عادي
مجلس «الخليج» الرمضاني في ضيافة جاسم الخزرجي

تطوير الذات والأدوات وضعف الرواتب وراء تراجع هيبة المعلم

01:20 صباحا
قراءة 5 دقائق
جانب من المجلس

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

أكد المشاركون في مجلس «الخليج» الرمضاني، الذي استضافه الدكتور جاسم محمد الخزرجي في منزله بمدينة «محمد بن زايد» في أبوظبي، أن هناك عدة أسباب وراء ضياع هيبة بعض المعلمين، وتراجع النظرة التي كانت تنظر إلى المعلم، باعتباره مربي الأجيال.

أوضح المشاركون في المجلس أن أسباب ضياع هيبة المعلم منها شخصية تتعلق بقدرته على تطوير أدواته وعدم مواكبته للنمو التكنولوجي المتسارع، حتى أصبح دوره التلقين فقط، إلى جانب أسباب أخرى لا يد له فيها، أهمها: ضعف الكادر المالي والحوافز والمميزات المقدمة له، ما يدفعه للجوء إلى الدروس الخصوصية؛ لذا طالب المشاركون بضرورة تكثيف الجهود المبذولة، وتدارك المشكلة، والعمل على إعادة الهيبة للمعلم، كونه صاحب المكانة الأسمى في العملية التعليمية وتربية وتنشئة الأجيال الجديدة

1
جاسم الخزرجي

وحدد المشاركون في المجلس، من وجهة نظرهم، 5 صفات يجب أن تتوافر في المعلم المثالي هي: الهيبة ورحابة الصدر للنقاش مع الطلبة وإيصال المعلومات، وثقافته العلمية والتاريخية والرياضية التي قد تقربه من أفكار الطلبة، إضافة إلى أن يكون مظهره لائقاً ويتجنب ارتداء الزينة والحلي بشكل مبالغ فيه، وأن يتمتع بأسلوب جاذب في التعامل مع تقصير الطلبة. كما أرجعوا أسباب قلة نسبة المعلمين المواطنين في المدارس إلى ضعف الرواتب والامتيازات، وعدم حصولهم على تأمين صحي جيد، خاصة المعلمين الجدد، فضلاً عن أن اليوم الدراسي مجهد من حيث التعامل مع الطلبة، وعدم وجود أنظمة واضحة للترقيات، وتعرضهم للمخاطر القانونية من قبل أولياء الأمور.

مواكبة التكنولوجيا

قال الدكتور جاسم محمد الخزرجي: إنه يجب على المعلم أن يكون مواكباً للمتغيرات التي تطرأ على الساحة، أبرزها التحديات التكنولوجية العصرية؛ حيث إنها تعد المحرك الأول لسوق الوظائف كافة، ما يحتم علينا الارتقاء به والمحافظة عليه؛ حيث إنه ليس مجرد موظف يقضي عدد ساعات دوام معينة.

وأضاف: «كانت هيبة المعلم تاجاً على رأس المؤسسة التعليمية والتربوية، وأساساً لاستمرار شمعة المعرفة مشتعلة بين الأجيال، وإضاعتها يعني الحكم على السلسلة التعليمية وثمراتها بالضياع، وتهديد الأجيال بفقدان البوصلة الإنسانية الحقيقية، التي من أجلها وضعت كلمة التربية قبل التعليم في اسم الوزارة المعنية بتنشئة الأجيال علمياً وسلوكياً وأخلاقياً».

الصورة

أسباب الهيبة

تحدث الدكتور مهدي الحميري عن هيبة المعلم قائلاً: «إن المعلم يكتسب هيبته من أسلوبه في التعامل مع الطلبة وإثبات شخصيته داخل الفصل وأمام طلبته، واتخاذ القرار الصارم والعقاب الرادع لهم، وهذه الصفات لا يمكن أن تتعارض أبداً مع عطاء المعلم الكبير لطلبته».

وأشار إلى أن أهم أسباب فقدان المعلم لهذه الهيبة هو ضعف الكادر المالي للمعلم؛ حيث يلجأ المعلم إلى الدروس الخصوصية، بسبب ضعف دخله، ورغبة منه في تحسين وضعه المادي، وهو الأمر الذي يدفع إلى عدم الاهتمام بالمعلم؛ حيث يكون رهن الطلب، لتدريس الطلاب المواد داخل بيوتهم، والحصول على أجور نظير ذلك، ما يضفي على المعلم نظرة دونية لدى الطالب.

وأكد أهمية هيبة المعلم؛ حيث إنه صاحب المكانة الأسمى في العملية التعليمية وتربية وتنشئة الأجيال الجديدة، مطالبين بضرورة تكثيف الجهود المبذولة وتدارك المشكلة والعمل على إعادة هيبة المعلم.

صفات المعلم

قال راشد السويدي: إن المعلم قدوة، وله تأثير إيجابي في الطلبة؛ حيث إن لديه رسالة ذات معنى كبير، يغرس في الطلبة الأمانة وحب التعلم وغيرهما من الصفات الحميدة، ولكن هناك صفات أساسية يجب أن يتحلى بها المعلم سواء أكان مواطناً أم مقيماً؛ أبرزها الهيبة التي تجبر الطلبة على احترامه، وفي الوقت ذاته يجب أن يتمتع برحابة الصدر، وأن يكون متمكناً من إيصال المعلومات وإجراء المناقشات مع الطلبة.

وأشار إلى أنه من ضمن أبرز وأهم الصفات التي يجب أن تتوفر في المعلم، أن يتمتع بخلفية ثقافية وعلمية وتاريخية ورياضية؛ حيث إن أغلب الأطفال قد يسألون معلمهم عن أشياء لا علاقة لها بمجال الدراسة كنوع من أنواع الفضول وتكوين الثقافة الفكرية، موضحاً أن ثقافة المعلم قد تقربه من أفكار الطلبة.

العقل والحكمة

وافقه الرأي سعيد أحمد الظهوري، الذي يعتقد أن صفات المعلم الحميدة تمثل 50% من كونه معلماً ناجحاً، قائلاً: يجب عليه الانتباه لأدق التفاصيل حتى مظهره؛ حيث يجب أن يرتدي ملابس أنيقة تظهره بمظهر لائق، إضافة إلى تجنب ارتداء الزينة والحلي بشكل مبالغ فيه؛ حيث يمكن أن يقتضي به أحد الطلاب.

وبيّن أنه ضمن أهم الصفات التي تؤهل المعلم لأن يكون ناجحاً قادراً على تنشئة أجيال، هو عقله وحكمته ورزانته في التعامل مع تقصير الطلبة، من حيث أداء الواجبات وغيرها من المهام الموكلة إليه؛ إذ إن العنف أو العقاب من دون التقرب من الطالب قد تنتج عنه نتائج عكسية.

نسبة المعلمين

قال علي الشحي: إن أسباب قلة نسبة المعلمين المواطنين في المدارس، تعود إلى العديد من التراكمات؛ منها ضعف الرواتب والامتيازات، مقارنة بالمعلمين الأجانب والوظائف الأخرى، إضافة إلى عدم حصولهم على تأمين صحي جيد، خاصة المعلمين الجدد، كما أن اليوم الدراسي مجهد من حيث التعامل مع الطلبة؛ إذ قد يرى البعض أنه لابد أن يتعامل مثل باقي الوظائف ويعمل لمدة 8 ساعات فقط، فضلاً عن أن المجهود المبذول في توصيل المعلومات للطلبة يكون مرهقاً جداً. وأوضح أن عدم وجود أنظمة واضحة للترقيات، ضمن أبرز الأسباب في عزوف المعلمين عن قطاع التدريس؛ حيث قد يهدرون سنوات من دون الحصول على فرصة للترقية أو زيادة في الرواتب الشهرية، كما أن المعلمين معرضون للمخاطر القانونية من قبل أولياء الأمور، نظراً لأن الطالب قد يفسر تصرفات معلمه بشكل خطأ، وبناء عليه يتخذ ولي الأمر إجراء قد يؤثر في مستقبل المعلم.

هيبة المعلم

يرى أحمد الخزرجي أن المعلمين هم اللبنة الرئيسية لأي مجتمع ناجح، ودورهم جوهري على مر العصور والأزمات في تنشئة الأجيال ونقل الخبرات للأجيال الحالية والمستقبلية، إلا أن هناك عدداً من الأسباب تتسبب في ضياع هيبة بعض المعلمين منها الدروس الخصوصية التي تدفع أحدهم في بعض الأحيان إلى الذهاب لمنازل الطلاب ما يفقده جزءاً كبيراً من هيبته.

بينما قال عبد الرحمن الكندي: إن المعلم هو الأب الروحي خارج المنزل، وهو الذي يقوم بتزويد أبنائنا بالمعرفة ضمن رسالته السامية؛ لذا فإن إعادة هيبته واجبة على الجميع، مشيراً إلى أن أبرز أسباب ضياع هيبته تشمل ضعف الكادر المالي والحوافز والمميزات المقدمة له.

حجر الأساس

أوضح خالد النعيمي أن المعلم يعد حجر الأساس في بناء جميع الفئات المجتمعية؛ حيث يتخرج بفضله الطبيب والمزارع والاقتصادي وغيرهم، ودور المعلم كبير في تكوين مجتمع سليم ومستقر، لكن هناك عراقيل عديدة توضع أمام المعلمين، منها إلزامية الحصول على درجة عالية في اختبار «أيلتس» حتى لمدرسي المواد العربية الذين لن يستخدموا إلا لغتهم الأم العربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mfy3rtmx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"