عادي

تراجع واردات وصادرات الصين يهدد تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم

11:08 صباحا
قراءة 3 دقائق
مارة أمام متجر ديور في بكين (أ.ب)
تراجعت واردات الصين وصادراتها بوتيرة أسرع كثيرا من المتوقع في يوليو /تموز مما يهدد آفاق النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم ويزيد الضغط على الحكومة لاتخاذ اجراءات تحفيزية جديدة لتعزيز الطلب.
وأظهرت بيانات الجمارك، الثلاثاء هبوط واردات الصين 12.4 بالمئة على أساس سنوي في يوليو/ تموز متجاوزة التوقعات بتراجع قدره خمسة بالمئة في استطلاع أجرته رويترز. وانخفضت الصادرات 14.5 بالمئة وهو ما يفوق التوقعات بتراجع يبلغ 12.5 بالمئة ويتجاوز الانخفاض المسجل الشهر السابق وقدره 12.4 بالمئة.
وسجلت الواردات أكبر انخفاض لها منذ يناير/ كانون الثاني عندما تسببت الإصابات بفيروس كورونا في إغلاق المتاجر والمصانع وهو ما أدى إلى تهاوي الطلب المحلي.
ونما الاقتصاد الصيني بوتيرة ضعيفة في الربع الثاني من العام مع ضعف الطلب في الداخل والخارج، مما دفع كبار القادة إلى التعهد بتقديم المزيد من الدعم السياسي والمحللين إلى خفض توقعاتهم للنمو لهذا العام.
وضعف الواردات والصادرات هو أحدث مؤشر على احتمال أن يشهد النمو مزيدا من التباطؤ في الربع الثالث في ظل ضعف قطاعات البناء والتصنيع والخدمات وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر والأرباح الصناعية.
وسجل اليوان الصيني أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع وتراجعت الأسهم الآسيوية بعد صدور البيانات.
وقالت السلطات الأسبوع الماضي إن الإجراءات التحفيزية باتت وشيكة، لكن المستثمرين لا يشعرون بالحماس حتى الآن تجاه المقترحات التي تهدف لتعزيز الاستهلاك في قطاعات السيارات والعقارات والخدمات.
وتسعى بكين لإيجاد طرق لتعزيز الاستهلاك المحلي دون تيسير السياسة النقدية أكثر من اللازم خشية أن يؤدي ذلك إلى خروج رؤوس أموال كبيرة من البلاد في ظل اعتماد الاقتصادات الكبرى الأخرى على رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم.
ويؤثر هذا الوضع على النشاط الاقتصادي في باقي دول آسيا. وانخفضت صادرات كوريا الجنوبية إلى الصين 25.1 بالمئة في يوليو /تموز مقارنة مع مستواها قبل عام لتسجل بذلك أكبر انخفاض في ثلاثة أشهر.
وزاد الفائض التجاري للصين 80.6 مليار دولار متجاوزا التوقعات البالغة 70.6 مليار دولار حسبما جاء في الاستطلاع.
أدنى مستوياتها منذ يناير
وأظهرت بيانات الجمارك أن واردات الصين من النفط الخام انخفضت 18.8 بالمئة على أساس شهري في يوليو/ تموز مسجلة أدنى مستوياتها منذ يناير/ كانون الثاني إذ خفضت كبرى الدول المصدرة صادراتها واستمرت المخزونات المحلية في الارتفاع.
وبحسب بيانات الإدارة العامة للجمارك فإن إجمالي شحنات النفط الخام الواردة إلى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بلغ 43.69 مليون طن في يوليو تموز بما يعادل 10.29 مليون برميل يوميا.
وكانت الواردات بلغت 12.67 مليون برميل يوميا في يونيو /حزيران وهو ثاني أعلى مستوى مسجل على الإطلاق.
غير أن الواردات زادت 17 بالمئة مقارنة مع 8.79 مليون برميل يوميا سجلتها قبل عام مع تضرر الاقتصاد الصيني من جائحة كوفيد وعمليات الإغلاق الواسعة.
وقالت إيما لي محللة الشؤون النفطية الصينية لدى فورتيكسا في سنغافورة «التراجع (الشهري) كان مدفوعا بتراجع الواردات من أكبر ثلاثة مصدرين للخام، أي الولايات المتحدة والسعودية وروسيا، الذين خفضوا الصادرات في ظل خفض لمستويات الإنتاج المستهدفة وزيادة الطلب المحلي أو أحدهما».
وأضافت أن مخزونات النفط الخام البرية للصين تجاوزت 1.02 مليار برميل في نهاية يوليو/ تموز وأن الارتفاع المستمر لتلك المخزونات قد يتيح لشركات التكرير الصينية تقليل مشترياتها في الشهور المقبلة.
وأظهرت بيانات شركة تشو تشوانغ للاستشارات أنه على الرغم من تراجع الواردات الإجمالية فقد رفعت المصافي المملوكة للدولة معدلات استهلاك الخام في يوليو تموز إلى متوسط يبلغ 78-82 بالمئة بزيادة نقطتين مئويتين أو ثلاث عن معدلات يونيو/ حزيران.
وكان من المتوقع ارتفاع معدلات استهلاك البنزين مع زيادة الطلب على السفر في الصيف.
وتراجعت مخزونات البنزين المحلية حوالي ثلاثة بالمئة بين منتصف يونيو/ حزيران ومنتصف يوليو/ تموز في حين ارتفعت مخزونات الديزل حوالي اثنين بالمئة إذ استمر الطلب في التأثر بضعف أحجام صادرات السلع وتباطؤ القطاع العقاري، بحسب شركة لونج تشونغ للاستشارات.
ودفعت زيادة هوامش أرباح الوقود في آسيا صادرات المنتجات النفطية الصينية للارتفاع في يوليو /تموز ودعمت ارتفاع معدلات معالجة الخام.
وارتفعت صادرات الوقود المكرر 55.8 بالمئة الشهر الماضي إلى 5.31 مليون طن من 3.41 مليون طن قبل عام وارتفاعا من 4.51 مليون طن في الشهر السابق.
واستوردت الصين 10.31 مليون طن من الغاز الطبيعي في يوليو/ تموز بزيادة 18.5 بالمئة من 8.7 مليون طن قبل عام حينما خفض المستوردون مشترياتهم من السوق الفورية بفعل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية.
(رويترز)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4wbvw8x3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"