عادي
الخارجية السودانية تعلن رفضها رئاسة كينيا للجنة «إيغاد»

إدانات لمقتل والي غرب دارفور.. والجيش يتهم الدعم السريع

23:55 مساء
قراءة 4 دقائق
1
امرأة في تشاد تستضيف امرأة سودانية فرت من دارفور

دانت أطراف عدة أمس الخميس مقتل والي غرب دارفور، بعد توقيفه من قبل قوات الدعم السريع، مع دخول النزاع في السودان شهره الثالث وسط دعوات لتدخل في الإقليم الذي حذّرت الأمم المتحدة من وقوع «جرائم ضد الإنسانية» فيه، في وقت أعلنت الخارجية السودانية «رفضها لرئاسة كينيا للجنة «إيغاد».

وقال الجيش إن قوات الدعم السريع خطفت خميس أبكر وقتلته ليل الأربعاء الخميس بعد ساعات من اتهامه لها ب«تدمير» مدينة الجنينة، فيما حمّلت قوات الدعم المسؤولية عن قتله إلى «متفلِّتين».

ويشكّل قتل أبكر تصعيداً في النزاع الذي اندلع في 15 نيسان/ إبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ويتزامن مع تحذيرات متزايدة بتدهور الأوضاع في إقليم دارفور الذي عانى على مدى عقدين نزاعاً دامياً خصوصاً في الجنينة، مركز غرب دارفور، إحدى الولايات الأربع للإقليم الواقع بغرب السودان عند الحدود مع تشاد.

 الهجوم الغادر

ودان البرهان «الهجوم الغادر»، معتبراً في بيان أن ما تنفّذه قوات الدعم «من قتل وسلب ونهب وترويع المواطنين واستهداف المنشآت الخدمية والتنموية بمدينة الجنينة، يعكس مدى الفظائع التي تقوم بها القوات المتمردة ضد الأبرياء العزل».ودانت قوات الدعم مقتل أبكر، مؤكدة أنه جرى «على أيدي متفلّتين... وذلك على خلفية الصراع القبلي المحتدم بالولاية».

وقالت إن مجموعة من «أحد المكونات القبلية» دهمت مقر أبكر، ما دفع الأخير إلى طلب «الحماية من قوات الدعم السريع» التي قامت «بتخليصه... وإحضاره لمقر حكومي»، إلا أن «المتفلّتين داهموا المكان بأعداد كبيرة» واشتبكوا مع عناصر قوات الدعم «مما أدى لخروج الأوضاع عن السيطرة».

ودعت إلى «تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتقصي حول الأحداث التي وقعت بالولاية وأدت لمقتل الوالي ومئات المواطنين». إلا أن الأمم المتحدة حمّلت قوات الدعم مسؤولية «العمل الشنيع».

وأضافت بعثة المنظمة في بيان «تنسب إفادات شهود عيان مقنعة هذا الفعل إلى الميليشيات وقوات الدعم السريع»، داعية إلى «تقديم الجناة بسرعة إلى العدالة وإلى عدم توسيع دائرة العنف في المنطقة بشكل أكبر».

جريمة وحشية

وشجبت هيئة محامي دارفور قتل أبكر «بهذه الدرجة الممعنة في الوحشية والقساوة»، مطالبة بتدخّل أممي «لإيقاف المجازر البشرية والإبادة الجماعية المرتكبة بواسطة الميليشيات العابرة المسنودة بقوات الدعم السريع».

 وفي بيانها أمس الخميس، دعت بعثة الأمم المتحدة للسودان إلى «الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية من أجل تهدئة الوضع، والتصدي للعنف العرقي المتزايد، والسماح بالحصول على المعونة الإنسانية، ومنع المزيد من التدهور الذي قد يؤدي إلى صراع واسع النطاق».

ويضمّ إقليم دارفور نحو ربع سكان البلاد البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريباً. في العقدين الماضيين، تسبب النزاع فيه بمقتل 300 ألف شخص ونزوح 2,5 مليون آخرين، بحسب الأمم المتحدة. 

 «إيغاد».. رفض سوداني

 من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أمس الخميس «رفضها لرئاسة كينيا للجنة «إيغاد» الخاصة بمعالجة الأزمة». وشددت على أن كينيا «ليست مؤهلة لرئاسة اللجنة»، مؤكدة أن هذا الأمر «لم يطرح للنقاش»، خلال القمة التي استضافتها جيبوتي هذا الأسبوع.

وكان الرئيس الكيني وليام روتو كشف أن الأطراف الإفريقية ستسعى إلى عقد لقاء بين البرهان وحميدتي، وهو ما قابله مسؤول حكومي سوداني بالتأكيد أن قائد الجيش لن يجلس مع خصمه.

وتقود الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) مبادرة. وأعلنت هذا الأسبوع رفع عدد الدول المكلّفة بها بضمّ إثيوبيا إلى لجنة كانت تقتصر على كينيا والصومال وجنوب السودان، على أن تكون كينيا رئيسة لها بدل جنوب السودان.

مناطق منكوبة 

وحوّل النزاع الذي تستخدم فيه كلّ أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية، العديد من أجزاء السودان إلى مناطق «منكوبة»، ولم يترك لسكانه أي أفق بشأن متى يمكن أن تضع الحرب أوزارها.

ووفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، أودى النزاع بأكثر من ألفي قتيل. إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

ووفق المنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من مليوني شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم الى دول الجوار. داخليا، لجأ الآلاف الى مدينة مدني على مسافة نحو 200 كلم جنوب الخرطوم، والتي بقيت في منأى عن أعمال العنف. وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» الخميس إن فرقها في مدني شهدت «زيادة مقلقة في عدد الوافدين من الخرطوم».

وأفاد قاطنون في العاصمة امس الخميس أن السلطات «منعت السيارات القادمة من الولايات من التوجه إلى الخرطوم بدون إبداء الأسباب».

ويحتاج 25 مليون شخص إلى المساعدة والحماية، وفقا للأمم المتحدة، ولكن حتى أواخر أيار/مايو، تم تمويل 13 في المئة فقط من حاجات المنظمة. وتستضيف جنيف في 19 حزيران/يونيو، مؤتمرا ترأسه السعودية بالاشتراك مع عدد من الدول والهيئات الدولية، لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان.

 (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/f9puw53b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"