عادي

«آيرينا»: تنويع وتعزيز سلاسل التوريد يكبحان المخاطر الجيوسياسية

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين
إنتاج الطاقة

أبوظبي: «الخليج»

كشف تقرير جديد صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، أن انتقال قطاع الطاقة يتطلب زيادة كبيرة في إمدادات المواد اللازمة، غير أن سلاسل توريد هذه المواد لا تزال عرضة لمجموعة كبيرة من المخاطر الجيوسياسية، لذا لا بد من تنويع وتعزيز سلاسل التوريد يكبحانها.

وحذّر تقرير «الجغرافيا السياسية لانتقال الطاقة: المواد اللازمة» من أن اضطرابات سلاسل التوريد، قد تؤثر سلباً في سرعة انتقال قطاع الطاقة على المديين، القصير والمتوسط، وبالرغم من عدم وجود نقص في احتياطيات المعادن اللازمة لتمكين هذا الانتقال، إلا أن القدرات العالمية على تعدين وتصنيع تلك المعادن لا تزال محدودة، ويرصد التقرير المخاطر والفرص الجيوسياسية المتعلقة بالطلب المتزايد على المواد اللازمة خلال السنوات المقبلة، ويدعو إلى اتباع نهج شامل لتنويع وتعزيز سلاسل التوريد.

مشهد السلع الاستخراجية

وتختلف تبعيات وديناميكيات توريد المواد اللازمة بشكل كبير عن الوقود الأحفوري، حيث يتركز تعدين وتصنيع تلك المواد جغرافياً في مناطق محددة، مع وجود عدد قليل من البلدان والشركات الكبرى، التي تهيمن على أسواقها العالمية، وقد تتفاقم مخاطر نقص الإمدادات بفعل عوامل عدة، مثل الصدمات الخارجية، والتحكم الوطني بالموارد، والقيود المفروضة على الصادرات، وتكتلات قطاع المعادن، وانعدام الاستقرار، والتلاعب بالأسواق.

وقال فرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام (آيرينا): «سيصبح انتقال قطاع الطاقة محركاً رئيسياً للطلب على المعادن اللازمة، ومع أن اضطرابات سلاسل التوريد تؤثر سلباً في أمن الطاقة، إلا أن خطرها الأكبر يكمن في التباطؤ المحتمل لمسار انتقال قطاع الطاقة، وهذا أمر لا بد من تفاديه بطبيعة الحال. ومع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف «COP28»، أؤكد على ضرورة التعاون سريعاً لتقليل المخاطر الجيوسياسية لسلاسل التوريد المركزة للمواد اللازمة، وتنويع وتسريع مصادر التوريد، للحد من ارتفاع درجات الحرارة، دون مستوى 1.5 درجة مئوية».

ويتركز تعدين المواد اللازمة اليوم بشكل كبير في مواقع جغرافية محددة، وتضم قائمة اللاعبين الأبرز في هذا المجال كلاً من: أستراليا (الليثيوم)، والصين (الجرافيت والأتربة النادرة)، وتشيلي (النحاس والليثيوم)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (الكوبالت)، وإندونيسيا (النيكل)، وجنوب إفريقيا (البلاتين والإيريديوم)، وباتت عمليات التصنيع أكثر تركيزاً من الناحية الجغرافية أيضاً، حيث تستأثر الصين بما يزيد على 50 ٪ من الإمدادات العالمية المكررة من الجرافيت (الطبيعي)، والديسبروسيوم (أحد الأتربة النادرة)، والكوبالت، والليثيوم، والمغنيسيوم.

مشاركة المجتمعات المحلية

وتتوزع احتياطيات المواد اللازمة على نطاق واسع، حيث تستأثر البلدان النامية حالياً بمعظم الإنتاج العالمي اللازم لتحقيق انتقال قطاع الطاقة، ولكن حصتها في الاحتياطيات أكبر من ذلك، على سبيل المثال، تمتلك بوليفيا 21 مليون طن من احتياطيات الليثيوم، لكنها تنتج أقل من 1٪ من الإمدادات العالمية لهذه المادة، ويوجد نحو 54% من المعادن ضمن أراضي الشعوب الأصلية، أو بالقرب منها، ما يؤكد ضرورة مشاركة المجتمع المحلي.

وخلص التقرير، إلى أن انتقال قطاع الطاقة بالاستناد إلى مصادر الطاقة المتجددة، يمكن إذا تم التخطيط له وتنفيذه بشكل جيد، أن يعيد صياغة مشهد الصناعات الاستخراجية.

ويعد التعاون الدولي لوضع وإنفاذ معايير ورؤى طويلة الأمد للشركات، أمراً بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة والترخيص الاجتماعي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3y2d4p5p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"