عادي

«دراسة مقلقة».. البشرية فقدت السيطرة على الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا

15:35 مساء
قراءة دقيقتين
باريس - (أ ف ب)
حذّر باحثون من معهد «بريتيش أنتاركتيك سورفيه» في دراسة جديدة، من أن البشرية «فقدت السيطرة» على مصير الجرف الجليدي الذي هو عبارة عن كتلة عملاقة من الثلج تطفو على الغطاء الجليدي الرئيسي وتشكل عامل استقرار له مع منعها ذوبان الأنهار الجليدية في المحيط.
ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة ذوبان الجليد في غرب أنتاركتيكا بشكل كبير خلال العقود المقبلة، ما قد يتسبب بارتفاع مستويات البحار، حتى لو وفت دول العالم بالتزامها في الحد من ظاهرة الاحترار المناخي، على ما أفادت دراسة حديثة.
وشهدت القارة القطبية الجنوبية خسارة متسارعة للجليد خلال العقود الأخيرة، في حين أشار العلماء إلى أن الطبقة الجليدية في غرب أنتاركتيكا والتي تحتوي على ما يكفي من المياه لرفع مستويات المحيطات إلى أمتار عدة، قد تقترب من «نقطة تحول» مناخية.
ولاحظ الباحثون، أنّه لا مفر من ذوبان متسارع للجرف الجليدي خلال العقود المقبلة، بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات.
وحتى لو انخفضت انبعاثات غازات الدفيئة وبقي الاحترار المناخي عند عتبة 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، وهو ما ترمي إليه اتفاقية باريس، فستكون النتائج متشابهة إلى حد كبير.
وتطرقت الدراسة التي نُشرت في مجلة «نيتشر كلايمت تشينج» إلى عملية ذوبان الجرف الجليدي العائم في بحر أموندسن، والتي تتسبب بها مياه المحيط.
وحتى في أفضل الحالات، قد يكون ارتفاع درجة حرارة المحيطات في القرن الحادي والعشرين، أسرع بثلاث مرات مما كان عليه في القرن العشرين.
  • «جرس إنذار»
أكدت المعدّة الرئيسية للدراسة كايتلين نوتن، أنّ لدى الباحثين «كل الأسباب التي تدفعهم ليتوقّعوا» أن ذوبان الجليد سيتسبب في ارتفاع مستويات البحار التي يُتوقّع أن تصل إلى متر واحد بحلول نهاية القرن، مع أنهم لم يُخضعوا ذلك لدراسة واضحة.
ورأت أنّ «ذوبان الجرف الجليدي في غرب أنتاركتيكا هو أحد تأثيرات التغير المناخي التي علينا التكيف معها».
واعتبر الأستاذ في علم المحيطات الفيزيائي لدى جامعة ساوثهامبتون ألبرتو نافيرا غاراباتو، أنّ هذه الدراسة «تدعو إلى القلق».
وقال في حديث إلى «ساينس ميديا سنتر» إنّ نتائج الدراسة توضح كيف تسببت خياراتنا السابقة بذوبان كبير للطبقة الجليدية في غرب أنتاركتيكا ثم ارتفاع مستوى البحار، وهو ما سيتعيّن علينا التكيف معه كمجتمع على مدى العقود والقرون المقبلة.
وأشار إلى أن النتائج تمثل جرس إنذار «للحد من انبعاثات غازات الدفيئة وتجنّب تالياً أي عواقب مناخية خطرة أخرى، كذوبان الغطاء الجليدي في شرق أنتاركتيكا الذي يعتبر حالياً الأكثر استقراراً.
فيما لفت الأستاذ في كلية العلوم الجغرافية لدى جامعة بريستول جوناثان بامبر، إلى أن الدراسة محدودة إلى حد ما، لأنّ الباحثين لم يستخدموا فيها سوى نموذج واحد فقط للمحيطات، ولم يدرسوا بشكل واضح تأثير ارتفاع درجة حرارة المياه على مستويات البحار.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3kfurbuf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"