لم يذكرهم التاريخ.. لكن

00:40 صباحا
قراءة دقيقتين

تمر بين وقت وآخر علينا أسماء لمخترعين ومبتكرين، وعلماء، وضعوا نظريات ملهمة، غيرت التفكير البشري، أو ساهمت في تقدم الإنسان، وتغيره من حال إلى حال أفضل. وهناك قائمة طويلة تكاد لا تنتهي لعلماء وعباقرة، أذهلوا العقل البشري، وساهموا في الدفع بالبشرية نحو الأمام.

في كل علم من العلوم الحديثة أو القديمة، يقف خلف تطوره وتميزه أناس أفنوا أعمارهم في دراسته وتطويره، ووضعوا النظريات، والآراء ووجهات النظر، وقاموا بمئات من التجارب، والدراسات والبحوث، للوصول لحقيقة ضبابية، قد نراها اليوم بديهية وواضحة، لكن قبل قرن من الزمان، كانت ضرباً من ضروب الخيال.

عندما نفكر بهذه السلسلة البشرية التي ساهم في عمقها ومسيرتها العقل البشري، نستطيع أن نرى بوضوح أن كل اختراع أو مبتَكَر، أو كل إثبات لحقيقة علمية، كان يقف خلفها نساء ورجال مجهولون، يختلفون تماماً عن تلك الأسماء التي نتداولها، ونرجع لها الفضل، خاصة إذا كانت تلك الكشوف العلمية، أو المخترعات، تحتاج للعمل الجماعي، وكان يقف خلفها فريق من الباحثين، والمصممين الذين طوروها وساهموا في خروجها للنور، لكن لا يظهر لنا، إلا مدير المشروع، أو رئيس فريق العمل، أو المشرف العام على المشروع. ومثل هذه الحالة نجدها، مع عالم مثل توماس ألفا إديسون. وحسب موقع «ويكيبيديا»، فإنه: «يمتلك 1093 براءة اختراع أمريكية، تحمل اسمه، فضلاً عن العديد من براءات الاختراع في فرنسا وألمانيا، مثل: تطوير جهاز الفونوغراف، وآلة التصوير السينمائي، بالإضافة إلى المصباح الكهربائي المتوهج العملي الذي يدوم طويلاً، كما قد طور عدة أجهزة مثل مولد الطاقة الكهربائية، والاتصال الجماهيري، وتسجيل الصوت والصور المتحركة، ونفذ مبدأ الإنتاج الشامل والعلوم المنظمة والعمل الجماعي، على نطاق واسع لعملية الاختراع..»، وغيرها من المخترعات.

والحقيقة أن تلك المخترعات متنوعة، ومتعددة، وفي مجالات علمية كثيرة، لا يمكن لأديسون، الإلمام بها، ولكن، وكما هو واضح، كانت شركته تشتري حقوق تلك المخترعات والأفكار، من أصحابها، ثم تسجل براءات الاختراع باسمه. الحقيقة، أنني لست في هذه السطور القصيرة، أحاكم هذه الشخصية التاريخية، وبغض النظر عن الطريقة التي أتبعها، فقد ساهم في التطور والتقدم الحضاري، لكني أعود للقول بأنه من المفترض أن تبقى المخترعات بأسماء أصحابها، حتى ولو باعوا حقوقها الفكرية والعلمية، وهذا يجب ألا ينسينا أن هناك أسماء، لم تذكر في التاريخ، مع أنها خدمت البشرية، ولكنهم غير منسيين عند الله.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wjaztsh

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"