ثورة الذكاء الاصطناعي

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

أصبح مفهوم الذكاء الاصطناعي منتشراً في كل المجالات، فهو قدرة الآلات على أداء الوظائف المعرفية البشرية باستخدام أذكى الأساليب كما يفعل الإنسان مثل الإدراك والتعلم والتفكير وحل المشكلات، وهو مصطلح استخدم لأول مرة من خمسينيات القرن الماضي، وكانت بداية الفكرة هو اختلاق تقنية تقوم بالتفكير كالإنسان؛ حيث تم تقديم نموذج يحاكي العقل البشري، فهو يعمل على إتمام المهام المعقدة، ما يؤدي إلى خفض التكاليف وزيادة الإيرادات؛ حيث يشهد هذا المجال تطوراً سريعاً للغاية ويمكن أن نلمس هذا الأمر بشدة من خلال تطور برامج الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب كل يوم.
إلا أن من أضراره ارتفاع الكلفة في التصليح والصيانة فهو لا يمتلك ذكاء طبيعياً ولا مشاعر وتعمل بنفس الكفاءة ولا تطور نفسها؛ حيث يفتقر للإبداع وأصبح تقليل النفقات هاجس المؤسسات والشركات، ما أدى إلى إحلال الآلة مكان الإنسان.
وبدأت رحلة التحول الحكومي بخدمات إلكترونية لتنطلق مرحلة جديدة تعتمد فيه قطاعاتنا وبنيتنا المستقبلية على الذكاء الاصطناعي، وأطلقت استراتيجية وطنية له وهي أحد مشاريعنا للمئوية 2071، حيث نريد أن يكون حاضراً في أعمالنا وحياتنا وخدماتنا الحكومية، وتعد الإمارات من الدول الأكثر استعداداً للمتغيرات التكنولوجية وتسعى إلى توفير بنية تحتية مستقبلية لتحسين أسلوب الحياة وسعادة الأفراد، فهي اليوم أكثر استعداداً للمستقبل وأكثر تفاؤلًا بأجيالنا القادمة وبحياة أكثر ذكاء وسهولة.
واعتمد مجلس وزراء استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، لجعل الإمارات رائدة عالمياً في هذا المجال؛ حيث تضم الاستراتيجية الوطنية 8 أهداف، وعدداً من المبادرات والتوجهات الهادفة إلى توظيفه وزيادة إسهامه في تطوير مجالات حيوية مثل التعليم والاقتصاد والفضاء والطاقة المتجددة والبيئة والمرور والنقل والصحة وتطوير الحكومة وخدمة المجتمع.
ويشرف مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية بالتعاون مع الشركاء والجهات الاتحادية في الدولة على تنفيذ استراتيجية تتمثل أهدافها في ترسيخ مكانة الدولة وجهةً عالمية للذكاء الاصطناعي وزيادة تنافسياتها في القطاعات ذات الأولوية عبر تطويره واعتماده في مجال خدمات المتعاملين وتحسين نوعية المعيشة وأداء الحكومة.
وفي الختام لا بد أن يعي الجميع أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في العصر الحديث، وأصبح المساند التقني بالنسبة للمؤسسات الطموحة، وكذلك الأشخاص لأنه يمتاز بمحاكاة العقول البشرية في طريقة تأدية الخدمات، ما يجعل استخدامه مألوفاً، وعلى الرغم من بعض التحديات التي تواجهه، فإنه يوفر درجة عالية من الأمان والأداء كما يسهل عملية الوصول إلى المعلومات، وأنه سيكون السائد والمسيطر ويمكننا التنبؤ بالدور الكبير الذي سيضطلع به في المستقبل؛ حيث سيكون له الفضل في مساعدة البشرية على التوصل إلى حلول ذكية وعملية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ch8bywd

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"