عادي

تزامناً مع العام الهجري الجديد.. قصة أنشودة «طلع البدر علينا»

15:44 مساء
قراءة دقيقتين
تزامناً مع العام الهجري الجديد.. قصة أنشودة «طلع البدر علينا»

بالتزامن مع غرة شهر المحرم، أول أيام السنة الهجرية الجديدة 1445هـ، يزداد انتشار الأنشودة الشهيرة «طلع البدر علينا»، والتي يحفظها الكبار والصغار، باعتبارها متعلقة بالهجرة النبوية المباركة، فما هي قصة الأنشودة؟

  • خير ترحيب

عندما يذكر نشيد «طلع البدر علينا» يذكر معه حادث الهجرة، والاستقبال المهيب للرسول الكريم عند دخوله المدينة المنورة، والذي صار تأريخاً عربياً خالصاً، حيث سجّل لأكبر حدث في تاريخ الإسلام، وهو هجرة الرسول الكريم، وتأسيس أول دولة للمسلمين، والتي بدأت في عصر الرسالة.

ويعد هذا النشيد من أشهر ما يتعلق بالهجرة النبوية المباركة من مكة للمدينة، فقد قيل إن هذه الأنشودة من شعر عامة أهل المدينة؛ حيث انطلقت به ألسنتهم بعفوية لتعبر عما تُكِنُّه ضمائرهم من عظيم الغِبطة بهذا الوافد القائد الماجد، صلى الله عليه وسلم، فكانت خير ترحيب به وأكرم ضيافة.

  • خلاف العلماء حول أصلها

وفي تقرير لـ«صدى البلد»، أشار إلى أن العلماء اختلفوا في التوقيت الذي قيلت فيه هذه الأنشودة، ويُعتقد أنها كانت عند قدوم النبي، صلى الله عليه وسلم، من غزوة تبوك، كما قال الحافظ بن حجر، لكن الرواية الأكثر شيوعاً كما قال الإمام البيهقي، أنها حدثت عند استكمال النبي الهجرة قادماً من مكة.

وأوضح عدد من المؤرخين أن ثنية الوداع «مكان مرتفع»، كانت من جهة مكة وليس المدينة، وأنها قد تكون هناك ثنية أخرى من جهة الشام بالاسم نفسه.

كما ذكر آخرون أن النبي، صلى الله عليه وسلم، حين دخل المدينة مر بدور الأنصار، حتى مر ببني ساعدة، ودارهم شامي المدينة قرب ثنية الوداع، فلم يدخل باطن المدينة إلا من تلك الناحية حتى أتى منزله بها.

وورد حديث عن طلع البدر علينا ولكن ضعفه العلماء، وهو ما روى عبيد الله بن محمد بن عائشة رحمه الله (228هـ) قال: «لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، جعل النساء والصبيان والولائد يقلن: طلع البدر علينا.. من ثنيات الوداع.. وجب الشكر علينا.. ما دعا لله داع» رواه أبو الحسن الخلعي في «الفوائد» (2/59)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (رقم/752، 2019)، وهذا إسناد ضعيف.

وأخرج البخاري في صحيحه قال: حدثنا عبد الله بن محمّد قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن السائب بن يزيد: «أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك».

وقال الحافظ ابن حجر: «فأنكر الداودي هذا» وتبعه ابن القيم وقال: «ثنية الوداع من جهة مكة لا من جهة تبوك، بل هي مقابلها كالمشرق والمغرب»، قال: «إلا أن يكون هناك ثنية أخرى في تلك الجهة». والثنية ما ارتفع من الأرض. وقيل: الطريق في الجبل. قلت: «لا يمنع كونها جهة الحجاز أن يكون خروج المسافر إلى الشام من جهتها، وهذا واضع كما في دخول مكة من ثنية والخروج منها من أخرى، وينتهي كلاهما إلى طريق واحد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/43pv3w9c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"