عادي

تأثيرات كارثية لتزايد ذوبان جليد «أنتاركتيكا»

22:09 مساء
قراءة دقيقتين
بطاريق تلهو فوق جليد «أنتاركتيكا» (رويترز)
جليد في «أنتاركتيكا» (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن تزايد ذوبان جليد القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) يبطئ تدفق المياه عبر محيطات العالم، وربما يكون له أثر كارثي على المناخ العالمي وسلسلة الغذاء البحرية، وحتى في استقرار الجروف الجليدية.

وتسهم «دورة التقلب» في المحيطات التي تدفعها حركة المياه الأكثر كثافة نحو قاع البحر، في توصيل الحرارة والكربون والأكسجين والمغذيات الحيوية حول العالم.

لكن تدفقات مياه المحيط العميقة من القارة القطبية الجنوبية ربما تتراجع بنسبة 40% بحلول عام 2050، بحسب دراسة منشورة أمس، في الدورية العلمية (نيتشر).

وقال ألان مكس، متخصص علم المناخ في جامعة ولاية أوريجون: «من المدهش رؤية ذلك يحدث بسرعة كبيرة». ومكس مؤلف مشارك في تقييمات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، لكنه لم يشترك في الدراسة. وأضاف: «يبدو أن ذلك يبدأ في الوقت الحالي. وهذا هو أهم شيء».

وفي ظل تزايد درجات الحرارة، تتسرب المياه العذبة الناتجة عن ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية إلى المحيطات، ما يقلل ملوحة مياه السطح وكثافتها والتدفق الهابط إلى قاع البحر.

وبينما فحصت دراسة سابقة ما قد يحدث لدورات التقلب المشابهة في شمال المحيط الأطلسي، أُجريت دراسات أقل حول ما قد يحدث بالنسبة لدورة مياه القاع في القارة القطبية الجنوبية.

وفحصت الدراسة السابقة لمياه شمال المحيط الأطلسي الآلية خلف سيناريو دمار العالم الذي ربما يشهد معاناة أوروبا من عاصفة قطبية شمالية، بسبب تعطل نقل الحرارة.

وقال ماثيو إنجلاند عالم المحيطات في جامعة نيو ساوث ويلز، وهو مؤلف مشارك في الدراسة، في إفادة صحفية: «إنها كميات ضخمة من المياه.. وهي كميات من المحيط الذي ظل مستقراً مدة طويلة».

قاعدة سلسلة الغذاء

وقال إنجلاند إن أثر ذوبان المياه في دورة مياه المحيطات العالمية لم يكن مشمولاً في النماذج المعقّدة التي استخدمتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لوصف سيناريوهات تغير المناخ المستقبلية، لكنه سيؤخذ في ما بعد بعين الاعتبار.

وقال ستيف رينتول المؤلف المشارك في الدراسة، إن تقلب المحيطات يسمح للمغذيات بالارتفاع من القاع؛ إذ يدعم المحيط المتجمد الجنوبي بنحو ثلاثة أرباع إنتاج العوالق النباتية العالمية التي تشكّل قاعدة سلسلة الغذاء.

وقال رينتول الزميل في منظمة الكومونولث للبحوث العلمية والصناعية في أستراليا: «إن أبطأنا تدفق المياه الهابط بالقرب من القارة القطبية الجنوبية، فنحن نبطئ الدورة بأكملها، ونخفض أيضاً كمية المغذيات التي تُعاد من أعماق المحيط إلى سطح المياه».

وتشير نتائج الدراسة أيضاً إلى أن المحيط لن يكون قادراً على امتصاص ثاني أكسيد الكربون بنفس الكفاءة، نظراً للتغير في خواص وتركيبة الطبقات العليا من المياه، وهو ما سيترك كمية أكبر من ثاني أكسيد الكربون في الجو.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wjbnn9x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"