الغابات الجبلية التي تستضيف أكثر من 85 % من أنواع الطيور والثدييات والبرمائيات في العالم.

وأوضح الباحثون في دراسة نشرتها دورية «وان إيرث»، أن العالم فقد 7.1 % من الغابات الجبلية؛ أي ما يعادل 78.1 مليون هكتار منذ عام 2000.

إن الأنواع الحيوانية المهددة تتعرض لضغط متزايد نتيجة الخسارة في موائلها «الغابية» التي تركزت في النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي المداري، وتعرضت الغابات الجبلية لخسائر كبيرة في آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا وأوروبا وأستراليا، ولكن ليس في أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا.

من جهتها، أوضحت شينيو هي، طالبة الدكتوراه في كلية الأرض والبيئة في جامعة ليدز البريطانية، أن الغابات الجبلية المدارية هي الأكثر تضرراً، لكن لحسن الحظ أسهمت المناطق المحمية في الحد من فقدان الغابات الجبلية في النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي.

وارتفع المعدل السنوي لفقدان الغابات الجبلية بنسبة 50 % في الفترة من 2001 إلى 2018، ويرتبط نحو 42 % من خسارة الغابات الجبلية بقطع الأشجار، تليه حرائق الغابات بنسبة 29 %، وأنواع الزراعة المختلفة بنسبة 25 %، وتعرضت غابات الجبال الاستوائية لأكبر خسارة بنسبة بلغت 42 % من الإجمالي العالمي.

ومن بين 78 دولة لديها بيانات تتعلق بالمناطق المحمية في المناطق الجبلية، فإن نصف هذه الدول تقريباً تبذل جهوداً فعالة من أجل تخفيض معدل فقدان الغابات، كما لاحظنا بعض علامات إعادة نمو الغطاء الشجري في 23 % من المناطق التي فقدت غاباتها.

وفق الدراسة، فإن المناطق المحمية تعرضت لخسارة أقل في أشجارها، مقارنة بالمناطق غير المحمية، لكن الباحثين يحذرون من أن هذا قد لا يكون كافياً للحفاظ على الأنواع المهددة.

ويؤكد الباحثون ضرورة اتخاذ إجراءات حمائية للحفاظ على سلامة الغابات في مناطق واسعة، بما يكفي لإتاحة الحركة بحرية كافية للأنواع التي تعيش فيها للحفاظ عليها من الانقراض، كما يؤكد الفريق أهمية مراعاة سبل عيش الإنسان ورفاهه عند تطوير استراتيجيات وتدخّلات حماية الغابات، بحيث تتكيف أي تدابير جديدة لحماية الغابات الجبلية مع الظروف والسياقات المحلية، ويجب أن توفق بين الحاجة إلى حماية الغابات المعززة مع ضمان إنتاج الغذاء ورفاهية الإنسان.

وفي ما يتعلق بالأنواع الحساسة في النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي، يعتبر الباحثون أن القضية الأكثر إلحاحاً تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد منع فقدان الغابات، مؤكدين أهمية الحفاظ على سلامة الغابات في مناطق شاسعة، بما يضمن السماح بالحركة الطبيعية والمساحة الكافية لبقاء هذه الأنواع.

وتضيف شينيو: «قد تثير نتائجنا قلق بعض الناس بشأن استمرار هذا التسارع أو ما إذا كنا نتوقع وقوع مزيد من الخسائر في الغابات الجبلية في المستقبل، لكننا سنواصل اهتمامنا الوثيق بالتغيرات التي تطرأ على الغابات الجبلية بسبب تغير المناخ واستغلال البشر، وتأثيراتها في التنوع البيولوجي وانبعاثات الكربون».

(سيانتفيك أمريكان)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8t7vew

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"