اليمن نحو السلام

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

بعد تسع سنوات على الانقلاب الحوثي، وما حلَّ باليمن من دمار وقتل وجوع وأمراض، وتفتيت لوحدته ومجتمعه، ها هو الأمل ينبجس وسط الظلام، ليعلن عن اتفاق سلام وشيك، بعد مخاض صعب من المفاوضات، وجهود عربية ودولية متواصلة.

 كفى.. آن الأوان لهذا الشعب العربي العريق أن ينعم بالسلام والأمن، وآن للقيادة الحوثية أن تعود إلى رشدها، وتتخلى عن أوهامها، وآن للقيادات الأخرى أن ترى في السلام خلاصاً لليمن، وأن تفتح صفحة جديدة مع من ضلّوا الطريق، والمضي قدماً مع شركاء الوطن في إعادة بناء ما تهدم، وهو هائل، وترميم اقتصاد متهالك، وتضميد جراح غائرة، تحتاج إلى جهد وعمل كل يمني مخلص.

 المؤشرات تؤكد أن اليمن بات على بعد ميل من خط النهاية، كي يبدأ اليمنيون مرحلة جديدة، يطوون فيها صفحات سنوات عجاف حالكة السواد شوهت يمنهم السعيد، وأحالته مطحنة للموت والجوع.

 هناك وفود تتنقل بين الرياض وعدن وصنعاء، لوضع الصيغة النهائية لاتفاق السلام، وهي مصممة على النجاح، وإغلاق ملف الحرب نهائياً. وإذا صدقت النوايا وترسخت عوامل الثقة، ويبدو أنها كذلك، فمن المتوقع إعلان الاتفاق خلال أيام، وقبيل عيد الفطر المبارك.

 وفق المعلومات التي نشرت، فإن الاتفاق يقضي بإعلان تمديد الهدنة لمدة سنة، يعقبها حوار سياسي شامل، لحل الأزمة، مع إجراءات سياسية واقتصادية، مثل فتح مطار صنعاء الدولي بشكل أكبر، واستئناف ضخ النفط من الموانئ اليمنية، وفتح ميناء الحديدة، وإطلاق سراح كل الأسرى، وتوحيد العملة والبنك المركزي، ودفع رواتب جميع الموظفين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين والمناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية، وإعادة فتح الطرق بين المناطق اليمنية كافة، وتشكيل لجان، لحصر الأضرار الناجمة عن الحرب، ومعالجتها، وتعويض المتضررين تحت إشراف الأمم المتحدة، وبضمانة من الدول الكبرى.

 اليمنيون بحاجة إلى السلام، لوضع حد لمعاناتهم التي طالت، خصوصاً أن التقارير الدولية تتحدث عن أزمة إنسانية كارثية تواجه اليمن، بعد أن أدت الحرب إلى مصرع نحو 400 ألف إنسان، و80 في المئة من اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وخسائر تقدر ب 126 مليار دولار.

 هذا التقدم على المسار اليمني حصل وسط متغيرات إقليمية بارزة أسهمت في الدفع نحو بلورته وإنجازه، خصوصاً بعد الاتفاق الذي رعته الصين بين السعودية وإيران، لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ومن ثم الاجتماع بين وزيري خارجيتهما قي بكين قبل أيام. لا شك أن تطبيع العلاقات بين البلدين الجارين، سيسهم في توطيد الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الخليج، ومن بينها اليمن، وسيؤسس لعلاقات جديدة، بعيداً عن حالة الاستقطاب الدولية في هذه المرحلة التي يواجه فيها العالم ومنطقتنا، تحديات تستوجب التضامن، لإبعاد مخاطرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2x3txy4e

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"