آفة المخدرات

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

خلق الله تعالى الإنسان، وميزه عن باقي المخلوقات الأخرى، بالعقل والقدرة على الاختيار والتمييز بين الخطأ والصواب، وجعل حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، ومع ذلك نجد بعض الشباب يتجه لإدمان المخدرات والسموم القاتلة، التي تضر بالصحة وتدفعه لارتكاب مزيد من الآثام كالسرقة والقتل والانتحار، وإلقاء نفسه إلى التهلكة.
ويعاني الأشخاص المدمنون، اضطرابات شديدة وعواقب وخيمة؛ لأنها تفقدهم السيطرة على أنفسهم، وقد تؤدي في النهاية إلى فقدانهم لأرواحهم، ويشمل تعاطي المخدرات والكحوليات أو أي مواد تذهب العقل، فالمدمن يعاني اضطرابات وتشوهات في التفكير والسلوك والوظائف الجسمية، فهي تسبب تغييرات في نشاط الدماغ، وهو ما يجعل لديه الرغبة الشديدة في تناول العقار أو المخدر بشكل مستمر، ومن الأسباب التي تجعل الشخص يبدأ بتناول هذه السموم: الشعور بالرضا أو السعادة وتخفيف التوتر، والشعور بالنشاط وحب الفضول الزائد وتقليد الآخرين، والتهرب من واقعه الأليم، ومن أبرز أضرارها ضعف السيطرة على النفس، والرغبة الشديدة في التعاطي بأي ثمن، وكذلك المشاكل الاجتماعية والعملية، والتخلي عن الأنشطة المجتمعية، والاتجاه إلى العزلة.
فعلى الحكومات والمنظمات والهيئات، العمل على مكافحة انتشار المخدرات، ونشر وسائل الوقاية من أخطار هذه السموم، فمؤسسات الدولة تبذل جهوداً جبارة في منع انتشار تلك المواد الضارة، وكذلك تغليظ العقوبات على أي فرد يثبت أنه يقوم بجلب أو بيع تلك المواد بين الشباب، وتوفير أماكن لممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية، كما تقوم الدولة كذلك بتوفير المستشفيات والأماكن المخصصة لعلاج الشباب الذين انجرفوا في دهاليز الضياع، وتتمتع تلك الأماكن بالسرية، ويقع على عاتق المدرسة كذلك دور كبير في رفع وعي الشباب بمخاطره، بحيث يتم تخصيص حصص خاصة لتوعية الطلبة بالآفات الاجتماعية، وتضطلع دور العبادة أيضاً بدور مهم في مكافحته، فجميع الشرائع السماوية تدعو إلى الابتعاد عن المخدرات والالتزام بالآداب والأخلاق الحميدة، وتلعب الأسرة دوراً محورياً في تربية الناشئة وتهذيبها، ويشمل تربية الأطفال على القيم الحميدة، وإشراكهم في الألعاب الرياضية والترفيهية، ومتابعة الأبناء وخاصة المراهقين، ونصحهم بالابتعاد عن أصدقاء السوء، والاستماع لمشاكلهم، وعدم إغداق الأموال بكثرة عليهم؛ لأنها تكون هدفاً لمروجي السموم القاتلة.
وعليه فإنه يتضح لنا مدى خطورة تلك السموم وعواقبها الوخيمة على حياة الإنسان، فهي من الآفات الاجتماعية الخطيرة؛ لأنها تبذر الخراب وتزرع المرض وتحصد الأرواح، والطريق الأول لتدمير صحة الإنسان وجسده وحياته، فعلى الأسرة والمدرسة والمؤسسات المعنية جميعها التكاتف والتعاضد لتوفير الوسائل الوقائية والعلاجية من أخطار هذه الآفة التي تهدد حياة الفرد والأسرة والمجتمع، وتكون بمثابة درع يصون أمن الأفراد.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yyubnb6b

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"