عادي

الإمارات تحاصر هدر الطعام.. والهدف «صفر مخلفات»

21:33 مساء
قراءة 3 دقائق

تواصل الإمارات مواجهة فقد الغذاء وهدره، عبر منظومة متكاملة من المبادرات والبرامج التي تحثّ على تبنّي السلوكات الإيجابية والترشيد في استهلاك الغذاء من جميع الأفراد والمؤسسات.

وتستهدف الإمارات الحدّ من فقد الغذاء وهدره، بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2030، وفقاً لمحددات الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، وتماشياً مع الهدف 12.3 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وتطلق الإمارات سنوياً، الكثير من المبادرات الهادفة إلى تشجيع سلوكات الحدّ من هدر الطعام، وإدارة الفائض منه وإيصاله إلى أكبر عدد من محتاجيه داخل الدولة وخارجها، ورفع الوعي المجتمعي للوصول إلى صفر مخلفات طعام.

وشهد شهر مارس، إطلاق دليل «كيف تقلل هدر الغذاء باستخدام ثلاث مبادرات قليلة الكلفة - دليل عملي للموائد المفتوحة في المطاعم»، الذي شكل خطوة مهمة ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها المبادرة الوطنية للحدّ من فقد وهدر الغذاء «نعمة» لإشراك قطاعات الأعمال والأفراد، وصولاً إلى تحقيق هدفها لعام 2030 وهو خفض فقد الغذاء وهدره، بنسبة 50 في المئة.

ويركز الدليل على ثلاث مبادرات يمكن لقطاع الضيافة تطبيقها لتوعية الجمهور بالجهود المبذولة للحدّ من فقد الغذاء وهدره، وتعزيز التغيرات السلوكية الإيجابية، وتشمل تطوير رسائل عن فقد الغذاء وهدره، مُصممة بمساعدة علماء متخصّصين في السلوك لتحفيز الجميع على تقليل ما يتبقى في أطباقهم من الغذاء، والعرض البصري لكمية الغذاء في الحصة الواحدة، ليروا حجم ما يطلبونه من غذاء، ومساعدتهم على اتخاذ قرارات أكثر استدامة، والبدء باستخدام سلال نفايات شفافة تُظهر كمية الهدر، لتكون تذكيراً مرئياً بالأثر اليومي لهدر الغذاء.

وبرزت هذا العام مبادرة بنك الإمارات للطعام التي تشمل توفير ثلاث ملايين وجبة من التبرعات، خلال شهر رمضان، بالتعاون مع الشركاء، حيث سيعمل البنك على جمع هذه الوجبات بالتنسيق مع جميع شركات الأغذية لحصر التبرعات ونقلها إلى البنك، ثم إلى خارج الدولة، بالتنسيق مع الهلال الأحمر الإماراتي. كما سيجري التنسيق مع المعنيين في الفنادق وخيم الإفطار لحصر الفائض من الطعام، وتحديد مواقع وأوقات نقل المواد الغذائية والوجبات إلى البنك والجمعيات الخيرية بالتعاون مع شركات التوصيل.

وحقق «بنك الإمارات للطعام» نتائج مميزة خلال عام 2022، حيث وصلت كمية الأغذية التي تسلّمها إلى 11 مليون وجبة، وزّعت في دولة الإمارات وخارجها على نحو 11 مليوناً. ونجح البنك في استغلال كمية فائض طعام بنحو 10 ملايين وجبة، وعقد 31 اتفاقية شراكة جديدة.

وتواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تنفيذ «مشروع حفظ النعمة» الذي بدأ منذ عام 2004، لعلاج ظاهرة الإسراف في استهلاك المواد الغذائية، حيث يستقبل تبرعات الأطعمة الجاهزة والوجبات، التي لم تمتد إليها الأيدي، ويتّبع معايير ومواصفات عالية الجودة في السلامة والصحة الغذائية، والحفاظ على الأطعمة الفائضة وطرائق إعادة تعبئتها، ومن ثم توزيعها على المستفيدين من الأسر المعوزة وعمال الشركات بسيارات جهزت خصيصاً لذلك.

وتطبق الهيئة عبر مشروع حفظ النعمة، إجراءات متعددة لتحقيق الاستفادة القصوى من كميات الطعام المهدرة، تقوم على إعادة تدوير متبقيات الطعام لتذهب إلى الأسر المتعففة، وأن يستفاد من الأغذية غير الصالحة للاستخدام في صناعة أسمدة للنباتات وطعام للحيوانات.

وأطلقت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بالتزامن مع حلول الشهر المبارك، حملة توعوية للحدّ من هدر الغذاء قدمت خلالها مجموعة من النصائح والإرشادات لجمهور المستهلكين بأهمية الحفاظ على الطعام والتشجيع على الاستخدام الفعال للأغذية، وتعزيز الوعي بأهمية التسوّق الذكي القائم على شراء الاحتياجات الضرورية من الأغذية بالكميات التي تناسب عدد أفراد الأسرة، والتحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية قبل شراء المواد الغذائية.

وكانت الهيئة أصدرت الدليل الإرشادي بتقليل هدر الغذاء - قطاع خدمات الطعام الذي أعدّ وفق أفضل الممارسات في إعداد التشريعات التي تنتهجها الهيئة والمتضمنة في دليل إعداد التشريعات والسياسات الخاص بالهيئة.

يذكر أن تقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، تشير إلى أن 14% من الغذاء في العالم يهدر بين المزارع وسوق الجملة، بقيمة 400 مليار دولار، بينما يهدر نحو 17% بين بائع التجزئة والمستهلك بقيمة 700 مليار دولار، لتصل قيمة الخسائر الغذائية إلى 1.1 تريليون دولار سنوياً. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msfxrsxp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"