تحت العنوان نفسه

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

د. حسن مدن
قبل أسابيع تحدثنا عن ما وصفناهما بالكتابين الشقيقين، اللذين حملا ذات العنوان، وهو «الأدب وفنونه»، وللتذكير، فإن مؤلفي الكتابين هما محمد مندور (1907 – 1965) وعزّ الدين إسماعيل (1929 - 2007)، ونرغب اليوم في الحديث عن كتابين يحملان عنواناً واحداً أيضاً هو «في الأدب والنقد» أحدهما لمحمد مندور نفسه، أما الآخر فللدكتور شوقي ضيف (1910- 2005)، ولكن ليس بوسعنا الجزم بأنهما كتابان شقيقان.

وإذا كانت سيرة مندور التي أتينا على بعضها سابقاً تصفه بأنه ناقد أدبي وأستاذ اللغة الذي مارس الصحافة والتدريس الجامعي، وعاش تاريخاً حافلاً بمعارك سياسية وفكرية، فإن سيرة شوقي ضيف تصفه بالأديب واللغوي، والرئيس السابق لمجمع اللغة العربية المصري، ويعد علامة من علامات الثقافة العربية، ألّف عدداً من الكتب بلغ عددها نحو خمسين مؤلفاً، في مجالات الأدب العربي. ومن بين مؤلفاته كتب: «تجديد النحو»، «تيسيرات لغوية»، «الفصحى المعاصرة»، وفيها تناول «تجديد قواعد النحو وتبسيطها، لتصبح أسهل بالتعامل، وأن تبعد الضجر عن المتعلمين لها»، كما عرف عنه تقصيه لتطوّر الأدب العربي في عصوره المختلفة، وتأثير آداب وثقافات البلدان التي بلغها العرب في أدبهم، فهو تناول أدب العصر الجاهلي والإسلامي الأول والعباسي والأندلسي وغيرها.

على خلاف التشابه في محتوى كتابي محمد مندور وعزّ الدين إسماعيل حاملي عنوان «الأدب وفنونه»، سنجد أن ما يجمع بين كتابي مندور وشوقي ضيف «في الأدب والنقد» لا يتعدى العنوان، فلكل منهما طريقته في التناول، وموضوعاته التي لا تكاد تتشابه مع موضوعات الآخر، فإذا كان مندور حدا في «الأدب والنقد» ما حداه في «الأدب وفنونه» من استعراض المدارس الأدبية، والنقدية خاصة، متناولاً النقد الأدبي والنقد المسرحي وأنواع المدارس النقدية، ومقدماً ما يشبه اللمحات من تاريخ النقد بدءاً من أرسطو مروراً بالحقب التاريخية التالية، فإن شوقي ضيف نحا منحى آخر مختلفاً.

محتويات كتاب ضيف تشير إلى عناوين مثل عناصر الأدب وأسلوبه، والخيال فيه، والعلاقة بين اللفظ والمعنى، والصلة بين الأدب والفن، ومتناولاً حتى الانتحال أو ما وصفه ب «السرقات الأدبية»، ومحاولاً أيضاً تسليط الضوء على التراث المجهول للنقد في الأدب العربي القديم، عارضاً لكتاب «العمدة» لابن رشيق وللنقد في كتاب «الأغاني» وكذلك لموازنة الآمدي بين أبي تمام والبحتري.

يفصل بين تاريخي طبعتي الكتاب اللتين عدنا إليهما نحو عشرين عاماً، وفي كلمات يمكن القول إن كتاب مندور أقرب إلى الكتاب التعليمي، ولا غنى عن هذا النوع من الكتب، فيما كتاب شوقي ضيف أقرب إلى التحليل والدراسة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/25kyp87e

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"