عادي

«آسيان»: لم نتمكن من دفع خطّة سلام بشأن بورما

19:48 مساء
قراءة 3 دقائق

لوبوان باجو - (أ ف ب)

لم تُحرز دول جنوب آسيا «تقدّماً ملموساً» في إطار تطبيق خطة سلام لإنهاء العنف في بورما، حسبما أعلن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الخميس، في اليوم الأخير لقمّة إقليمية منعقدة في إندونيسيا.

وهيمن تصاعد العنف في بورما، التي يسيطر عليها الجيش منذ العام 2021، على الاجتماع الذي استمرّ ثلاثة أيام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في جزيرة فلوريس الإندونيسية.

وبعد إقالة الحكومة بقيادة أونغ سان سو تشي، قام المجلس العسكري بشنّ حملة خلّفت آلاف القتلى.

وسعت «آسيان» إلى حلّ الأزمة عبر خطة سلام من خمس نقاط تمّ التوصّل إليها قبل عامين مع المجلس العسكري

لكن هذه الجهود لم تتمكن من دفع خطة سلام إلى الآن. فقد تجاهل الجيش البورمي الخطة إلى حدّ كبير، وتجاهل الإدانات الدولية، كما رفض التحدّث مع معارضي النظام.

وقال الرئيس الإندونيسي: «يجب أن أكون صادقاً، في ما يتعلّق بتطبيق خطة التوافق المؤلّفة من خمس نقاط، لم يكن هناك تقدّم ملموس».

ودعا «آسيان» إلى الوحدة، وإلاّ فإنّ المنظمة تتعرّض لخطر «التفكّك».

وقال للصحفيين: «أنا مقتنع بأنّ أي دولة في آسيان لا تريد رؤية ذلك.. لا يمكن لأيّ طرف داخل آسيان أو خارجها الاستفادة من الصراعات الداخلية في بورما.. يجب أن ينتهي العنف».

لكن يبدو أنّ الانقسامات بين الدول الأعضاء في هذه المنظمة أعاقت الجهود المبذولة.

فقد كشف تقرير داخلي بشأن النقاشات بين وزراء الخارجية أنّ بعض الدول ناشدت إعادة أعضاء المجلس العسكري إلى الاجتماعات، لأنّ «وقت العزلة أدّى غرضه».

وأضافت الوثيقة التي اطّلعت عليها وكالة فرانس برس: «لوحظ أيضاً أنّ آسيان يمكن أن تعاني إرهاقاً بشأن بورما الذي يحوّلها عن أهداف مهمّة أخرى».

وما زالت بورما عضواً في آسيان، لكنها مُنعت من المشاركة في القمم العالية المستوى نظراً إلى فشل المجموعة العسكرية في تطبيق خطة السلام.

وفي هذه الأثناء، يتواصل التصعيد بينما خلّفت ضربات جوية في منتصف نيسان/إبريل في منطقة ساغينغ الواقعة في وسط بورما، 170 قتيلاً على الأقل.

وتفاقم الضغط على التكتل الإقليمي الأحد، بعدما تعرّضت قافلة مركبات تقل دبلوماسيين ومسؤولين ينسقون مساعدات آسيان الإنسانية في بورما إلى إطلاق نار.

ولا يتضمّن البيان الختامي الصادر عن إندونيسيا جدولاً زمنياً أو تدابير تنفيذية في هذا المجال.

وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي أمام الصحفيين: «إنّ هذا النقص في التقدّم لا يعني أنّ آسيان يجب أن تستلم».

من جهة أخرى، ناقش قادة آسيان «الحوادث» في بحر الصين الجنوبي والمفاوضات الجارية بشأن مدوّنة سلوك للحدّ من مخاطر الصراع.

وتدّعي بكين السيادة على كلّ هذه المنطقة البحرية تقريباً، المتنازع عليها من قبل أربع دول - الفيلبين وماليزيا وفيتنام وبروناي - تحمل كلّ منها مطالب متعارضة.

وقال الرئيس الفيليبيني فيرديناند ماركوس خلال القمة: «يجب أن نضمن أن لا يصبح بحر الصين الجنوبي بؤرة للصراع المسلّح».

يبقى عمل رابطة دول جنوب شرق آسيان مقيّداً بميثاقها الذي يعزّز مبادئ الإجماع وعدم التدخّل.

من جهته، دعا رئيس الحكومة الماليزية أنور إبراهيم إلى مراجعة مبدأ عدم التدخّل الذي يشلّ هذه المنظمة في مواجهة الأزمة البورمية التي لها تأثير قوي على العديد من دول المنطقة.

وقال في مقطع فيديو نُشر الخميس على حسابه على «تويتر»: «آسيان يجب أن تكون لديها رؤية جديدة يمكن أن تمنحنا المرونة للتحرّك والمناورة للمضي قدماً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n7c2mca

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"