عادي

من هو الصحابي الذي يلقب بـ«بليع الأرض»؟

17:06 مساء
قراءة دقيقتين
الصحابي الجليل خُبَيْب بن عدي بن مالك الأوسي الأنصاري، وكان له موقف من مواقف الثبات والشجاعة والتضحية والوفاء، التي سجلها الصحابة الكرام بأسطر من نور في السيرة النبوية وفي سجل التاريخ الخالد لأمتنا.
في السنة الرابعة من الهجرة أرسلت قبيلتان من القبائل العربية المجاورة للمدينة المنورة ـ عضل والقارة ـ وافدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلاماً فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام، فاستجاب لهم رسول الله وبعث لهم عشرة من أصحابه ـ وقيل سبعة ـ وكان منهم: خبيب بن عدي، مرثد بن أبي مرثد، خالد بن أبي البكير، معتب بن عبيد، عاصم بن ثابت، زيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق.
لما وصلوا إلى مكان يُسمى الرجيع بين عسفان ومكة، أغار عليهم نحو مئتي مقاتل من بنو لحيان (من هذيل)، فأحاطوا بهم، وقتلوا بعضهم وأسروا البعض الآخر، وقد عرفت هذه الحادثة المفجعة بالرجيع نسبة إلى ماء الرجيع الذي حصلت عنده.
وكان خبيب من الأسرى، وأخذه المشركون معهم إلى مكة ليقتلوه أمام أهل مكة، وكانت قد دخلت الأشهر الحرم فقالوا ننتظر حتى تنتهي الأشهر الحرم وكبلوه بالحديد وحبسوه في بيت أحد المشركين وأوصوا زوجة هذا الكافر أن تراقبه.
وبعد انتهاء الأشهر الحرم أخذ الكفار خبيب ليقتلوه فخرجت قريش كلها لترى مقتله فأخذوه وصلبوه على جذع نخلة، وأمر أبو سفيان الرماة أن يضربوه من دون أن يقتلوه فانطلقت السهام من كل صوب تجاه خبيب، ثم أوقفهم أبو سفيان وذهب إليه قائلاً: يا خبيب استحلفك بالله أتحب أن تكون في بيتك آمناً ويكون محمد مكانك، فقال خبيب: والله ما أحب أن أكون في بيتي آمناً ويشاك رسول الله صلى الله عليه وسلم بشوكة في يده.
ثم قال: تمنى شيئاً يا خبيب، قال أتمنى أن أصلي ركعتين فصلاهما ثم نظر إليهم ودعا الله قائلاً:«اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبقي منهم أحداً»، فقتلوه رضى الله عنه.
ونزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغاً إياه عن مقتل الخبيب، فقال: لا يترك خبيب مصلوباً فأرسل المقداد بن عمرو والزبير بن عوّام رضي الله عنهما إلى مكّة ليجلبوا جثمان خبيب إلى المدينة.
خرج الصحابيّان الجليلان إلى مكة، وعندما اقتربا من مكة انتظرا ولوج الليل حتى لا يراهما الناس، أتى الليل وتسلّل الزبير والمقداد إلى ساحة التنعيم، وعندما قاما بإنزاله من السارية فطن لهما جمع من المشركين فركبوا خيولهم ولحقوا بهما، لم تسر الأحداث كما أرادها المقداد والزبير رضي الله عنهما، فسقط جثمان خبيب الذي كان على ظهر خيل لهما على الأرض، ولم يكن من المستحسن أن يعودا إليها حتى لا يقعا في قبضة المشركين، ولله الحكمة البالغة في أمره؛ إذ شاء ألا يعود جثمان خبيب إلى المشركين مرة أخرى، فشُقّت الأرض واُبتلع الجثمان، وحماه الله من أيدي المشركين ولُقّب خبيب بن عدي رضي الله عنه
بـ «بليع الأرض».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"