جيش الإمارات.. قوة وأمان

00:13 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

دائماً ما يرتبط نمو الأوطان ووحدة شعوبها بالأمان والاستقرار. فالدول التي تشهد انفلات الأمان هي الدول التي ينعدم فيها النمو والتطور، وتهاجر شعوبها أو يتم تهجيرها، وتصبح حياتها صعبة وتتحمل معاناة كبيرة من انعدام الصحة والتعليم وغيرها من الضروريات. فالجيش سبب رئيسي ودعامة وطيدة لقيام دولة قوية متحدة تعيش بسلام ورخاء وأمان. والأمان نعمة كبيرة وهبها الله لدولة الأمان دولة الإمارات التي تعيش هذه النعمة بفضل القوات المسلحة الإماراتية، التي هي صمام أمنها وأمانها واستقرارها، وهي تمتلك من القوة والعتاد المتقدم ما يجعلها من أهم الجيوش في المنطقة.

 وفي هذه الأيام تتجدد ذكرى توحيد القوات المسلحة الإماراتية ال 47، وهي ذكرى وطنية عزيزة على نفوس أبناء الوطن، ومصدر فخرهم واعتزازهم، تذكرهم بالقرار الذي اتخذه مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واخوانه المؤسسين رحمهم الله بتوحيد القوات المسلحة، والذي كان قراراً حكيماً وصائباً، جمع القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد ليشكل قوة كبيرة، تدعم أركان الدولة، وتعزز مفهوم الوحدة الوطنية.

 وقد شاركت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات هذه الذكرى الوطنية كعادتها كل عام، وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بهذه المناسبة: «سعدت بمشاركة قواتنا المسلحة الاحتفاء بيوم توحيدها.. يوم وطني في مسيرة الاتحاد ونهضة الإمارات.. أهنئ جميع المنتسبين لهذه المؤسسة العريقة، وأدعو الله تعالى بالرحمة للقادة المؤسسين الذين اتخذوا هذا القرار التاريخي»، والقرار التاريخي بالأمس حصاده اليوم دولة قوية متقدمة في شتى المجالات تخدم مواطنيها والبشرية جمعاء.

 بطولات وإنجازات عظيمة حققها الجيش الإماراتي في المنطقة، ولا يكفي مقال واحد لسردها، فهو الجيش الذي وحده المؤسس القائد الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وقال كلماته الخالدة: «دمج قواتنا يعني جمْع الشمل وتوحيد الكلمة والتآزر بين إخوة تربطهم أواصر القربى والدم والجوار»، فهو الجيش الذي يخدم البشر دون تمييز بين ألوانهم وأديانهم ولغاتهم. وفي مواجهة الشر أينما كان، كان سيفه بالمرصاد من أجل السلام والأمن. وأحد هذه الإنجازات الخالدة للجيش الإماراتي وأبنائها المخلصين الشجعان هي المشاركة في تحرير الكويت. ففي عام 1990 وبالتحديد في تاريخ 26 فبراير/شباط، كان هذا الجيش الباسل لا يعرف طريقاً للرجعة من دون المشاركة في تحرير هذا البلد العربي، وقدم 8 شهداء و 21 جريحاً دفاعاً خلال تأدية واجبه القومي.

 وأرض اليمن لا تنسى أبناء القوات المسلحة الإماراتية ودورها في تحريرها من ربقة الميليشيات الحوثية وتقديم كال أشكال الدعم للشعب اليمني الشقيق، من خلال «عاصفة الحزم» عام 2015 التي أعادت الأمل للشعب اليمني. وقد أنجز الجيش الإماراتي إلى جانب دوره العسكري عمليات إنسانية كبيرة عظيمة لن ينساها الشعب اليمني ولا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، حيث لعب دوراً مهماً في تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى مواقع الصراع إيماناً منه بأن تأمين القوت لأبناء اليمن أولوية قصوى، كما شارك الجيش الإماراتي في إجلاء الآلاف من جرحى الحرب إلى المحافظات، وتكلف بعلاجهم إلى أن انتهت المهمة في عام 2019 وعاد الجيش الإماراتي حاملاً رايات العز والفخر بما أنجزه وقدمه من تضحيات خلال أداء واجبه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3pdcm7rr

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"