عادي
مخطوط نادر للمصحف الشريف من مكتوبات القرن السابع

مجمع القرآن الكريم يضيف مخطوط ياقوت المستعصمي إلى كنوزه النادرة

20:24 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: الخليج

أضاف مجمع القرآن الكريم بالشارقة إلى مقتنياته، مخطوطاً نادراً وفريداً من المصحف الشريف، يعود تاريخه إلى العصر العباسي، ويعد هذا الكنز الأثري القيّم إضافة نوعية؛ حيث يوفر للزائرين والباحثين الأكاديميين فرصة للاطلاع على تاريخ كتابة المصحف الشريف ومراحل تطورها.

الصورة

وقال الدكتور شيرزاد عبد الرحمن طاهر الأمين العام لمجمع القرآن الكريم: ناسخ هذا المخطوط هو ياقوت المستعصمي المتوفى عام 696ه والملقّب ب«قِبْلَة الكُتّاب»، خطّاط شهير وكاتب وأديب من أهل بغداد، رومي الأصل، من مماليك المستعصم بالله آخر خلفاء العباسيين، ويعد المستعصمي علامة فارقة في تاريخ الخط العربي بعد ابن مقلة وابن البواب، خط عدداً كبيراً من المصاحف، من بينها هذه المصحف النادر الذي يعود إلى أواخر القرن السابع الهجري، وتحديداً في شوال من عام 681 هجرية.

الصورة

وأضاف: هذه النسخة من المصحف الشريف من مكتوبات القرن السابع، ولا تزال تحافظ على أصلِ مادتها، ونضارة ورقها، ورشاقةِ حبرها، وإضاءةِ زخرفتها، فلم تتعرّض لِلْأَرَضَةِ أو الرّطوبة، ولم تتفكّك أو تتمزّق بفعلِ الأيام؛ بل يحسبها متفحّصها مما خطّته يدُ الأمس، لكنها أصيبتْ بقليل أثر من رطوبة ظهرت في بعض أوراقها، من غير تأثير في مادة الورق أو الخط وإنما أَثَّرَت في الحبر يسيراً، فنلاحظ أنّ بعض رؤوس الآيات تعرضت لذوبان تذهيبها، ما ظهر على الورقة التي تليها أو وجهها الآخر ولم يؤثر فيها.

الصورة

ولقد انتقلت هذه النسخة الشريفة من العراق؛ حيث كان يقيم ناسخها ياقوت المستعصمي إلى بلاد التُّرك ثم ما زالت متنقلة بين أيدي المعتنين تكلؤها عين الرعاية حتى وصلت بعد قرون إلى الخزانة الحميدية في أوقاف السلطان عبد الحميد خان بن السلطان أحمد، فانتقلت بين خزانتي بغداد وإسطنبول، واستقرت في المكتبة السليمانية في إسطنبول.

الصورة

وأضاف: اعتمد المستعصمي مذهب الكوفيين في عدد آي القرآن في كلّ السور، ولم يسلك مسلك البصريين والشاميين والمدنيين والمكيين إلا حال الاتفاق مع الكوفيين، وسمى المستعصمي بعض السور بغير أسمائها المشتهرة في المصاحف، مثل سورة {فاطر} سمّاها بالملائكة، وسورة {غافر} سمّاها سورة الطّول، وسمى سورة {الزلزلة} بسورة الزلزال، واختار لسورة {البينة} من أسمائها {لَمْ يَكُن}، وأما التصنيف المكي والمدني للسور فلم ينصّ الناسخ عليه في كلّ سورة، وإنما اختار بعض السور، فذكر مدنيّها من مكيّها.

الصورة

ويحوي مجمع القرآن الكريم عدداً كبيراً من المقتنيات الأثرية النادرة والرقوق والمصاحف القديمة والتي تعود إلى القرون الهجرية الأولى وما يليها وتعود إلى مناطق ودول وأقاليم شتى من الشرق والغرب، وجل هذه المقتنيات النادرة هي من إهداءات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، والذي يولي مجمع القرآن الكريم رعاية واهتماماً كبيرين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4474uujk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"