عادي

«الاقتصاد الدائري».. مبادرات نوعية إماراتية لتحقيق الحياد المناخي في 2050

00:03 صباحا
قراءة 4 دقائق

أبوظبي: «الخليج»

تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها الريادية في منظومة الاقتصاد الدائري العالمية، عبر تكثيف المبادرات والبرامج والمساهمة الفعالة في الجهود الدولية لحماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية، وتكتسب تلك المبادرات زخماً متصاعداً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2023 عام الاستدامة، تحت شعار «اليوم للغد»، وهو العام الذي تستضيف فيه الدولة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

يُعنى الاقتصاد الدائري بالابتعاد عن استخدام المواد الخام الثمينة، وإنتاج السلع التي ينتهي بها المطاف في مكب النفايات، وهو نموذج اقتصادي للشركات التجارية التي تركز على الإنتاج والاستهلاك المستدامين، ويهدف لتقليل استخراج الموارد الطبيعية وتحسين كفاءة استخدامها وتمديد دورة حياة المواد والمنتجات من خلال تبنّي تدابير صديقة للبيئة.

واعتمد مجلس الوزراء في يناير/ كانون الثاني 2021 سياسة الاقتصاد الدائري (2021-2031)، والتي تعد إطاراً شاملاً يحدد اتجاهات الدولة في تحقيق الإدارة المستدامة والاستخدام الفعال للموارد الطبيعية.

أهداف رئيسية

تشمل سياسة الاقتصاد الدائري، عدداً من الأهداف الرئيسية، تتضمن تعزيز الصحة البيئية ودعم القطاع الخاص في تحوله إلى تبني أساليب وتقنيات الإنتاج الأنظف، والحد من الإجهاد البيئي وتلبية الاحتياجات الأساسية، وصولاً لتحقيق رؤية الإمارات بأن تكون أحد الرواد العالميين في مجال التنمية الخضراء.

وتعتبر السياسة الوطنية للاقتصاد الدائري إطار عمل يهدف لتحديد أولويات الإمارات في تعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري في عدد من القطاعات ذات الأولوية وهي البنية التحتية الخضراء، والنقل المستدام، والتصنيع المستدام، وإنتاج واستهلاك الغذاء المستدام، إلى جانب مجالات مشتركة، مثل التكنولوجيا والابتكار والبحث والتطوير، وزيادة الوعي وبناء القدرات، وإنشاء الشراكات ومنصات تعاون، والإدارة المتكاملة للنفايات.

وفي اعام 2021 أيضاً، تم تشكيل مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري، حيث يتولى مهام عدة، منها الإشراف على إعداد آلية تطبيق سياسة الاقتصاد الدائري بالتنسيق مع كل الجهات، واعتماد مؤشرات الأداء الخاصة لتنفيذ السياسة، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في المشاريع والمبادرات والبرامج ذات الصلة بالاقتصاد الدائري، إضافة لتعزيز التعاون الدولي والشراكات الدولية في ما يخص تطبيق الاقتصاد الدائري على المستوى العالمي.

خطوات متسارعة

في مارس/ آذار 2023، اعتمد مجلس الوزراء أجندة الإمارات للاقتصاد الدائري 2031، والتي تمثل إطاراً عاماً لتنفيذ أجندة الدولة في الاقتصاد الدائري، حيث تضمنت تطوير 22 سياسة في مجالات النقل المستدام، والإنتاج والاستهلاك المستدامين للغذاء، والتصنيع المستدام، والبنية التحتية الخضراء. كما اعتمد مجلس الوزراء ميثاق حكومات الحياد المناخي 2050، لتعزيز وحدة العمل المناخي في الإمارات، وضمان التوافق والتنسيق بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية لتحقيق المسار الوطني للحياد المناخي 2050.

وفي إبريل/ نيسان الماضي، أعلنت شركة أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير)، عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة (OMV) الرائدة عالمياً في مجال النفط والغاز والتي تحدد أطر التعاون الثنائي بين الجانبين في مجال إنتاج وتحويل المواد الأولية إلى وقود مستدام ومواد كيميائية أخرى صديقة للبيئة.

استدامة بيئية

في أواخر مارس/ آذار الماضي، أعلنت منصة الاستثمار العالمية (إنفستوبيا)، أبرز مخرجات مؤتمرها السنوي 2023 الذي استضافته أبوظبي، ومنها دخول شركات عالمية إيطالية للأسواق الإماراتية عبر إبرام اتفاقيات شراكة تحت مظلة مؤتمرها السنوي، وشملت هذه الاتفاقيات مجالات صناعية عدة، فضلاً عن بناء مصنع يعمل وفق آلية الاقتصاد الدائري.

حلول مبتكرة

نظم الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع هيئة البيئة في أبوظبي، في مارس الماضي، أولى فعاليات مبادرة «البيوت المستدامة» التي تهدف إلى تسليط الضوء على الممارسات المستدامة لإكساب المرأة المفاهيم والمعارف النظرية والمهارات العملية الخاصة، وتعزيز عمل المرأة لمعالجة تحديات الاستدامة.

وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي تحديث خطتها الاستراتيجية حيث أضافت تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 إلى رؤيتها لتصبح «مؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050».

مشاريع عملاقة

على هامش «أسبوع أبوظبي للاستدامة» في يناير/ كانون الثاني الماضي، جرى توقيع مذكرة تفاهم، لإطلاق مشروع دراسة إنشاء مرفق لإعادة تدوير مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت بسعة تبلغ 12,000 طن سنوياً في أبوظبي.

ووقعت كل من شركة «ريبيت» التابعة لشركة «فيوليا» الشرق الأوسط، ومجموعة «بيئة»، الإماراتية، ومجموعة «أغذية» لإنتاج الأغذية والمشروبات مذكرة التفاهم، لمشروع دراسة إعادة تدوير مادة «بولي إيثيلين تيريفثاليت»، البلاستيكية المستخدمة في تغليف الأغذية مثل عبوات المياه البلاستيكية.

وفي يناير الماضي، وقّعت «أدنوك للتوزيع»، وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، على اتفاق يهدف إلى إطلاق شراكة جديدة تحت اسم «E2GO» لإنشاء وتشغيل البنية التحتية اللازمة لشحن المركبات الكهربائية في إمارة أبوظبي ومختلف أنحاء الدولة.

ومع اقتراب مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، الذي تستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، تتسارع وتيرة البرامج والمشاريع لتحقيق استراتيجية الحياد المناخي وترسيخ مكانة الدولة المرموقة في سياق الجهود العالمية لحماية كوكب الأرض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4d27ce4w

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"