عادي

الشارقة تكرم أربعة أدباء موريتانيين

14:45 مساء
قراءة 5 دقائق
تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط، النسخة الرابعة عشرة من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي احتفى بـ«4» أدباء موريتانيين، هم: الكاتب محمد ودادي، والشاعر د. أحمد إمبيريك، والناقدة د. مباركة بنت البراء، والروائي د. محمدو إحظانا.
ويأتي الملتقى تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، بتكريم قامات أدبية أسهمت في خدمة الثقافة العربية المعاصرة، ويحلّ للمرة الثانية في موريتانيا.
وأقيم حفل التكريم في قصر المؤتمرات في نواكشوط، بحضور عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وحمد بن غانم المهيري سفير الإمارات لدى موريتانيا، والشيخ ولد معي المكلف بمهمة في وزارة الثقافة الموريتانية، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وجمهور كبير من المثقفين والأكاديميين والأدباء الموريتانيين، وأهالي المكرّمين الأربعة. وأدار فقرات الحفل الدكتور عبدالله السيد.
وألقى عبدالله بن محمد العويس كلمة، أكد في بدايتها أن تجدّد اللقاءات الثقافية، يعزز أواصر العلاقات الأخوية التي تجمع الإمارات وموريتانيا، في ظل قيادة رشيدة تؤمن بأهمية التكامل العربي في كافة المجالات، وقال: «ها نحن نلتقي مجدداً في مناسبة ثقافية لافتة، وإنه لمن دواعي السرور أن تتعدد تلك المناسبات بين دائرة الثقافة بالشارقة ووزارة الثقافة في موريتانيا، لتمثّل نموذجاً للتعاون العربي، الذي نتج عنه العديد من الأنشطة المتنوعة، معتزّين بهذا التعاون؛ حيث نشهد في هذا الملتقى حفل تكريم كوكبة من المبدعين الموريتانيين، تقديراً لعطائهم وجهودهم المخلصة في خدمة الثقافة العربية». ونقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السموّ حاكم الشارقة للمكرمين.
*دلالات ورسائل
ومن جهته، رحّب الشيخ ولد معي بالحضور، مؤكداً في بداية كلمته متانة العلاقات الأخوية التي تجمع موريتانيا والإمارات، والتي تجسدها وفي أبهى صورها القيادة الرشيدة للبلدين.
وأضاف: «إن ملتقى التكريم الثقافي الذي يحلّ للمرة الثانية في موريتانيا، تشرق فيه شمس الشارقة على أرض المنارة والرباط، بفضل رائد العمل الثقافي العربي، مؤسس هذا الملتقى صاحب السموّ حاكم الشارقة، والملتقى يحمل أكثر من دلالة وأكثر من رسالة لموريتانيا، كيف لا وهو يمثل لفتة كريمة لشخصيات وطنية أدبية وفكرية بهذا الحجم، لشخصيات ألّفت وأبدعت، وعمّ نفعها الثقافي والأدبي والفكري وطننا العربي الكبير».
وجدّد الدكتور عبدالله السيد الترحيب بالحضور، قائلاً: «نلتقي اليوم تحت ظلال ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، هذا الملتقى الذي سنّه صاحب السموّ حاكم الشارقة، تقديراً لجهود مثقفي الأمة المخلصين، وتثميناً لما قدموا من إنتاج علمي ومعرفي وفني؛ وذلك إدراكاً منه لصعوبة الكتابة، وللتحديات التي تواجهها لغتنا وثقافتنا».
وتابع: «رأى صاحب السموّ حاكم الشارقة، أنه لا سبيل للنهوض والمقاومة إلا ببناء الإنسان، واستعادة الدور الحضاري، إلا بالثقافة؛ فكانت مبادرات سموّه الرائدة ومكارمه التي نتفيأ اليوم ظلال واحدة منها، تسعى لتكريم أربعة أعلام من أعلام هذه الأرض، تمكنوا بجهودهم الفردية، وبشعورهم بالمسؤولية من تسجيل أسمائهم في سجل الأعمال غير المنقطعة».
وأضاف: «أجل لقد رفد هؤلاء المكرمون المكتبة العربية بكتابات مختلفة الأجناس، متباينة الاهتمامات، لكن الخيط الناظم لها ظل ظاهراً بين السطور ألا وهو: الحرص على أن تستعيد الأمة والإبداع واللغة المكانة اللائقة، وأن تستمر القيم الرفيعة، فهنيئاً لهم بهذا التكريم».
*تحفيز دؤوب
وأعرب المكرمون الأربعة عن سعادتهم، مؤكدين أن الملتقى مبادرة نبيلة من صاحب السموّ حاكم الشارقة، وأشاروا إلى أن جهود سموّه في خدمة العلم والعلماء، لها أثرها الواضح في الثقافة العربية، معتبرين أن التكريم تقدير نبيل بالإسهامات الفكرية والإبداعية للمثقفين العرب، وتحفيز دؤوب على العطاء والاستمرار.
وقال محمد ودادي: «إنه لشرف لي أن أكون ضمن هذه الكوكبة من المفكرين والأدباء والشعراء المكرمين من الشارقة، بتوجيه من حاكمها المثقف النبيل، وبذلك يؤكد سموّه نهجه في نشر الثقافة العربية في الوطن العربي وفي إفريقيا؛ حيث كان سبّاقاً في صون اللغة العربية وترقيتها ونشرها، إدراكاً بأنها الوعاء الذي يجمع أبناء الأمة العربية والإسلامية، ومصدر الوحدة والتضامن، والسبيل إلى نشر العلم وتعميمه».
وشكر د. أحمد إمبيريك الشارقة على تكريمها له، قائلاً: «أود أولاً أن أتوجه بالشكر والامتنان إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة، واللغة العربية اليوم تجد تحدياً كبيراً وسموّه أفضل من يسندها، وإني لأشكر بيت الشعر في نواكشوط على النشاط الثقافي الدؤوب والمتنوع والغني، والذي ينير شعاعه دروب الثقافة في نواكشوط وسائر البلد، وعلى الثقافة العربية في عالم اليوم أن تكون قوية بحاضرها وماضيها ومستقبلها، فكل أمة لا ماضي لها لا حاضر لها، وكل أمة لا حاضر لها لا مستقبل لها، والثقافة هي الخيط الناظم للماضي والحاضر».
وأكدت مباركة بنت البراء أن أي تكريم لمثقف هو تكريم للثقافة كلها، مشيرة إلى أنها تلقت خبر اختيارها كمكرمة بفرحة غامرة من «عاصمة الثقافة الشارقة»، موضحة أن مساحة الكلمات تضيق عن وصف ما يحمله الحدث من معانٍ سامية وإنجاز مشهود.
وأعرب محمدو إحظانا عن شكره وامتنانه إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة، متحدثاً عن نتاجات سموّه الأدبية والتاريخية، وقال: «ليس هناك من أمة نهضت دون الثقافة، فحتى العلوم الدقيقة لم يحمِها سوى الثقافة، وها نحن اليوم نرى رأي العين كيف لحاكم مثقف يقوم بهذا الدور الكبير خدمةً للثقافة وللأمة».
وفي ختام الحفل، سلّم عبدالله بن محمد العويس ومحمد القصير، شهادات تقديرية للمكرمين الأربعة، ممهورة بتوقيع صاحب السموّ حاكم الشارقة.
وصاحَب حفل التكريم معرض لإصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وكان من بينها: مجلة الشارقة الثقافية، ومجلة الرافد، ومجلة القوافي، ومجلة المسرح، وشهد المعرض إقبالاً كبيراً من الحضور على المجلات؛ حيث اكتظ بجمهور القرّاء والأدباء الذين قادهم شغف القراءة إلى الاطلاع على عناوين الثقافة المتعددة.
*تثمين
ومن جانب آخر ثمّن محمد ولد إسويدات وزير الثقافة الموريتاني، الجهود التي تبذلها الشارقة في خدمة الثقافة العربية، ودورها الريادي في دعم الأدباء العرب، تحت رعاية وتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة.
وجاء ذلك، خلال لقاء جمع وزير الثقافة مع عبدالله بن محمد العويس، وبحضور محمد إبراهيم القصير، عشية حفل الملتقى، وذلك في مقرّ الوزارة في العاصمة نواكشوط.
وأكد إسويدات عمق العلاقات التاريخية الموريتانية الإماراتية المبنية على العديد من التعاونات، ومنها التعاون الثقافي مع الشارقة الذي يسير بوتيرة عالية وعمق كبير، لما تقدمه دائرة الثقافة من نشاط ثقافي بارز في البلاد.
وتحدث وزير الثقافة الموريتاني عن الملتقى، بوصفه حدثاً ثقافياً مميزاً، ويكرّم نخبة من الأدباء، موضحاً أن العمل الثقافي يدخل في صميم اهتمامات الحكومة الموريتانية.
وأشاد عبدالله العويس بالتعاون الوثيق مع وزارة الثقافة الموريتانية في إنجاح الفعاليات التي تنظمها دائرة الثقافة في الشارقة في موريتانيا، مؤكداً حرص صاحب السموّ حاكم الشارقة على دعم الفعل الثقافي في كافة أقطار الوطن العربي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yhk8zry5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"