عادي
وفق نتائج استطلاع أصداء بي سي دبليو الخامس عشر

65 % من الشباب العربي: الهوية الدينية أهم من بناء مجتمعات التحرر والعولمة

00:01 صباحا
قراءة 7 دقائق

دبي: محمد إبراهيم
كشفت نتائج استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الخامس عشر لرأي الشباب العربي، عن أن لدى أكثر من ثلاثة أرباع الشباب العربي 76٪ مخاوف من فقدان الثقافة والقيم التقليدية، لتعتبر هذه النسبة الأعلى منذ خمس سنوات.
ويرى 65٪ من الشباب العربي، أن الحفاظ على هويته الدينية والثقافية أكثر أهمية من بناء مجتمع أكثر تسامحاً وتحرراً وعولمة، وتبنى هذا الرأي 74٪ تقريباً من شباب دول شرق المتوسط، و72٪ في دول مجلس التعاون الخليجي، و68% من شباب شمال إفريقيا.
وقال أكثر من 8 من كل 10 (85٪) شباب عربي ضمن محور «طموحاتي المستقبلية» إن الدول العربية يجب أن تتمسك بالقيم العالمية، مثل الحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان- وهو توجه يتشاركه معظم الشباب العربي في جميع المناطق الثلاث المشمولة بالاستطلاع - 91٪ في شمال إفريقيا، و81٪ في كل من دول مجلس التعاون الخليجي ودول المشرق العربي.
جاء ذلك ضمن أبرز النتائج الرئيسية للاستطلاع الذي أصدرته «أصداء بي سي دبليو» شركة استشارات العلاقات العامة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لموضوع «هويتي»، والذي يعد المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في المنطقة والتي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة.
وبحسب النتائج، أكد 27٪ من الشباب العربي المشارك في الاستطلاع، أن «الدين والعائلة أو القبيلة»، تشكل أبرز العوامل التي تحدد هويته الشخصية، مقابل 15% للانتماء الوطني، و15% للغة الأم، فيما استحوذ الانتماء العربي على تأييد 8% منهم مقابل 7% للنوع الاجتماعي «الجندر»، و4% للآراء السياسية.
ويرى 30% من الشباب العربي في دول شرق المتوسط، و27٪ في دول شمال إفريقيا، و25% في دول مجلس التعاون الخليجي أن «الدين» هو الأكثر أهمية لتحديد هويته الشخصية؛ بينما اعتبر 37٪ من شباب شمال إفريقيا، و21% من شباب شرق المتوسط، و20% من شباب دول مجلس التعاون الخليجي أن العائلة/ القبيلة هما العامل الأهم لتحديد هويته الشخصية.
أقل أهمية
وعلى الرغم من أن 11٪ من الشباب العربي يعتبر اللغة العامل الأهم لتحديد هويته، فإن أكثر من نصف المشاركين (54٪) قالوا إن اللغة العربية أقل أهمية بالنسبة له من آبائه وهو شعور سائد بين غالبية الشباب في المناطق الثلاث التي شملها الاستطلاع؛ إذ أجمع على هذا الرأي 59٪ من شباب دول مجلس التعاون الخليجي، و51٪ في شمال إفريقيا، و52٪ في شرق المتوسط.
ووفقاً للنتائج، عارض معظم الشباب العربي 73% فكرة أن القيم الدينية تعيق تقدم المنطقة، لكن نحو ثلثي (65%) المشاركين في الاستطلاع قالوا إن الدين يلعب دوراً أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط، كما تراجعت نسبة الشباب الذي يعتقد بأن المؤسسات الدينية في المنطقة بحاجة إلى إصلاح إلى 58% هذا العام مقارنة بـ 77% العام الماضي، في وقت أجريت مقابلات الاستطلاع لهذا العام بشكل شخصي مع الشباب العربي.
وفي دلالة على تشبث الشباب العربي بهويته الدينية، يرى نحو 62% منه أن القوانين في بلدانه يجب أن تستند إلى الشريعة الإسلامية بدلاً من القانون المدني/ العام؛ إذ ساند هذا الرأي غالبية الشباب في المناطق الثلاث التي شملها الاستطلاع؛ وأجمع عليه 68% من شباب دول مجلس التعاون الخليجي، و53% في شمال إفريقيا، و68% في شرق المتوسط.
تنامي دور الدين
في مداخلة له أكد سونيل جون، رئيس شركة «بي سي دبليو» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومؤسس «أصداء بي سي دبليو»، أن نتائج الاستطلاع تكشف تنامي دور الدين لدى «الجيل زد» الذي بات ارتباطه بالدين أقوى من أي وقت مضى، حيث يبدي الكثير قلقه من فقدان ثقافته وقيمه التقليدية، ويبدو واضحاً أن الشباب العربي بات يميل أكثر إلى الدين والعائلة والانتماء الوطني كعوامل أساسية تحدد هويته العربية والشخصية.
وأضاف جون، أن ثمة نتيجة أخرى مثيرة للاهتمام على الرغم من كل شيء، وهي أن اللغة العربية لم تعد جوهرية لإحساس الشباب العربي بتقاليده أو قيمه الثقافية كما قد نظن، حيث يتفق غالبية الشباب في جميع أنحاء العالم العربي على أن اللغة العربية أقل أهمية بالنسبة له من آبائه.
تراجع الاهتمام
وقال: «يعزى تراجع اهتمام الشباب العربي بلغته إلى الانتشار الواسع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا أمر يدعو إلى القلق لأسباب عدة أهمها انحسار دور اللغة العربية قوة توحد المجتمعات العربية».
وفي سياق متصل، أكد أن رغبة الشباب العربي المتنامية في الهجرة بحثاً عن حياة أفضل تستند إلى سمتين مهمتين: الأولى، خيبة أمله إزاء الحصول على تعليم جيد وحياة مهنية ناجحة في بلدانه، والثانية توقه لبناء مستقبله».
وأضاف جون: «تشكل هجرة الشباب استنزافاً كبيراً لاقتصاد العالم العربي، ولا بد من وقفها إذا أرادت المنطقة أن تستفيد من إمكانات شبابها. فهي تعتبر من أكثر المناطق فتية في العالم، حيث إن أكثر من 60% من سكانها لا يتجاوزون 30 عاماً بتعداد يتجاوز 200 مليون شاب وشابة».
وقال إنه على الرغم من المشهد الاقتصادي القاتم في دول شمال إفريقيا والمشرق العربي، يبقى الشباب على الرغم من كل شيء متفائلاً بعيش حياة أفضل. وهو ما يؤكده الشباب العربي الذي يصرّ في معظمه على التفاؤل بمستقبل أفضل. وهذا يعني أن الدول العربية يجب أن تركز على خلق بيئة داعمة تضمن ازدهار الشباب في بلدانه، وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتق القطاعين الحكومي والخاص في آن معاً.
محاولات جادة
وبحسب النتائج، أفادت آراء 53% من الشباب العربي في دول شرق المتوسط ونحو النصف في شمال إفريقيا 48% بأن هناك محاولات فعلية جادة لمغادرة بلدانه للبحث عن فرص أفضل، لا سيما فرص العمل.
وقال 27% من الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي إنه فكّر في الهجرة، بينما قال أغلبه إنه «لن يغادر بلده مطلقاً، في وقت تفاوتت آراء معظم الشباب العربي في اختيار البلدان المستهدفة لديهم للهجرة؛ إذ استقرت آراء 34% للهجرة إلى كندا مقابل 30% إلى الولايات المتحدة، و20% إلى كل من ألمانيا والمملكة المتحدة، وأخيراً 17% إلى فرنسا».
الاتجاه الخاطئ
وأفادت النتائج، بأن هذه الرغبة في الهجرة تتناسب مع المشهد الاقتصادي القاتم في العديد من الدول العربية؛ إذ أكد 72% من الشباب في شرق المتوسط (العراق، الأردن، لبنان، فلسطين، سوريا، اليمن)، ونحو ثلثي الشباب العربي (62%) في شمال إفريقيا (الجزائر، مصر، ليبيا، المغرب، السودان، جنوب السودان، تونس)، أن اقتصاد بلدانه يسير في الاتجاه الخاطئ، على عكس آراء شباب دول مجلس التعاون الخليجي؛ إذ تبين تفاؤله إلى حد كبير، حيث يرى 9 من كل 10 (88%) منهم أن اقتصاد بلدانه يسير في الاتجاه الصحيح.
وأكد الاستطلاع، أن الوظائف تتصدر أولويات الشباب العربي مع ارتفاع مستويات بطالة الشباب في الشرق الأوسط إلى أكثر من 25% - وهي النسبة الأعلى والأسرع نمواً في العالم وفقاً لمنظمة العمل الدولية. فمن بين الشباب الذي يفكر جدياً في الهجرة، أشار نحو نصف (49%) المشاركين إلى أن السبب الرئيسي لرغبته في الهجرة هو «البحث عن فرصة عمل»، فيما قال (25%) الشباب الخليجيين إن الدافع الرئيسي لرغبته في الهجرة هو «خوض تجارب جديدة» مقابل 13% في شمال إفريقيا و11% في شرق المتوسط.
مخاوف وتفاؤل
وعلى الرغم من مخاوفه بشأن اقتصادات بلدانه، أعرب 69% من الشباب العربي عن اعتقاده بأن أيامه القادمة أفضل، بزيادة قدرها 5% على عام 2022. وكان الشباب الخليجي الأكثر تفاؤلاً (85%)، تلاه شباب شمال إفريقيا (64%)، وشرق المتوسط (60%).
وفي مقارنة بنتائج السنوات الأربع الماضية، بلغ تفاؤل الشباب العربي، ذروته في استطلاع هذا العام؛ حيث قال 57% من المشاركين إنه سيحظى بحياة أفضل من آبائه، مقارنة مع 45% في استطلاع عام 2019. وبلغت هذه الروح الإيجابية أعلى مستوياتها لدى شباب دول مجلس التعاون الخليجي (75%)، تلتها دول شرق المتوسط (52%) وشمال إفريقيا (50%).
ولدى التفكير في السنوات العشر القادمة، يصبو 18% من الشباب العربي بالدرجة الأولى إلى تأسيس حياة مهنية ناجحة، ومن ثم إنهاء تعليمه 17% والعمل على تحقيق شغفٍ ما 15%.

3600 مقابلة
تم إجراء استطلاع آراء الشباب العربي خلال الفترة الممتدة من 27 مارس- 12 إبريل 2023، وتضمن 3600 مقابلة شخصية أجراها محاورون متمرسون من شركة سيكث فاكتور الاستشارية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً.

آمال ومخاوف وتطلعات
تعكس نتائج الاستطلاع لهذا العام آمال ومخاوف وتطلعات الشباب في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتوزعت عينة الاستطلاع بالتساوي بين الذكور والإناث.

دول الاستطلاع
يغطي الاستطلاع 5 دول في مجلس التعاون الخليجي (البحرين، والكويت، وعمان، والسعودية، والإمارات)، ودول شمال إفريقيا (الجزائر، ومصر، وليبيا، والمغرب، والسودان، وتونس، مع إضافة جنوب السودان هذا العام)، والمشرق العربي (الأردن، والعراق، ولبنان، وسوريا، وأراضي السلطة الفلسطينية) واليمن.

نتائج جديدة
من المقرر أن تنشر خلال الأسابيع المقبلة النتائج المتعلقة بالموضوع الأخير لاستطلاع هذا العام «نمط حياتي»، إضافة إلى نتائج أخرى تتعلق بالتغير المناخي، والصحة النفسية، وحقوق الجنسين، ما يجعل استطلاع هذا العام الأكثر شمولاً حتى الآن.

هويتي
تعد «هويتي» الموضوع الرئيسي الرابع لاستطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الخامس عشر لرأي الشباب العربي 2023، وكانت الشركة قد أعلنت عن النتائج المتعلقة بموضوع «مواطنتي العالمية» في يونيو، تلتها النتائج المتعلقة بموضوعي «توجهاتي» و«سبل معيشتي» في يوليو.

واقع جديد
تتوفر النتائج الأولية لاستطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الـ15 لرأي الشباب العربي ضمن موضوعات «طموحاتي المستقبلية»، و«مواطنتي العالمية»، و«توجهاتي»، و«سبل معيشتي»، و«هويتي»، عبر الموقع الإلكتروني arabyouthsurvey.com. وتندرج هذه النتائج جميعها تحت العنوان الرئيسي «واقع جديد ونظرة متغيرة».

 

الصورة

 

الصورة
الصورة

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/37zkp8er

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"