عادي
من هم اللاعبون الرئيسيون في الانتخابات؟

أردوغان وأوغلو: نهجان مختلفان.. ومستقبلان محتملان لتركيا

15:52 مساء
قراءة 7 دقائق

الخليج - متابعات
هناك مستقبلان محتملان وخياران للمجتمع مفتوحان في تركيا التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة والمقسوم أكثر من أي وقت مضى.
بين الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان الذي يريد البقاء في السلطة وأقوى منافسيه كيليتشدار أوغلو المعارض، فهما يمثلان نهجان مختلفان في الفكر والتوجه والسياسة. الكرة الآن في ملعب الناخبين الذين ينقسمون بين مؤيد ومعارض لأردوغان، وأصبح الصوت الانتخابي مرتبط بمدى اقتناع كل ناخب بفكر وأسلوب كل مرشح.
وتتوقع استطلاعات الرأي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي انطلقت الأحد، منافسه محتدمة وقوية بين المحافظين والليبراليين في تلك الانتخابات، كما تتوقع تقدم أوغلو على أردوغان في الجولة الأولى من التصويت بفارق بسيط. حيث من المرجح ألاّ يحصد أي مرشح نصف الأصوات في الجولة الأولى، بما سيدفع إلى جولة ثانية من التصويت في 28 مايو/أيار بين أكثر مرشحين حصولاً على الأصوات. ويتبقى في السباق ثلاثة مرشحين بعد انسحاب محرم إنجه الذي يمثل حزباً صغيراً.
ويعد حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان حزب الحركة القومية اليميني حليفه الرئيسي، ومن المتوقع أن يحصل تحالف المعارضة الذي يضم حزب الشعب الجمهوري العلماني وخمسة أحزاب أخرى على دعم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، وهو دعم جعله يتفوق في بعض استطلاعات الرأي. وهنا يثور التساؤل: من هم اللاعبون الرئيسيون في الانتخابات التركية؟
نعرض في السطور التالية الشخصيات الأبرز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بحسب «رويترز»:

  • المرشحون للرئاسة:

 الرئيس أردوغان

صعد أردوغان (69 عاماً) إلى السلطة قبل 20 عاماً، بينما كانت تركيا تخرج من فترة خيم عليها التضخم الجامح، ووعد بحكومة رشيدة تحل مكان الائتلاف المتهم بسوء الإدارة في ذلك الوقت. وفي أوج نجاح أردوغان تمتعت تركيا بازدهار اقتصادي طال مداه ارتفعت خلاله مستويات معيشة سكانها البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
وفاز أردوغان، الأكثر بقاء في السلطة بتركيا، في أكثر من 10 انتخابات، ونجا من محاولة انقلاب في عام 2016. ورسم مساراً للبلاد في إطار رؤيته لمجتمع متدين ومحافظ له كلمة على المستوى الإقليمي، حتى أن المنتقدين يقولون إنه استغل القضاء لقمع المعارضة.
وخلال الحملة الانتخابية سعى أردوغان إلى استقطاب الناخبين بالترويج لمشروعات ضخمة في البنية التحتية والبناء واستعراض الإنجازات الصناعية في تركيا والتحذير من الفوضى في الإدارة الحكومية في حال فوز المعارضة.

 *زعيم حزب الشعب الجمهوري كيليتشدار أوغلو

اختار تحالف المعارضة الذي يضم ستة أحزاب كيليتشدار أوغلو (74 عاماً) في مارس/آذار، ليكون مرشحه الرئاسي. ولم يتمكن كيليتشدار أوغلو، الذي بقي لفترة طويلة في الظل بسبب حضور أردوغان الطاغي على الساحة، من مجاراة نجاحات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية منذ أن تزعم حزب الشعب الجمهوري المنتمي ليسار الوسط في عام 2010.
وحصل الموظف الحكومي السابق على مقعد في البرلمان في عام 2002 ضمن نواب حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك وكافح للوصول إلى قاعدة أكبر من قاعدة *الحزب من العلمانيين.
ولجأ أوغلو، إلى لهجة لا تقصى أحداً سعياً إلى جذب الناخبين الذين لا يرضون عن إدارة أردوغان الاقتصادية. وقدم أوغلو وعوداً بالازدهار الاقتصادي وباحترام أكبر لحقوق الإنسان وسيادة القانون.
* سنان أوغان
ليس لدى المرشح سنان أوغان (55 عاماً) فرصة تذكر في الفوز. ودخل الأكاديمي السابق مؤسس مركز توركسام للأبحاث البرلمان في عام 2011 نائباً عن حزب الحركة القومية اليميني. وحاول الوصول إلى زعامة الحزب في عام 2015، لكنه لم ينجح في ذلك، وتم فصله لاحقاً من الحزب.

  • حلفاء أردوغان:

*زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي
ساعد الزعيم القومي دولت بهجلي (75 عاماً) أردوغان في الحفاظ على قبضته على السلطة بعد دعم مساعيه لتوسيع الصلاحيات التنفيذية للرئيس (الرئاسة التنفيذية) في استفتاء عام 2017. وبدأ حزب الحركة القومية بزعامة بهجلي، الذي كان في السابق معارضاً قوياً لأردوغان، التعاون مع الرئيس وحزب العدالة والتنمية بعد محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في عام 2016. وتشكل الكراهية لحزب العمال الكردستاني والموقف المناهض بشدة للأحزاب الموالية للأكراد جزءاً أساسياً من نهج بهجلي.

  •  رموز المعارضة:

*زعيمة الحزب الصالح ميرال أكشينار
تقود وزيرة الداخلية السابقة ميرال أكشينار (66 عاماً) ثاني أكبر حزب في تحالف المعارضة، الحزب الصالح القومي المنتمي للوسط. وزاد حضورها في المشهد السياسي منذ عام 2016 عندما تم فصلها من حزب الحركة القومية بعد قيادة محاولة فاشلة للإطاحة ببهجلي. وتركز على استقطاب الناخبين المحافظين، وأولئك الذين خاب أملهم في تحالف حزب الحركة القومية مع حزب العدالة والتنمية.
*زعيم حزب الشعوب الديمقراطي سابقاً صلاح الدين دمرداش
لا يزال صلاح الدين دمرداش (49 عاماً) زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد سابقاً واحداً من الشخصيات السياسية المهمة على الرغم من أنه يقبع في السجن منذ عام 2016. ويواجه دمرداش عقوبة يحتمل أن تصل إلى السجن المؤبد في قضية اتهم فيها بالتحريض على احتجاجات عام 2014 التي أسفرت عن مقتل العشرات.
وسيخوض حزب الشعوب الديمقراطي، الذي أعلن دعمه لكيليتشدار أوغلو، الانتخابات باسم حزب اليسار الأخضر «للتحايل» على حظره المحتمل قبيل الانتخابات.
*زعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان
ترك علي باباجان (55 عاماً)، نائب رئيس الوزراء سابقاً الذي كان حليفاً مقرباً لأردوغان ذات يوم، حزب العدالة والتنمية في عام 2019 بسبب خلافات حول توجهات الحزب. وأسس حزب الديمقراطية والتقدم (ديفا) وحث على إجراء إصلاحات لتعزيز سيادة القانون والديمقراطية. «ويحظى السياسي الذي تولى منصب وزير الاقتصاد وكذلك حقيبة الخارجية سابقاً بتقدير المستثمرين الأجانب».
*زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو
انفصل رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق أحمد داود أوغلو (64 عاماً)، عن حزب العدالة والتنمية في عام 2019 وأسس حزب المستقبل. في العقد الأول لحزب العدالة والتنمية في السلطة، دافع داود أوغلو، عن سياسة خارجية أقل صدامية رافعاً شعار «صفر مشاكل مع الجيران». وانتقد «الرئاسة التنفيذية».
*رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو
بعد خمس سنوات من تولي السياسي المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو (52 عاماً) لمنصب رئيس بلدية إحدى مناطق إسطنبول، لمع نجم رجل الأعمال السابق في عام 2019 عندما تفوق على مرشح حزب العدالة والتنمية في انتخابات بلدية إسطنبول. وصدر بحقه حكم بالسجن لأكثر من سنتين في عام 2022 لإدانته بتهمة إهانة مسؤولين حكوميين، ويواجه المنع من العمل السياسي حال تأييد الحكم.
رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش
فاز السياسي والمحامي القومي منصور ياواش (67 عاماً) مرشح حزب العدالة والتنمية في انتخابات رئاسة بلدية أنقرة عام 2019 التي خاضها مرشحاً لحزب الشعب الجمهوري ومدعوماً من تحالف للمعارضة. وشغل قبل ذلك منصب رئيس البلدية في بلدة في أنقرة ممثلاً لحزب الحركة القومية لعشرة أعوام حتى 2009. وترك حزب الحركة القومية وانضم إلى حزب الشعب الجمهوري في عام 2013.

  • أردوغان وأوغلو.. نهجان مختلفان

تختار تركيا الأحد، بين الرئيس أردوغان وأوغلو، وهناك مستقبلان محتملان وخياران للمجتمع مفتوحان في هذا البلد المقسوم أكثر من أي وقت مضى، بحسب «فرانس برس»، التي أضافت أن: «أردوغان ينحدر من عائلة متواضعة في حي شعبي في إسطنبول مسلم متدين ينادي بالقيم العائلية ولا يزال يتصدر الغالبية المحافظة التي لطالما ازدرتها نخبة حضرية وعلمانية».
قالت إحدى مؤيدات أردوغان وتدعى سونور هينيك (48 عاماً): «أردوغان زعيمنا ونحن جنوده» وهي تنتظر «الريس» كما يطلق عليه الكثير من أنصاره، خلال آخر تجمع انتخابي له في حي قاسم باشا مسقط رأسه.
أما كمال كيليتشدار أوغلو الذي ولد في أوساط متواضعة في ديرسم (تونجلي حالياً) شرقي الأناضول، فهو خبير اقتصادي وموظف رسمي سابق، ترأس الضمان الاجتماعي التركي.
هو منذ عام 2010 رئيس حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي، ديمقراطي) الذي أنشأه مؤسس الأمة التركية مصطفى كمال أتاتورك الذي لطالما دعا إلى علمانية مشددة.
ما يدل على قناعاتهما المختلفة، أنهى أردوغان حملته مساء السبت أمام كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول، والتي حولها إلى مسجد في 2020، فيما أنهى منافسه حملته في أنقرة أمام ضريح أتاتورك.
عرف كمال كيليتشدار أوغلو كيف يطمئن بعض المحافظين واعداً بقانون يضمن للنساء حق وضع الحجاب. فيما يعرف أردوغان كيف يحرّك الحشود، يصعّد لهجته، وعن المروجين لحقوق مثليي الجنس يندد بمؤامرة غربية.
يدافع عن أدائه وتنمية البلاد والبنى التحتية خلال عقدين من حكمه- لكنه يتعثر بالأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد مع تضخم لا يزال يفوق نسبة 40% وعملة انخفضت قيمتها إلى النصف في سنتين.
أما كيليتشدار أوغلو، فقد فضّل إشراك آخرين في تجمعاته الانتخابية وغالباً ما كان يرافقه على المنابر رئيسا بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور يافاس، وهما من حزب الشعب الجمهوري إلى جانب قادة من حزبه، ولا يتكلم كثيراً.
بعدما لم يتمكن من الوصول إلى معظم القنوات التلفزيونية التركية التي تبث كل من اللقاءات الانتخابية للرئيس بشكل مباشر بحسب «فرانس برس»، راهن على وسائل التواصل الاجتماعي وطوّر رؤيته للمستقبل في مقاطع فيديو قصيرة حققت نجاحاً على «تويتر».
«كمال» كما يريد أن يظهر اسمه على الملصقات الدعائية، يطرح نفسه أيضاً كـ«محارب الفساد».
وسأل مساء الجمعة، عند اختتام آخر تجمع انتخابي له في أنقرة: «هل أنتم مستعدون لإعادة الديمقراطية إلى هذا البلد؟ لتحقيق السلام؟».
في حال انتخابه، يعتزم كيليتشدار أوغلو العودة إلى القصر الرئاسي الذي اختاره مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة عام 1923، عندما تم إعلان الجمهورية، والتخلي عن القصر الفخم الذي بناه أردوغان ويضم أكثر من 1100 غرفة، وفقاً لـ «فرانس برس».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mv6ut743

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"