لا يمكن القفز على المراحل!

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

إذا أمعنا النظر والتأمل، في مسيرة البشرية وتطورها وتقدمها، فإننا نلاحظ جانباً مهماً له دلالاته الكبيرة، وأن معظم المبتكرات والمخترعات، تمت على مراحل زمنية متتالية، بمعنى أنه لم يتم كل شيء بشكل مباشر وكامل، كل اختراع وابتكار، مر بعدة مراحل من التطوير والإضافة، واشتغل عليه جيل وراء جيل، والشواهد كثيرة ومتنوعة، في مجال صناعة النقل، من الطائرات، القطارات، السيارات، السفن، جميعها مرت بعدة مراحل، وتطويرات متلاحقة، امتدت لعقود طويلة من الزمن، وهي عملية تطوير وابتكار وإضافة مستمرة، ولم تتوقف حتى هذا العصر، وعندما نعود للوراء لنحو خمسة عقود أو أكثر من الزمن، وعندما نشاهد أفلاماً أو صوراً، لما كانت عليه وسائل النقل في ذلك الزمن، سنعتبرها بدائية ومتواضعة، بينما كانت في تلك الحقب الزمنية، ثورةً وتقدماً لا مثيل له.
الحال نفسه في مجالات مثل الاتصالات؛ حيث كانت تعتبر البرقية، قبل نحو خمسة عقود أو أكثر، ثورة في مجال الاتصالات، لا مثيل لها، وتعتبر أنها قربت البعيد، بل في عصرنا الحاضر، جهاز مثل الفاكس، يعتبر استخدامه اليوم تراجعاً، بل البعض قد يعتبر استخدامه غير مبرر، وغير مقبول في عصر الثورة الاتصالية، والتي تزايدت فيه وسائل وطرق التواصل المباشرة. لكن الفاكس، في ذلك العصر، يعتبر ثورة حقيقية، ساهمت بشكل مذهل في تطور نقل المعاملات، بل الفاكس نفسه تطور، لنقل الصور والصور الملونة، لكن هذا التميز لم يستمر طويلاً؛ حيث جاءت تقنيات حديثة وألغته وهمّشت دوره، في جوانب حياتية أخرى، مثل الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية ونحوها، هي مجالات أيضاً تطورت بشكل مذهل، وساهمت في رفاه الإنسان، وتجنيبه الكثير من الأمراض، وزادت وعيه ومعرفته، بل حتى التقنيات والأجهزة والمعدات المساعدة والمستخدمة في هذه المجالات، شهدت تطورات متلاحقة، ولا ننسى الأدوية والعلاجات، وغيرها من الوسائل والطرق التي تعالج أمراضاً، قبل بضع سنوات كانت مستعصية، وبدأ علاجها تدريجياً، حتى تم القضاء على بعض الأمراض نهائياً، هناك شواهد كثيرة على محورية ونقطة التدرج والتسلسل الزمني في كل خطوة تقدمية تخطوها البشرية، ونحن على المستوى الشخصي والفردي، بنفس هذه الوتيرة، ونعمل بنفس هذه الآلية، بمعنى أن كل إنسان، لا يملك أن يحقق المنجزات والنجاحات، دفعة واحدة، بل عليه أن يعمل مطولاً للوصول للنتائج الإيجابية، التي تثري حياته، وتشعره بالتفوق والتميز. لا تستعجل النجاحات، ولا تستعجل الخطوات، كل مرحلة لها بعدها الزمني.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9cvbbx

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"