عادي
تواجه تحدي تطوير عمليات استهلاك الطاقة

سوق مراكز البيانات في الإمارات ينمو 22% سنوياً حتى 2026

23:02 مساء
قراءة 4 دقائق
كلفة الطاقة التحدي الأبرز لمراكز البيانات

دبي: حمدي سعد

رجّح تقرير حديث أن يحقّق سوق مراكز البيانات في دولة الإمارات نمواً بنسبة 22.3 % خلال 5 سنوات مقبلة مسجلاً معدل نمو سنوياً مركباً قدره 4.1% خلال الفترة من 2021 إلى 2026.

الصورة
3

أكد تقرير «تحليل سوق مركز البيانات الإماراتي» الصادر عن مؤسسة «MarkNtel Advisors» للبحوث والدراسات أن نمو سوق البيانات في دولة الإمارات جاء مدعوماً بعدد من العوامل والمبادرات منها: الرقمنة السريعة في الخدمات الحكومية ومشاريع تطوير المدن الذكية، فضلاً عن نشر البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس وارتفاع الطلب على خدمات الحوسبة السحابية. يقول خبراء في قطاع مراكز البيانات ل«الخليج»: مع هذه النظرة المتفائلة لمراكز البيانات في دولة الإمارات وخلقها فرص العمل ودعم البنية التحتية للاتصالات الرقمية والبِنى السحابية يجب الانتباه بشدة لأثرها البيئي، واستهلاكها الطاقة، وكيفية تأثيرها في البصمة الكربونية للدولة وخصوصاً مع التزامات الدولة في تخفيض البصمة الكربونية للإمارات بحلول عام 2050 ومع اقتراب موعد عقد مؤتمر «كوب 28». وأكد الخبراء على ضرورة أن تتطلع مراكز البيانات إلى زيادة كفاءة منتجاتها في تقديم الخدمات، إلى جانب زيادة كفاءتها التشغيلية عن طريق تقليل استهلاك الطاقة لتكون أكثر استدامة، وتقليل الانبعاث.

تقليل الانبعاثات

قال أشرف يحيى المدير العام لدى إيتون الشرق الأوسط: «يتطلب تشغيل مراكز البيانات حالياً قدراً كبيراً من الكهرباء مع توقعات بتضاعف استهلاك الكهرباء خلال السنوات الخمس المقبلة؛ لذا تحتاج المراكز إلى حلول مبتكرة لاحتواء متطلبات الطاقة والتكاليف التي تصاحبها، فضلاً عن الحاجة إلى مزيد من الطاقة الكهربائية الاحتياطية لحماية العمليات الحيوية للشركات، والمؤسسات، ومقدمي الخدمات».

وأضاف يحيى: تستخدم مراكز البيانات الخاصة ب«إيتون» نهجاً خاصاً للعمل بطرق جديدة لتوليد تدفقات إيرادات جديدة، وتعزيز المرونة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحويل الأنظمة الحالية بمراكز البيانات لتكون أكثر ذكاءً واستدامة. وأوضح أن مراكز البيانات تجمع بين إمكانيات إدارة الطاقة الجديدة، وتحليلات البيانات، وعناصر التحكم المتطورة مع البنية التحتية الحالية لدعم تدفق ثنائي الاتجاه للطاقة من الشبكة وإليها.

وقال يحيى: «تشير دراسة «تقاطع التحوّل الرقمي وتحوّل الطاقة» التي أجرتها الشركة مؤخراً إلى الدور المهم لنماذج أعمال الطاقة الجديدة في تحسين الطرق التي تنظر بها مراكز البيانات إلى احتياجات الطاقة وتديرها، حيث يسعى المشغلون إلى تحسين الاستدامة».

ومن بين النتائج الأخرى أظهر البحث أن أكثر من ثلث مشغلي مراكز البيانات يسعون إلى بيع الطاقة المولدة مرة أخرى إلى الشبكة مع استمرارهم في تنمية الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة. ومن خلال تمكين تدفق الطاقة الثنائي الاتجاه يمكن لمراكز البيانات دعم الموارد المتجددة بشكل أفضل وتعويض كلفة ترقيات البنية التحتية من خلال كسب الإيرادات من خلال استجابة التردد وخدمات الشبكة الأخرى.

ويؤدي هذا إلى إنشاء مركز بيانات تفاعلي للشبكة به بنية تحتية تزيد من الاستدامة وتوفر قيمة أكبر، وتوفر نسخاً احتياطياً أساسياً، وتقلل بشكل كبير من تكاليف التشغيل. وقال يحيى: «تسعى حلول الطاقة غير المنقطعة التي نوفرها إلى تحقيق كفاءة طاقة لا مثيل لها مع استخدام فعّال للموارد واستخدام أقصى قدر من المواد القابلة لإعادة التدوير وتقليل الانبعاثات طوال عمر المنتج بالكامل، من بدء التصنيع حتى إعادة التدوير».

نفقات الطاقة

من جانبه، قال إيهاب كناري نائب رئيس البنى التحتية للمؤسسات الإقليمي في «كومسكوب»: «شهدت السنوات القليلة الماضية ظروف عمل غير مسبوقة بجميع الصناعات والأعمال، ومن بين هذه القطاعات الخدمات المستندة إلى السحابة التي تديرها مراكز البيانات؛ لذلك من الضروري الحصول على منظور واضح قدر الإمكان؛ لأن العالم بات يعتمد على الخدمات السحابية، وبالتالي زيادة أكثر في عمليات مركز البيانات».

وبالنسبة لجميع بيئات مراكز البيانات لا تُعد الكفاءة مقياساً للربحية بقدر ما هي معدل للبقاء والاستمرارية، سواءً كان مركز بيانات صغيراً أو متوسط الحجم، أو حتى بإشغال متعدد أو نشر سحابة واسعة؛ فإن الضغوط الشديدة والمتزامنة للطلب والنفقات لا سيما نفقات الطاقة ستحدد مستقبله.

وأضاف كناري: تُعد التكلفة هي العامل الأكثر وضوحاً عند تقييم كفاءة الطاقة، لكنها ليست العامل الوحيد؛ لذا من المُلح للغاية أن تأخذ كفاءة الطاقة الأولوية القصوى وتقوم مراكز البيانات بإجراء ترقيات مهمة عبر تحويل التخزين إلى أكثر الوسائط كفاءة، واستخدام التحليلات التفصيلية لتحديد فرص التخزين والحساب، ودمج الطاقة، ونشر أنظمة وحدات الطاقة غير المنقطعة الفائقة الكفاءة، والانتقال إلى طاقة أكثر استدامة.

وأوضح أن إحدى الاستراتيجيات لجعل مراكز البيانات أكثر كفاءة هو نقل المراكز إلى مواقع ذات مصادر طاقة متجددة، خاصةً لأكبر مراكز البيانات السحابية والنطاق العريض.

استمرارية الخدمات

بدوره قال رجا سلمان المدير العام لشركة «جلف كمبيوتر سابورت سستمز»: «في ظل الاهتمام الكبير من حكومة دولة الإمارات بصناعة مراكز البيانات فإن أبرز التحديات التي تواجه المراكز بشكل عام هي فاتورة الطاقة، وفاعلية استخدامها، واستمرارية تشغيل هذه المراكز.

وأضاف: باتت القطاعات الحكومية والشركات باختلاف أحجامها أكثر طلباً على خدمات مراكز البيانات التي باتت تتضاعف بصورة هائلة؛ لذا فإن كفاءة استخدام الطاقة في هذه المراكز يُعد عاملاً حاسماً لبقاء استمرار الخدمات الحكومية في شركات الاتصالات والشركات المتخصصة في شبكات الأنترنت والحوسبة السحابية والبلوك تشين وأنترنت الأشياء والذكاء الصناعي وغيرها.

وتابع سلمان: «ظهرت مراكز البيانات المسبقة الصنع والمراكز المصغرة كأحد التطورات اللافتة في القطاع والتي تتسم بالطابع الاقتصادي من حيث الكلفة وإمكانية الاستخدام من قبل أي مؤسسة بمتطلبات أقل فيما يخص تخزين البيانات، كما تمتاز هذه المراكز بأنظمة إمدادات الطاقة غير المنقطعة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8d66uu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"