عادي
صيفنا ثقافة

حارب الظاهري يكتب رواية جديدة عن أبوظبي

14:21 مساء
قراءة دقيقتين
حارب الظاهري

الشارقة:أشرف إبراهيم

يحمل الروائي والقاص حارب الظاهري في مخيلته الكثير من الحكايات، فهو مجبول بفطرته الأدبية الخالصة على السرد، وهو ما يجعل خزانته الإبداعية تفوح بعطر القصص التي لا يضن بها على قرائه، فهو أسير بيئة الوطن، يفكر فيها ويستقي منها أفكاره، وهو من الكتاب المخلصين للإبداع فلا يستريح من دون أن يدون ما يجول في خاطرة، فحين يشرع في كتابة القصة يفكر كثيراً في ترانيم لغوية يشبع بها الحدث، إذ يحاول أن يرسم بدقه مشاهده بتكثيف شديد، وحين يبدأ في كتابة رواية فهو ينسج خيوطها على ضفاف ممتدة بحثاً عن المغايرة، فقد عاش طفولته بين أحضان الحكايات التي كان يستمع لأحداثها من كبار السن، وهو ما ساهم في أن يعيش أسير أحدث مشوقة سواء كانت من نسج الخيال، أو مما هو شائع في الأزمان القديمة التي كانت تستدعي الأسطورة من أجل شد الانتباه، أو تلك التي تعبر عن واقع الآباء والأجداد في بيئاتهم التراثية في البحر، والواحة، والصحراء، والجبال، وكل عناصر الموروث المحلي التي تكتظ بالقصص والحكايات المشوقة.

ويعيش الظاهري حالياً حالة سردية خاصة، يستجمع من خلالها ذكريات قديمة عن البيئة التي عاش في رحابها في مدينة العين التي تترامي فيها الظلال من كل ناحية، والتي تزدهي بخضرتها وطبيعتها الجغرافية، ومكوناتها التراثية الشاهدة على أصالتها، ويعمل على رواية تدور أحداثها في فترة السبعينات من القرن الماضي، ويتناول فيها جماليات المكان وكيف كانت الحياة في إمارة أبوظبي، فيعكس حركة الزمن، ويبرز بأسلوب تخييلي آسر الظواهر التي شكلت بداية النهضة بأسلوب سردي بديع، ويغلف هذه الرواية بطابع إنساني عميق، ويوظف في الوقت نفسه الشخوص بشكل لافت، ويستنطقها وهي تتحدث عن شعرية المكان بشغف وجمال، فهو يسعى إلى إكمالها في هذه الأيام، نظراً لتفرغه التام للكتابة، بخاصة أنه يذهب إلى بعض الأماكن التي تأخذ حيزاً في الأحداث، ويواصل الكتابة بين ربوعها حتى يكون الإحساس صادقاً في أثناء عملية السرد.

من جهة أخرى يواصل الظاهري تضفير حكاياته القصصية القصيرة، نظراً لأنه لا يستطيع أن يبتعد عن عالم السرد المكثف الذي شكل بداياته، فبين الفينة والأخرى يكتب قصة جديدة، فنشاطه لا يتوقف، ما يشعره بأنه قادر في كل الأحوال على تحويل أفكاره المتخيلة إلى أشكال قصصية مكثفة، تبرز ارتباطه بالعالم الخارجي وما ينوء به من أحمال، فهو يستدعى كل عناصر الإدهاش في بناء قصة قصيرة متعددة الاتجاهات، ومتنوعة الموضوعات من خلال نسيج لغوي يعتمد على الاقتصاد في الكلمات، لكن ليس على حساب الجوهر وتسلسل الحدث، حتى تكون القصة زاخرة بمعالمها الإبداعية، ولافتة في فكرتها ومضمونها، إذ يسعى إلى نشر القصص التي في حوزنه حالياً في كتاب، خصوصاً أنه حين تأتيه الفكرة في أي مكان يشرع في كتابتها على «الواتس آب» الذي يعده ذاكرة حية لأفكاره وكتاباته التي يدونها عليه بشكل مستمر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n7n928x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"