عادي
قلق أممي من كارثة إنسانية.. وتحذيرات من تهجير مئات الآلاف

رغم تمديد الهدنة.. معارك وغارات عنيفة في الخرطوم

23:58 مساء
قراءة 3 دقائق
-
1
1

نفذ سلاح الجو السوداني، أمس الاثنين، طلعات عسكرية هي الأوسع والأعنف على مناطق تمركز قوات الدعم السريع بمدن الخرطوم الثلاث، رغم موافقة طرفي النزاع على تمديد إضافي للهدنة 72 ساعة. كما أعلن الجيش، في بيان، أنه تمكن من تقليص قدرات الدعم السريع القتالية بنسبة تتراوح من 45 - 55%، في حين حذّرت الأمم المتحدة من بلوغ الوضع الإنساني «نقطة اللاعودة» وأعلنت إرسال مبعوث إلى المنطقة لمحاولة الوقوف على ظروف ملايين الأشخاص العالقين وسط القتال.

وأفاد شهود عيان في الخرطوم أن سكانها استيقظوا، أمس الإثنين، على هدير «الطائرات المقاتلة»، في حين تحدث آخرون عن سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في مناطق مختلفة من العاصمة. وقال أحد السكان إن «طائرات حربية تحلق فوق جنوب الخرطوم ومدافع مضادة للطائرات تطلق النار عليها».

وتصاعدت أعمدة الدخان في محيط القصر الجمهوري بالخرطوم.

وتجددت الاشتباكات في كافوري والمنطقة الصناعية بالخرطوم بحري. وكشفت مصادر أن أم درمان شهدت قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً، أمس، فيما اتهمت قوات الدعم السريع الجيش باتخاذ مستشفى السلاح الطبي بأم درمان منصة للقصف المدفعي تجاه مقر الدائرة الطبية التابعة لها بالخرطوم بحري.

تقليص قدرات

وكان الجيش قد نشر لقطات لقائده الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وهو يشرف على سير العمليات العسكرية من أحد مراكز القيادة.

وفي غضون ذلك، أعلنت سلطات الطيران المدني السوداني تمديد إغلاق المجال الجوي باستثناء طائرات الإجلاء والمساعدات. 

من جهة أخرى، أعلن الجيش في بيان، أمس، أنه تمكن من تقليص قدرات الدعم السريع القتالية بنسبة تتراوح من 45 - 55%. وأفاد أن قوات الدعم السريع حشدت بالعاصمة حتى صبيحة يوم 15 إبريل/نيسان، قوات ضخمة بتجهيزات كبيرة بلغت 27135 مقاتلاً، و39490 مستجداً، و1950 مركبة مقاتلة، و104 ناقلات جنود مدرعة، و171 عربة بوكس دبل كاب مسلح بالمدافع الرشاشة.

وأوضح الجيش أن قواته تمكنت خلال 15 يوم قتال من تخفيض قدرات الدعم السريع القتالية «التي حشدها لاختطاف الدولة السودانية ومصادرة قرارها وتدمير قواتها المسلحة».

وقال البيان إنه «أحبط تحركات لتعزيزات عسكرية للمتمردين متقدمة من اتجاه الغرب».

وأضاف أنه تم أيضاً وقف تقدم قوة أخرى قادمة من الحدود الشمالية الغربية على متن شاحنتين كبيرتين و19 عربة لاندكروزر قتالية تنوي التقدم إلى كرري، ومجموعة ثالثة على متن 35 عربة قتالية متجهة من الباقير إلى جبل أولياء.

وذكر الجيش أن «البلاد ورثت عبئاً ثقيلاً لخطأ النظام البائد الاستراتيجي بتكوين ميليشيات الدعم السريع»، مضيفاً أن «الدولة السودانية تدفع الآن ثمنه الباهظ تخريباً للبلاد وترويعاً ونهباً للمواطنين».

وأشار الجيش إجمالاً إلى أن «الأوضاع مستقرة في جميع ولايات السودان»، مشدداً على أن أي تغييرات في البنية العسكرية «لن تكون إلا خلال بوابة القوات المسلحة السودانية، مهما ارتفعت تكلفة ذلك».

مأساة إنسانية

إلى ذلك، دقت الأمم المتحدة جرس الإنذار من تحوّل الوضع إلى مأساة إنسانية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إن «الأحداث في السودان تحصل بنطاق وسرعة غير مسبوقين»، مبدياً «قلقه الكبير». وأضاف أن الأمين العام أنطونيو غوتيريس قرر أن يرسل «فوراً إلى المنطقة» رئيس الوكالة الإنسانية للمنظمة الأممية مارتن غريفيث «في ضوء التدهور السريع للأزمة الإنسانية في السودان».

غريفيث في طريقه إلى المنطقة

وأكد غريفيث أنه في طريقه إلى المنطقة «لدراسة كيف يمكننا أن نقدّم مساعدة فورية»، معتبراً أن «الوضع الإنساني يقترب من نقطة اللاعودة» في بلاد كانت تعدّ من الأكثر فقراً في العالم حتى قبل تفجر النزاع الأخير. وحذّر من أن النهب الذي تعرضت له مكاتب المنظمات الإنسانية ومستودعاتها «استنزف غالبية مخزوناتنا».

 في سياق متصل، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس إنه سيلغي فوراً تعليق أنشطته في السودان بعد أن اضطر لذلك بسبب مقتل ثلاثة من موظفيه هناك.

وكتبت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية للبرنامج، على تويتر تقول «يستأنف برنامج الأغذية العالمي برامجنا بسرعة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة التي يحتاجها الكثيرون بشدة في الوقت الحالي». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32f83fm7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"