عادي
60 موهبة تبدع في «الحفل الختامي» لأنشطة المدينة

جميلة القاسمي: «الخدمات الإنسانية» سبّاقة في توظيف الفن لخدمة ذوي الإعاقة

18:20 مساء
قراءة 4 دقائق
صورة جماعية للخريجين بحفل فانتازيا
تحية الجمهور بنهاية عرض فانتازيا
جانب من عرض فانتازيا
60 فنانا من ذوي الإعاقة شاركوا بعرض فانتازيا
الشارقة: مها عادل
التعليم في مقدمة الأولويات التي توليها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أهمية كبرى، ولطالما سعت المدينة منذ تأسيسها، قبل 44 عاماً، إلى تقديم العلم والمعرفة لطلابها على يد مجموعة من أمهر الاختصاصيين والمعلمين وفق أفضل الممارسات العالمية، لأنها تؤمن إيماناً راسخاً بأهمية التعليم لا بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة وحسب، بل بالنسبة لأولياء أمورهم، وللمجتمع عموماً.
هذا ما أكدت عليه الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بمناسبة الحفل الختامي لأنشطة المدينة للعام الدراسي 2022 ـ 2023 الذي نظمته الخدمات الإنسانية في قصر الثقافة بالشارقة، الخميس، وأوضحت أن المدينة تنظم حفل الختام لأنشطتها كل عام احتفاء بخريجيها الذين اجتازوا مراحلهم التعليمية بنجاح وكفاءة واقتدار، وتأكيداً على دعم ومساندة مواهب وقدرات طلابها ذوي الإعاقة، وإبداعاتهم الفنية، وتسليط الضوء عليها، وتوعية أبناء المجتمع بها.
  • «فانتازيا» نافذة على مواهب وإبداعات ذوي الإعاقة

وعبّرت الشيخة جميلة القاسمي عن الفخر والاعتزاز بتخريج كوكبة جديدة من طلاب المدينة ضمت 15 طالباً من طلاب مدرسة للصم ( 9 طلاب من الفترة الصباحية، و3 طلاب من الفترة المسائية) وانضمامهم إلى زملائهم الخريجين السابقين، متمنية لهم الاستمرارية والنجاح في تحصيلهم العلمي والدراسي.
وأضافت: كانت المدينة سبّاقة في توظيف الفن خدمة للأشخاص ذوي الإعاقة عبر تأسيس جماعة الإمارات للفن الخاص بالشارقة سنة 1995، وهي أول من أدخل تعليم الموسيقى بالألوان للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية عام 2009، وفيما بعد قامت بتأسيس جماعة الإبداع الفني للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل مستقل ومكمل لجماعة الإمارات للفن الخاص عام 2010، لتتوج كل هذه الجهود عام 2017 من خلال تأسيس مركز الفن للجميع «فلج» كاستمرار لخطواتها السابقة والناجحة في هذا المجال.
وحضر الاحتفال الشيخة موضي محمد الشامسي رئيس إدارة التنمية الأسرية، والشيخة نورة إبراهيم المعلا مدير إدارة التعليم والأبحاث في مؤسسة الشارقة للفنون، ود. محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، و منى بن هده السويدي مدير عام مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، ومنى عبدالكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ونائب القنصل الكوري وحرمه، والفنانة د. نجاة مكي، وعدد كبير من أولياء أمور الطلبة، والمهتمين، والإعلاميين ومسؤولي المدينة وموظفيها.
وكرَّمت الشيخة جميلة القاسمي، ود.محدثة الهاشمي، وعفاف الهريدي، مديرة مدرسة وروضة الأمل للصم، 15 خريجاً من الثانوية العامة في المدرسة، على أمل النجاح والتوفيق في مسيرتهم القادمة، بإذن الله.
وقدم 60 طالباً من طلاب المدينة المنتسبين لمدرسة الأمل للصم، ومدرسة الوفاء لتنمية القدرات «فرع الرملة»، ومركز مسارات للتطوير والتمكين، وجميع الفنانين المنتسبين لمركز الفن للجميع «فلج» العرض المسرحي الاستعراضي «فانتازيا» بأداء مبهر.
ويهدف العرض لإبراز القدرات الإبداعية والمواهب الفنية لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة، وتحفيز الفنانين من ذوي الإعاقة على الاستمرار في تنمية مهاراتهم الفنية والابداعية، وفتح آفاق التعاون والمشاركة المجتمعية، وتمكين المبدعين من ذوي الإعاقة ضمن الحراك الفني والثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومحيطها المحلي والإقليمي والدولي، إضافة إلى إبراز الجهود الاستثنائية والمستدامة التي تقدمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في احتواء ومناصرة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في كل المجالات.
وانتقل الحضور مع «فانتازيا» في الزمان والمكان بين شخوص العرض وبين معالم الشارقة البارزة والحديثة (الغرفة الماطرة – استراحة السحب – المدرج الروماني – منطقة قلب الشارقة التراثية - مركب بوم بحري تراثي - وغيرها) من خلال مشاهد صورها أبطال العرض، ومثلت خلفية حية للوحات الفنية.
احتضان الموهوبين
على هامش الحفل صرح محمد بكر المشرف على مركز«فلج» ومخرج ومؤلف «فانتازيا» قائلاً: فكرة العرض مستوحاة من رسالة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وتجسد سعيها إلى تسليط الضوء على المواهب والمبدعين من ذوى الإعاقة من مختلف الفئات والأعمار، تلك المواهب التي قد لا يعرفها الكثير منا، ولهذا يعد العرض دعوة لاحتضان ودعم الموهوبين من ذوى الإعاقة وتمكينهم من العمل الفني والثقافي، وتحقيق تكافؤ الفرص بينهم وبين أقرانهم من غير المعاقين، ويعد عرض فانتازيا نافذة نشاهد من خلالها إبداعات مميزة ومواهب فريدة تحتاج التشجيع وتسليط الضوء عليها.
ويتابع محمد بكر: ما لمسناه خلال فترات التدريب التي امتدت على مدار 6 أشهر أن العمل المسرحي يمثل محور حياة الفنانين ذوى الإعاقة، فهم يجدون في الوقوف على خشبة المسرح ومواجهة الجمهور حافزاً كبيراً لهم ويدعم ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالاهتمام والدعم النفسي، فتصفيق الجمهور دائماً ما يدفعهم إلى بذل المزيد من الجهد ليظهروا بأفضل صورة دائماً، و في كل العروض نحرص على الاهتمام بكافة تفاصيل العمل الفني من تقنيات وموسيقى ومواد فلمية وملابس وإكسسوار تضاهي ما يقدم في الأعمال الفنية الاحترافية، وتتنوع تقنيات التدريب المستمر لتناسب طبيعة الإعاقة والعمر، ودائماً ما يساعدنا الفنانين على تطوير التقنيات التدريبية من خلال ملاحظاتهم وآرائهم التي تساعدنا في تطوير تلك التقنيات بصورة مستمرة.
وتحدثت لـ«الخليج» د. شذى والدة الطفلة ملاك علوش من فئة طيف التوحد والمشاركة في العرض بدور بارز، حيث تقوم بتقديم أغنيتين واحدة باللغة العربية، والأخرى بالانجليزية، وتقول: ابنتي التحقت بالمدينة بعمر الرابعة، وجاء اكتشاف موهبتها بالصدفة حيث قادها ذكاؤها وحبها للتقليد لإظهار قدراتها الفنية، وعقب انضمامها إلى مركز فلج، تغيرت حياتها بالكامل، حيث خاضت تجربة رائعة نقلتها نقلة نوعية وجعلت منها طفلة موهوبة وعاشقة للفن ومنحتها فرصة المشاركة في العديد من المهرجانات والاحتفالات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yyczn7jn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"