عادي
سيف بن زايد يشهد محاضرة «تكنولوجيا متقدمة لمواجهة التغير المناخي»

شارون مكفرسون: «كوب 28».. فرصة استثنائية في تاريخ البشرية

01:20 صباحا
قراءة 5 دقائق

أبوظبي: سلام أبوشهاب

استضاف مجلس محمد بن زايد، مساء أمس الأول، محاضرة بعنوان «تكنولوجيا متقدمة لمواجهة تحديات التغير المناخي»، شهدها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وألقتها الدكتورة شارون مكفرسون مستشارة استراتيجية لهيئات دولية وحكومات، ومؤسسة «غرين جوبز ماشين»، وذلك بقصر البطين في أبوظبي.

أكدت الدكتورة شارون مكفرسون أن المؤتمر الثامن والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «كوب28» الذي تستضيفه دولة الإمارات يحظى بأهمية كبيرة لعدة أسباب، أولها: أن المؤتمر المقرر انعقاده في نوفمبر المقبل، سيشهد أول تقييم عالمي لمستوى التقدم الجماعي الذي حققته البلدان بشأن هدف اتفاق باريس، وهو الحد من زيادة درجات الحرارة عن 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، وذلك مقارنة بمتوسط درجات الحرارة في عصر ما قبل الثورة الصناعية، كما أن المؤتمر سيمثل فرصة لتقييم نهج دولة الإمارات في معالجة تغير المناخ، والذي تصفه الحكومة بأنه عملي وشامل ويهدف إلى عدم ترك أي طرف يتخلف عن الركب.

كوب 28

قالت مكفرسون، إنه لأول مرة في تاريخ مؤتمر الأطراف، يتم اختيار مدير تنفيذي لإحدى الشركات التجارية المهمة رئيساً للمؤتمر، وهو ما يبعث رسالة واضحة بشأن الأهمية المتزايدة لمجتمع الأعمال في مكافحة تغير المناخ، لذا أردت أن أظهر دعمي لأنني أومن بالنهج العملي الواقعي، مؤكدة أن الدكتور سلطان الجابر يجب أن يترأس مؤتمر الأطراف، فلدينا 17 هدفاً للتنمية المستدامة، و169 هدفاً، و262 مؤشراً.

وأضافت أن 197 دولة ستحضر إلى الإمارات لحضور المؤتمر، مؤكدة أن الدورة المقبلة في الإمارات تمثل فرصة استثنائية في تاريخ البشرية، فالعالم سيستمع للإمارات التي وضعت خطط استراتيجية مع دول العالم، بعد أن أنففت المليارات وتشارك مع جهات من جميع أنحاء العالم، ولم تترك أي دولة تتخلف عن الركب، مشيرة إلى أهمية التركيز على المرونة، لأنها قد تُحدث فرقاً.

وأضافت أن هذا النهج يتطلب التحلي بالشجاعة والالتزام بأساليب جديدة وجريئة في التفكير والمبادرة، إضافة إلى تحسين قدرة الشركات والحكومات على مواجهة التحديات التقليدية للتغير المناخي مثل طبيعته المعقدة وغير الواضحة، ومثل هذا النهج يقتضي الاستثمار بشكل مختلف في المجتمعات التي تخلفت بالفعل عن الركب، ولتحقيق هذه الأهداف، يتوقع من الإمارات أن تطرح أساليب وآليات فعالة يمكن للدول تبينها من أجل الاستثمار فيما يسمى «المرونة المناخية».

وأكدت أن التكنولوجيا جنباً إلى جنب مع الاتصال البشري والتعاطف، يمكن أن تلعب دوراً محورياً، في سد الفجوة بين القطاعات الصناعية والمجتمعات، وبينما نتطلع إلى استضافة «كوب 28»، فإن هذه الرسالة المهمة تتماشى مع قيم الإمارات في تعزيز النمو الشامل.

المرونة

أضافت مكفرسون، أن لدينا عالمياً كربون في غلافنا الجوي، وفقاً لعلماء المناخ، أكثر مما كان لدينا منذ أكثر من 125 مليون عام، ومنذ سنة 1970 ارتفعت درجة حرارة الأرض بشكل أسرع من أي وقت مضى، مما يضعنا أمام تحدٍ وجودي لا يمكن التنبؤ بعواقبه، ونظراً لأن العقد الماضي كان الأكثر سخونة منذ 125 ألف عاماً، فمن الضروري أن نتبنّى المرونة كمفهوم أساسي في بناء واستدامة البنية التحتية وتوليد الطاقة وزراعة الغذاء واستراتيجيات الاستثمار.

وأكدت المحاضرة أن العالم لديه أقوى آلة في الكوكب داخل رؤوسنا، مضيفة أن أحد أهم الأمور التي علينا التفكير فيها هو كيفية تحويل رأس المال على نطاق واسع لتمويل المرونة، لأننا إن لم نمول قدرتنا على الاستعداد للظروف المتقلبة والصعبة، فلن نتمكن من التكيف مع تلك الظروف أو التخفيف من وطأتها، لذا علينا أن نعتبر المرونة جسراً.

وقالت حتى لو وصلنا إلى صفرية انبعاثات الكربون الآن وليس عام 2050، فإننا سنظل نمر بأحداث مناخية سلبية في المستقبل المنظور، استناداً إلى بعض أفضل علماء مناخ على كوكب الأرض، مؤكدة على أن الحلول الأكثر إلهاماً ليست أكثر التكنولوجيا تطوراً على هذا الكوكب، وإنما تلك التي تأتي من الإبداع البشري.

تكنولوجيا الفضاء

أوضحت مكفرسون أنه يمكن للتكنولوجيا المتقدمة مثل تكنولوجيا الفضاء، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والتنبؤ القائم على التحليل أن تدعم قدرتنا على اتخاذ إجراءات حاسمة على الرغم من التعقيد الذي يتسم به الاستثمار في المرونة المناخية وبيئات الأعمال الحالية، ولكن تحقيق التوازن بين قدرتنا على تطوير التقنيات المتقدمة وتوجيهها نحو الاستخدام المناسب، يتطلب توافر الموارد والقدرات، وغالباً ما تكون الحكومات والمجتمعات التي هي في أمسّ الحاجة إلى هذه الموارد أضعف من أن تستطيع الحصول عليها، ولمواجهة التحديات المتعلقة بقياس المرونة المناخية، وإنشاء ممارسات تعتمد على البيانات، وتوجيه رأس المال إلى المجتمعات المحتاجة، يتعاون خبراء التكنولوجيا مع متخصصي التغير المناخي والمستثمرين ونشطاء المجتمع على مستوى العالم.

الشباب الإماراتي

أضافت مكفرسون أن أحد الأشياء التي كانت تفعلها منذ وصولها إلى الإمارات هو التجول وقضاء الوقت مع الشباب، وتسأل الشباب الإماراتيين عن أكثر ما يحبونه ويفتخرون به كونهم إماراتيين، و«يقولون قادتهم، ويقولون إن أكثر ما يفخرون به هو أن قادتهم يصغون إليهم، وأن القيادة تعتني بهم، مشيرة إلى أنه لا توجد دول كثيرة يُكنّ الشباب فيها هذا الشعور تجاه قادتهم، لذا، تهانينا، وهكذا، نحن نعرف أنكم تبلون بلاءً رائعاً في القيادة.»

وفي معرض ردّها على الذكاء الاصطناعي والبيانات لا يمكن للمرونة أن تنجح، لأن الذكاء الاصطناعي ما هو إلا أداة مثل أي تكنولوجيا، إن سلّمت المسؤولية لأشخاص فاسدين وأشرار.

أجابت: «قلقي الأكبر ليس مستقبل الذكاء الاصطناعي، وقلقي الأكبر هو بشأن الوعي السائد على هذا الكوكب والانهيارات المجتمعية، مشيرة إلى أنه كل بضعة أسابيع في الولايات المتحدة، يحدث إطلاق نار جماعي لدينا مشكلة خطيرة».

وأكدت أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي لإحداث فارق في حياة المجتمعات الضعيفة، لذا فإن الذكاء الاصطناعي مهم جداً، لأنه من دون الذكاء الاصطناعي مهما كنا أذكياء لا يمكننا تحليل البيانات التي نحتاج إلى تحليلها.

الحياد الكربوني

في بداية المحاضرة تم عرض فيديو تسجيلي تحدثت فيه الدكتورة شيخة الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي، حيث قالت إن الإمارات التزمت بتحقيق الحياد الكربوني، ولدى الإمارات خطة واضحة وطموحة للوصول إلى الحياد الكربوني والانتقال من الطاقة التقليدية إلى المتجددة والاقتصاد الأخضر.

وأوضحت أن أشجار القرم تلعب دوراً رئيسياً في التغير المناخي، حيث لها القدرة على امتصاص 4 أضعاف الكربون مقارنة بغابات الأمارون، مشيرة إلى خطة الإمارات لزراعة 100 مليون شجرة قرم حتى عام 2030، ويستخدم في ذلك تقنية الزراعة بطائرات بدون طيار والتي اعتمدها المنتدى الاقتصادي العالمي من بين أفضل 12 ابتكاراً حول العالم توفر حلولاً لمواجهة التحديات التي تواجه المحيطات.كما تحدث في الفيديو الدكتور سعيد آل حسن الخزرجي الذي أشار إلى ابتكار تم التوصل إليه، وهو عبارة عن جهاز يوضع على المسطحات المائية لإنتاج مياه نقية خالية من الأملاح بدون الحاجة للكهرباء.

مكفرسون في سطور

د. شارون مكفرسون حاصلة على درجة الدكتوراه في فقه القوانين، والبكالوريوس في التجارة الدولية والتمويل، وبكالوريوس في الاقتصاد، ودراسات ما بعد الدكتوراه في التقنيات الأسية، وعضو هيئة تدريس مادة «تمويل المشاريع» في كلية الدراسات العليا للأعمال بجامعة (كيب تاون)، وهي الشريك المؤسس، ومديرة مركز التقنيات التجديدية، والشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Green Jobs Machine، وهي منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحليل المرونة في مواجهة تغير المناخ، وهي أيضاً المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة «WiND» التي تعدّ أكبر مجموعة استثمار في البنية التحتية للمرأة في إفريقيا، ومديرة تنفيذية للخدمات المصرفية والمالية بخبرة تزيد على 30 عاماً، وجمعت أكثر من ملياري دولار من الاستثمارات الأجنبية لتمويل تطوير البنية التحتية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي المؤسس المشارك لجمعية «المرأة في تطوير البنية التحتية والطاقة» التي استفاد من مشاريعها أكثر من مليون شخص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4taaha4e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"