عادي
أُضرمت النيران بمبانٍ ومركبات ونُهبت متاجر بمدن عديدة

تشييع جنازة «نائل».. أعمال الشغب تهز فرنسا والقبض على 1311 شخصاً

15:02 مساء
قراءة 4 دقائق
2

باريس - (رويترز)

انطلقت السبت، مراسم تشييع الشاب «نائل» البالغ 17 عاماً الذي قتل برصاص شرطي فرنسي، بعد تواصل أعمال الشغب لليلة الرابعة على التوالي مع أعمال نهب ومواجهات في أرجاء فرنسا تخللها توقيف أكثر من ألف شخص.

ونشرت الحكومة 45 ألف شرطي، وعدة عربات مدرعة خلال الليل، للتصدي لأسوأ أزمة تواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منذ احتجاجات «السترات الصفراء» التي أصابت فرنسا بالشلل في أواخر عام 2018.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية: إن الشرطة اعتقلت 1311 شخصاً الليلة الماضية، مقارنة مع 875 في الليلة السابقة، في أعمال عنف وصفتها على تويتر بأنها كانت «أقل حدة».

الصورة
3

وقُتل نائل م. (17 عاماً)، وهو من أصل جزائري-مغربي، برصاص الشرطة، الثلاثاء، عند نقطة تفتيش مروري بضاحية نانتير؛ حيث ما تزال حركة المرور متوقفة. وعمّ الهدوء المنطقة صباح السبت، بعد وقوع مزيد من أعمال الشغب خلال الليل.
وذكر شاهد من «رويترز» أن مجموعة مؤلفة من نحو 30 شاباً وقفت تحرس مدخل قاعة الجنازة في نانتير، وطلبت من الناس عدم التقاط الصور.
وقال رجل من المجموعة، رفض الكشف عن اسمه، لـ«رويترز»: «لسنا من أفراد العائلة ولا نعرف نائل، لكننا تأثرنا كثيراً بما حدث في بلدتنا؛ لذلك أردنا أن نعبر عن تعازينا».
وأذكت وفاته، التي رصدتها إحدى الكاميرات، شكاوى قديمة من أصحاب الدخل المنخفض والأعراق المختلطة والمجتمعات الحضرية بأن الشرطة «تمارس العنف والعنصرية»، بحسب «رويترز».

الصورة
2

وأُضرمت النيران في مبانٍ ومركبات، ونُهبت المتاجر في الاضطرابات التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد، والتي شملت مدناً مثل: مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورج وليل.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان: إن أكثر من 200 فرد من الشرطة أصيبوا بجروح منذ اندلاع الاضطرابات، وجرى اعتقال المئات من مثيري الشغب، مضيفاً أن متوسط أعمارهم 17 عاماً.
وشملت اعتقالات ليل الجمعة 80 شخصاً في مدينة مرسيليا الجنوبية، ثاني كبرى المدن الفرنسية.
وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي انفجاراً يهز منطقة الميناء القديم في مرسيليا. وقالت سلطات المدينة، إنها تحقق لمعرفة السبب، لكنها لا تعتقد أن هناك أي إصابات أو خسائر في الأرواح.
وقالت الشرطة: إن مثيري الشعب في وسط مرسيليا نهبوا متجراً للأسلحة النارية، وسرقوا بعض بنادق الصيد، لكن من دون ذخيرة. وأضافت الشرطة أنها اعتقلت شخصاً بحوزته بندقية ربما نُهبت من المتجر الذي يخضع الآن لحراسة الشرطة.

الصورة
5

قوات إضافية

دعا بينوا بايان رئيس بلدية مرسيليا، الحكومة إلى إرسال قوات إضافية على الفور. وقال في تغريدة في ساعة متأخرة، الجمعة، إن «مشاهد النهب والعنف غير مقبولة».
وأصيب ثلاثة من أفراد الشرطة بجروح طفيفة في ساعة مبكرة من صباح السبت، وحلقت طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة في سماء المنطقة.
وفي ليون، ثالث كبرى المدن الفرنسية، نشرت قوات الأمن ناقلات جند مدرعة وطائرة هليكوبتر، لقمع الاضطرابات.
وطلب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان من السلطات المحلية وقف حركة جميع الحافلات والترام، ووجه رسالة لرجال الإطفاء وعناصر الشرطة قال فيها: إنه يستطيع الاعتماد عليهم.
ورداً على سؤال في برنامج تلفزيوني عما إذا كان بإمكان الحكومة إعلان حالة الطوارئ، قال دارمانان: «بكل بساطة، نحن لا نستبعد أي فرضية، وسنرى بعد هذه الليلة ما سيختاره رئيس الجمهورية».
وفي باريس، أخلت الشرطة ساحة الكونكورد الشهيرة في وسط العاصمة باريس من المحتجين ليل الجمعة، بعد أن بدأت فيها تظاهرة من دون تخطيط مسبق.
وأصدر لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم بياناً نادراً دعوا فيه إلى الهدوء. ونشر النجم كيليان مبابي البيان على حسابه على إنستغرام وقالوا فيه: «يجب أن يتوقف العنف من أجل الحداد والحوار وإعادة الإعمار».
ونهب لصوص عشرات المتاجر، وأضرموا النار في نحو ألفي سيارة منذ اندلاع أعمال الشغب.
وألغيت أحداث منها حفلان موسيقيان في استاد فرنسا بضواحي باريس. وقال منظمو سباق فرنسا للدراجات، إنهم على استعداد للتكيف مع أي وضع عندما ينتقل الحدث إلى البلاد، الاثنين، بعد انطلاقه من إسبانيا.

الصورة
1

 اجتماع أزمة

غادر ماكرون قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل مبكراً لحضور ثاني اجتماع أزمة تعقده الحكومة في غضون يومين، وطلب من وسائل التواصل الاجتماعي إزالة لقطات الشغب «الأكثر حساسية»، والكشف عن هويات المستخدمين الذين يؤججون العنف.
وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي اشتعال النيران في مواقع حضرية. وأضرمت النار في ترام بمدينة ليون شرق البلاد، كما احترقت 12 حافلة في محطة في أوبيرفيلييه شمال باريس.
واجتمع دارمانان مع ممثلين من شركات ميتا وتويتر وسناب شات وتيك توك. وقالت سناب شات، إنها لا تتهاون مطلقاً مع المحتوى الذي يروج للعنف.
وقال محمد يعقوبي وهو صديق لأسرة الضحية: إن «الغضب يغذيه شعور بالظلم بعد حوادث عنف الشرطة ضد الأقليات العرقية».
وأضاف: «سئمنا.. نحن فرنسيون أيضاً. نحن ضد العنف».
وبينما انتاب القلق بعض السياح، أيد آخرون الاحتجاجات التي دفعت بعض الحكومات الغربية إلى إصدار نصائح لمواطنيها بتوخي الحذر.
وينفي ماكرون وجود عنصرية ممنهجة في أجهزة إنفاذ القانون.
وفي جنيف، شدد مكتب حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة على أهمية التجمع السلمي، وحث السلطات الفرنسية على ضمان عدم استخدام الشرطة للقوة على أساس التمييز.
ورجل الشرطة، الذي يقول المدعون: إنه أقر بإطلاق رصاصة قاتلة على الشاب، محتجز على ذمة التحقيق الرسمي بتهمة القتل العمد.
وأعادت الاضطرابات إلى الأذهان أعمال شغب استمرت ثلاثة أسابيع اندلعت في أنحاء البلاد عام 2005، وأجبرت الرئيس آنذاك جاك شيراك على إعلان حالة الطوارئ بعد وفاة شابين صعقا بالكهرباء في محطة للكهرباء في أثناء اختبائهما من الشرطة.

الصورة
4
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3hj5k8tf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"