عادي

أكثر من 20 عاماً.. طريق أوكرانيا المليء بالعقبات نحو عضوية «الناتو»

20:07 مساء
قراءة 4 دقائق

الخليج - وكالات

تبحث قمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا يومي الثلاثاء والأربعاء، ترشيح أوكرانيا لعضوية التحالف، وهو مطلب رفعت كييف لواءه مرات عديدة، لكنّ الحلفاء كانوا على الدوام مضطرين إلى تأخير الحسم فيه.

وفي الوقت نفسه يرى الكرملين أن منح أوكرانيا عضوية حلف شمال الأطلسي من شأنها تهديد أمن أوروبا بأكمله.

وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «إن حصول أوكرانيا على عضوية حلف شمال الأطلسي، ستكون له تداعيات «سلبية جداً» على الأمن الأوروبي».

وأضاف: «ستكون لعضوية لأوكرانيا في الناتو تداعيات سلبية جداً على الهيكل الأمني برمته في أوروبا»، مضيفاً أن ذلك سيشكّل أيضاً خطراً مطلقاً، تهديداً لبلدنا، سيستدعي رداً جدّياً.

محاولات باءت بالفشل

وكانت الدولة التي تواجه أزمة منذ فبراير 2022 مع الدولة الروسية، التي ورثت عرش الاتحاد السوفيتي، قد انضمت بعد استقلالها في نهاية 1991 إلى «الشراكة من أجل السلام»، التي اقترحها حلف شمال الأطلسي في 8 فبراير 1994 وهو عرض تعاون عسكري للجمهوريات السابقة في الاتحاد السوفيتي في الكتلة الشرقية.

وفي ديسمبر 1994، تخلّت أوكرانيا عن وضعها النووي عبر توقيعها على معاهدة حظر الأسلحة النووية، مُنحت على إثرها ضمانات أمنية بينها احترام وحدة أراضيها، من قبل كبرى القوى العالمية مثل الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا.

واتجهت كييف إلى تعزيز علاقتها مع حلف شمال الأطلسي في 9 يوليو 1997، عبر «ميثاق شراكة محددة» ينصّ على تعاون تقني وعسكري أكبر.

وفي 23 مايو 2002، أعلنت أوكرانيا أنها بدأت العملية التي وصفتها ب«التاريخية»، للانضمام إلى الأطلسي والتي تتطلب قدراً كبيراً من الصبر، وقدراً أكبر من الإصلاحات.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آنذاك مجدداً، معارضته لتوسيع الحلف شرقاً، لكن بدون إبداء معارضة بشكل مباشر.

وانضمت ثلاث جمهوريات سوفيتية سابقة إلى حلف شمال الأطلسي، وهي بولندا والمجر والجمهورية التشيكية، وتبعتها سبع دول أخرى، اعتباراً من عام 1999 وحتى عام 2004.

وبعد 4 أعوام من انضمام الجمهوريات السوفيتية التي أعلنت استقلالها للحلف، وتحديداً في إبريل عام 2008، وخلال قمة بوخارست، رفض قادة دول حلف شمال الأطلسي منح أوكرانيا وجورجيا، وضع مرشح رسمي رغم «دعم حازم» من الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش، لكنّ الحلف تعهّد بضمهما على المدى الطويل.

وفي 18 مارس عام 2014 ضمت روسيا رسمياً جزيرة القرم، الأمر استدعى تنديد واستهجان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن بالضمّ الذي وصفه ب«غير الشرعي وغير القانوني» للجزيرة، وحذر آنذاك من أن «الحلفاء في حلف شمال الأطلسي لا يعترفون بذلك».

وبعد انتهاء فترة الحكومة الأوكرانية الموالية لروسيا عام 2010، استأنفت كييف عملية الانضمام التي أوقفتها في صيف 2014، في خطوة اعتبرتها موسكو غير مقبولة.

ترك أمين حلف شمال الأطلسي فوغ راسموسن آئنذاك الباب مفتوحاً، لكن بدون تحديد جدول زمني واضح.

وبعد اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية الأخيرة في فبراير 2022، طالبت كييف بمساعدة عسكرية بدون قيود، من دول الحلف التي ترسل إليها مذ ذاك أسلحة وذخائر.

وفي 30 سبتمبر، وبعد أن خضعت أربع مناطق أوكرانية لسيطرة موسكو، طالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بانضمام «مسرّع» إلى حلف الأطلسي.

وبدوره أقرّ زيلينسكي في مايو 2023، بأنّ هذه الخطوة «غير ممكنة» قبل انتهاء النزاع، لكنه طلب «إشارة واضحة» للانضمام إلى الحلف بعد ذلك.

عقبات أمام كييف

وتصطدم مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، بعدة عقبات أولها تخوّف أعضاء الحلف العسكري الغربي، من الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا.

وكانت روسيا بدأت عملياتها العسكرية في أوكرانيا قبل ما يزيد على عام، بسبب مساعي كييف للحصول على العضوية الدائمة بحلف الناتو.

كما أن هناك مُعضلة قانونية أمام أوكرانيا، فالحلف لا يضم أي دولة بداخلها صراع عسكري، وبالتالي فأمامه إجراء وحيد وهو التعامل بطريقة استثنائية مع الطلب الأوكراني عن طريق تقديم العضوية، أو ضمانات تقارب العضوية، وفق صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وتريد كييف الانضمام إلى الحلف في أقرب وقت ممكن، ما يمنحها حق تفعيل المادة «5»، التي تشير إلى أن أي هجوم على إحدى دول الحلف يعد هجوماً على جميع الأعضاء، لكن العديد من الحلفاء يرون أن أوكرانيا لا يمكنها الانضمام إلا بعد انتهاء الحرب.

واشترط الرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت سابق، أن الحرب الروسية الأوكرانية، يجب أن تنتهي قبل أن يمنح الناتو كييف عضوية الانضمام إليه، وأكد أنه في حال انضمام كييف، فإن الحلف مُلتزم بحماية كل شبر من أراضي الناتو، وهذا يعني أننا سنكون في حالة حرب مع روسيا.

وأضاف «بايدن» في حوار مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، أن واشنطن وحلفاءها سيواصلون تزويد كييف بالمعلومات والعتاد العسكري الذي تحتاج إليها لمواجهة موسكو في حربها ضد الأراضي الأوكرانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3v8yaa3x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"