«هجوم الربيع» إذا حصل !

01:13 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

هل هو بداية «هجوم الربيع» الذي هددت به أوكرانيا منذ أشهر، أم هو «بروفة » لجس نبض القوات الروسية في أكثر القطاعات ضعفاً على الجبهة في خمسة قطاعات باتجاه جنوب إقليم دونيتسك؟

 أياً يكن الأمر، فقد أعلنت موسكو أن الهجوم الأوكراني الذي وقع فجر الأحد الماضي، وتكتمت عليه أوكرانيا دون الإشارة إليه أو الكشف عن نتيجته، جرى بواسطة 6 كتائب آلية وكتيبتي دبابات، وأدى بحسب وزارة الدفاع الروسية إلى «مجزرة» لحقت بالقوات المهاجمة وبالمعدات العسكرية التي استخدمت فيه، إذ تم القضاء على 1500 جندي، وتدمير 28 دبابة بما فيها 8 دبابات ليوبارد و3 دبابات بعجلات، فرنسية الصنع، و109 مدرعات قتالية. وأشارت الوزارة إلى أن رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف أشرف على المعركة.

 كان الرد الأوكراني بنشر وزارة الدفاع مقطع فيديو يُظهرعناصر من القوات التابعة لها وهم يشيرون بعلامة الصمت، وحمل الفيديو عنوان «الخطط تحتاج إلى الصمت»، وأنه لن يكون هناك إعلان لموعد بدء الهجوم.

 الإعلان الروسي والصمت الأوكراني هما وسيلتان من وسائل الحرب النفسية التي تستخدم في الحروب، حيث يتم اللجوء إلى أساليب الدعاية والوسائل السيكولوجية والمعنوية للثأثير في معنويات العدو واتجاهاته. فروسيا تريد من وراء إعلانها نتائج الهجوم تثبيط عزيمة الأوكرانيين وخلق حالة من الوهن في صفوفهم، وأوكرانيا تريد من التزام الصمت إبقاء القوات الروسية في حالة عدم يقين حول ما إذا كانت بدأت الهجوم أم لا، خصوصاً أن الربيع انتهى وبدأ فصل الصيف. لكن كييف تؤكد أن الاستعدادات للهجوم اكتملت وتم إعداد القوات والأسلحة، خاصة بعد الحصول على العتاد والأسلحة المطلوبة من الدول الغربية. ووفقاً لخبراء عسكريين فإن الوقت بات مناسباً الآن حيث باتت الأرض أكثر صلابة وجفافاً لأنه من الصعب استخدام الدبابات وإجراء مناورات على أرض موحلة.

 بعض الدول الغربية مفرط في التفاؤل بنتيجة الهجوم الذي قد يؤدي إلى اختراق الدفاعات الروسية واستعادة أجزاء كبيرة من الأراضي التي احتلتها القوات الروسية، بما فيها شبه جزيرة القرم، وبالتالي خلق أمر واقع جديد في الميدان ينتهي بهزيمة روسية، كما تريد واشنطن وحلفاؤها. 

 لكن هناك وجهة نظر أخرى معاكسة تماماً تقول إن أي هجوم أوكراني ليس مضمون النتائج بل ربما قد ينتهي بكارثة للقوات الأوكرانية، وبالتالي سيشكل ذلك ضربة قاصمة للتحالف الغربي وأهدافه. وفي الحالتين، فإن روسيا لن تقبل بالهزيمة وسوف ترد بما تمتلك من وسائل، كما أن الغرب لن يتحمل هزيمة أوكرانيا الذي استثمر في قوتها مليارات الدولارات، واستخدم كل وسائل الحروب الهجينة، السياسية والاقتصادية والتقنية والاستخباراتية، وبالتالي فإن الموقف يصبح أشد خطراً من حيث ما يمكن أن يتأتى من ردود فعل غير متوقعة أو محسوبة النتائج. وبالتالي لن تنشأ فرصة لإجراء مفاوضات سلام إلا عندما يظهر توازن قوي مستقر بين القوى الكبرى، يدرك فيه الغرب حدود قوته، ويقتنع بعدم جدوى اللجوء إلى التصعيد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc3tzw65

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"