عادي

الموسيقار عمر خيرت شخصية العام الثقافية في «زايد للكتاب»

14:01 مساء
قراءة 4 دقائق
عمر خيرت

أبوظبي: «الخليج»
برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مُنحت جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي ينظّمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، الموسيقار المصري عمر خيرت جائزة شخصية العام الثقافية في دورتها السابعة عشرة، تكريماً لمسيرته الإبداعية التي امتدت لعقود قدّم خلالها مجموعة من الأعمال الموسيقية الخالدة أسهمت في تشكيل وجدان وثقافة شعوب المنطقة.
وقد وافق مجلس أمناء الجائزة على قرار الهيئة العلمية للجائزة بمنح الموسيقار عمر خيرت الجائزة تقديراً لجهوده المتميزة وأعماله الموسيقية اللافتة، التي أحدثت نقلة في تقديم الأعمال الموسيقية، ببصمة خاصة وواضحة، تجلت في العديد من المقدمات الموسيقية الخاصة بالأفلام والأعمال الدرامية، وتميزت بشخصيتها وبجُملها الموسيقية التي تتسم بالعمق والثراء والتدفق.
وعن هذا الاختيار قال سعود عبد العزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «رسخت أبوظبي مكانتها منارة للإشعاع الثقافي، وحاضنة للفنون من خلال مبادراتها العديدة، ومن أبرزها «جائزة الشيخ زايد للكتاب» التي تهدف إلى دعم وتمكين فرسان الكلمة والمُبدعين. وتحتفي جائزة شخصية العام الثقافية سنوياً بأحد الرواد تقديراً لإسهاماته في النهوض بالثقافة العربية وتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام. سعداء بمنح الجائزة هذا العام للفنان الكبير عمر خيرت، باعتباره رمزاً للموسيقى في العالم العربي، وأحد ألمع فنانيها. ويُشكل خيرت نموذجاً للسعي المستمر للابتكار والتجديد والتميز، حيث ترك بصمته على صناعة الموسيقى والمشهد الثقافي بصورة عامة، إلى جانب دوره الفعال في دعم الحوار بين الثقافات من خلال موسيقاه. وتتماشى مسيرته وإنجازاته مع رؤيتنا الرامية إلى رعاية الإبداع والفنون لبناء جسور تتجاوز الحدود وتجمع البشر من جميع أنحاء العالم».

  • عاصمة الفن

ويأتي تكريم الموسيقار عمر خيرت بالجائزة انطلاقاً من كون إمارة أبوظبي عاصمة للفن والإبداع، ومصنفة من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) «مدينة الموسيقى»، ونظراً لاهتمام الإمارة الكبير بالموسيقى جسر التقاء بين العالم العربي والثقافات الأخرى، تساهم بشكل هائل في تعزيز الانفتاح والتبادل الثقافي ودعم هذا القطاع، مما يعزز فرص الاندماج والهوية عبر المجتمعات وبين الأجيال.
وقال الدكتور علي بن تميم، أمين عام الجائزة، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «نحرص في الجائزة كل عام على إبراز أحد أهم قامات الثقافة والفن والإبداع، ممن أسهموا في إثراء الحركة الثقافية بجهودهم التي ستظل منارة للأجيال القادمة. ويمثل الموسيقار عمر خيرت أحد هذه القامات التي نفخر بها وبأعمالها التي ستظل عنواناً للفن والرقي. سيظل خيرت يفيض بموسيقاه العذبة ومعانيها السامية التي تحرك المشاعر الإنسانية، وتدفعها نحو تذوّق الفن الراقي. وتحمل إبداعات خيرت في طياتها ملامح ثقافتنا، فقد استطاع ببراعة مزجها بثقافات أخرى، نتجت عنها أعمال خالدة ضمنت خلودها في ذاكرتنا وهويتنا. وسنظل في جائزة الشيخ زايد للكتاب كل عام نعمل على إبراز أهم القامات الثقافية والأدبية والإبداعية في المنطقة والعالم، لنسلط الضوء عليها ونشجع الآخرين على التماس نفس النهج من أجل ميلاد قامات ثقافية أخرى في المستقبل نحتفي بها من جيل إلى جيل».

  • سيرة

ولد الموسيقار عمر علي محمود خيرت عام 1947 في حي السيدة زينب بالقاهرة لأسرة محبة للفنون، وعشق البيانو الذي اكتشف معه مناطق موسيقية جديدة في إحساس وذكريات وقوة الشخصية المصرية. وتخرج خيرت في معهد «الكونسرفتوار»، وكان من ضمن الدفعة الأولى من المعهد الموسيقى العريق، حيث درس العزف على البيانو على يد البروفيسور الإيطالي «كارو»، إلى جانب دراسته للنظريات الموسيقية. انتقل بعدها لدراسة التأليف الموسيقي في كلية ترينتي بلندن إلى أن اكتملت ملامح شخصيته الموسيقية المستقلة كمؤلف محترف يصوغ رؤاه الموسيقية الخاصة بجمل موسيقية مميزة تتسم بالعمق والثراء والتدفق.
انضم عمر خيرت في بداياته لفرقة (ليى بُتي شا - Les petits chats) التي كانت فرقة مصرية لموسيقى الروك نشأت في مطلع ستينات القرن الماضي، وعمل خيرت في الفرق كعازف درامز والتي كان لها أثر واضح في مؤلفاته مثل: «الخادمة»، و«رابسودية عربية»، وغيرها. وأطل عمر خيرت على الجمهور لأول مرة مع الموسيقى التصويرية من خلال فيلم «ليلة القبض على فاطمة» عام 1983.
وتوالت أعمال خيرت الموسيقية، إذ شارك في تأليف العديد من مقدمات المسلسلات، وتأليف الموسيقى التصويرية لها بطريقة مميزة خاصة به، حيث استطاع دمج الموسيقى الأوركسترالية الغربية بالأنغام الشرقية، مستخدماً آلات غربية مثل البيانو والأكسليفون وآلات النفخ كالكلارنيت والأبوا والساكس، إضافة إلى الآلات الشرقية المميزة كالأكورديون الشرقي والعود والقانون والكمان، ومن أهم أعماله، «قضية عم أحمد»، و«البخيل وأنا»، و«ضمير أبلة حكمت»، و«غوايش»، وليلة القبض على فاطمة.
وكان لعمر خيرت السبق في إعادة توزيع الأغاني التي لحنها محمد عبد الوهاب، من بينها «أنت عمري»، و«امتى الزمان يسمح»، فأعطى للأغاني مذاقاً خاصاً، حتى أن محمد عبد الوهاب شكر عمر خيرت على التوزيعات، واعتبرها أجمل هدية قُدمت له.
حصد عمر خيرت عشرات الجوائز وشهادات تقدير مصرية وعربية عن أعماله منها جائزة الفارس الذهبي عام 2001 من اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري عن أغنية «المصري»، من فيلم «سكوت ح نصور»، وجائزة اوسكار السينما المصرية من جمعية فن السينما المصرية عام 2003 عن فيلم «مافيا»، واستفتاء الجمهور لأحسن موسيقى تصويرية عام 2005 عن مسلسل العميل 1001.
تتنوع حفلات الموسيقار عمر خيرت في مختلف بلدان العالم العربي والعالم، وقد قدم عام 2000 موسيقى أوبريت «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان». وبالمجمل، فإنّ أعمال خيرت الموسيقية استطاعت أن تنقل الموسيقى العربية إلى أفق عالمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mryfrbxs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"